Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى ال وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وقد لاحظت التماسك التام بين السيرة الشخصية لرسول الله، ودعوة الناس للإسلام  لدرجة أنى وجدت أنه ما من عمل قام به رسول الله إلا وهو تأسيس لحركة الدعوة إلى الإسلام، فصمته، وابتسامته، ونومه، ومشيه، وتوقفه ... وسيرته قبل البعثة، والبيئة التى ولد بها، ونشأ، وتربى فيها ، وجدتها وثيقة الصلة بالدعوة، لأنها تمثل المحيط الذى وجد فيه رسول الإسلام، وتعرف بالواقع الذى تعامل معه رسول الله، وتصور المعوقات التي واجهها محمد، وهو يدعو إلى الله تعالى، والدعائم التي استند إليها .

فقد آثرت الإبقاء فى هذه الطبعة على الكتابة عن السيرة، والدعوة معاً كخطين متوازيين، يكمل أحدهما الآخر، وتصورت الأمة الإسلامية قطاراً يحتاج إلى الخطين معاً ... وفى وقت واحد لتسير، وتتقدم   أريد بهذا التناول التأكيد على أن تكون حركة الدعوة فى حياة المسلمين هدفاً مقصوداً لكل مسلم ، فما وجد الرسول إلا للدعوة، وما كانت رسالته إلا البلاغ ، والإرشاد ... وفى نفس الوقت أتمنى أن تستمر سيرة المصطفى ناصعة فى العقول ، شاهدة على عظمة محمد، ودليلاً على كينونته قرآناً فى صورة عملية تطبيقية، إنى هنا أكتب عن الدعوة متخصصاً، وأقدم السيرة من خلال هذا التخصص، فلقد كتب كثيرون عن (الطب النبوى)، و(علم النفس في حياة رسول الله )، و(الجانب الحركي للسيرة)، و(بناء الدولة المسلمة فى العهد المدنى)، و(الحياة الأسرية لـ محمد) ... وكل هذه كتابات متخصصة فى فرع من فروع العلم .

01
الفصل الأول: الواقع العالمي قبيل مجئ الإسلام " التعـريف بأمـة الدعـوة"

العالم كله وعلى طول المكان والزمان هو أمة الدعوة، فإليه بعث محمد، وأمر بتبليغ الإسلام إلى الناس أجمعين. فمن أجاب، ودخل في دين الله تعالى صار من أمة الإجابة، التي عرفت الحق، وآمنت به، واستقامت على الصراط المستقيم، ومن لم يدخل فى الإسلام يكون من أمة الدعوة التى تلتزم أمة الإجابة بتعريفهم للإسلام ، ودعوتهم إلى دين الله تعالى .

والتعريف بهذا العالم ضرورة مهمة، لأنه يبين واقعه، وما ساده من انحراف وضلال، ويظهر المناهج التى دعا بها الرسول  والمسلمون بعده الأمم كلها على اختلافهم، وتنوعهم، ويوضح طريقة المواجهة بين الإسلام ومعارضيه فى هذا الزمان السحيق   وبذلك تستفيد الدعوة، ويأخذ الدعاة الدروس، والعبر ... من خلال تحديد القضايا التى يحتاج إليها الناس، ومعرفة المعوقات التى تعترض انتشار الإسلام، والوقوف على مدى تغلغل الضلال بين الناس ومدى تمسكهم به وتفهم الأسلوب الأمثل للبلاغ والدعوة .

لقد انقسم العالم فى هذا الزمان إلى أمم كبرى هى الفرس ، الروم ، والعرب والهنود وكان لكل منها وضعه، ونظامه، ودينه، وانضمت بقية الأقاليم تحت سلطان إحدى هذه الأمم، كولايات تابعة لها، تعيش بنظمها ، وتتمذهب بمذهبها وهكذا ... وفى هذا الفصل سأتناول هذه الأمم بالدراسة، وأعرف بواقعها، وأوضح أهم نظمها ، وأديانها، وأخلاقها، و سأعقد لكل أمة مبحثاُ على أن أعقد مبحثاُ آخر أبين فيه مدى حاجة العالم يومذاك لحمل الإسلام، وكيف تهيأت الظروف العالمية لاستقباله، وفي الأخير أورد مبحثاً يتناول ركائز الدعوة فى فهم الواقع، والتعامل معه. 

 

02
الفصل الثانى: السيرة النبوية " التعـريف بالرســول " من الميلاد حتى الهجرة

محمد هو رسول الإسلام ، وهو المبعوث بدين الله الخاتم إلى الناس أجمعين ... ولد محمد بمكة، ونشأ، وتربى فى بادية العرب، وجاءه الوحى من الله على رأس الأربعين، وعاش رسالته داعياً إلى الله تعالى بمكة قيل الهجرة، وبالمدينة بعدها، وبلَّغ العالم كله ما كلف به، ولم ينتقل إلى الرفيق الأعلى إلا بعد أن أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، وكمل الدين، وتمت نعمة الله للعالمين، وتعد سيرته دراسة لنموذج الإنسان الكامل الذي يجب أن يحتذى، وأن يكون أسوة، وقدوة لمن أراد الفوز والفلاح .

 

03
الفصل الثالث : منهج النبي في الدعوة إلى الله تعالى في مكة

تناولت في الفصل السابق السيرة المحمدية ، وفي هذا الفصل سأحاول توضيح أركان الدعوة ، وإظهار حركة النبى بالدعوة وسط الناس بلاغاً ، وإرشاداً ، وتعليماً، وهنا أحب أن أشير إلى ملاحظة هامة ، وهى أن حياة النبى  الشخصية تلتصق بالدعوة التصاقاً كلياً ، فهو كواحد من الناس له حياته الخاصة ، ونشاطه العام ، ووظيفته بين الناس ، ولذلك وجدنا فى سيرته الشخصية صورة الإسلام بتوجيهاته ودعوته ، وكدت أجعل الفصل الثالث كالفصل الثاني ، وأعنون له بـ " الدعوة في الحياة الشخصية لرسول الله  " ... إلا أنى آثرت ما انتويته أولاً حباً فى إظهار شخصية الرسول فى صفاتها ، وكمالها ، وتفانيها فيما وجدت له ، وما هيئت ، وصنعت من أجله ... وبذلك أحافظ على المنهجية البحثية ، حديثاً عن الدعوة في حركة النبى كما جعلت الفصل السابق عن سيرة النبى وارتباطه بالدعوة .

 

04
الفصل الرابع : ركائز الدعـوة المستفادة من المرحلة المكية

لقد امتدت المرحلة المكية من المبعث حتى الهجرة إلى المدينة المنورة وبلغت ثلاث عشرة سنة، ووقعت خلالها أحداث عظام، وظهرت أعمال ضخمة، وآمن من آمن، وكفر من كفر. وخلال المرحلة المكية برزت أضواء عالية فى حركة الدعوة إلى الله تعالى، وبانت مواقف مليئة بالعبر، والدروس، وتكشفت الطبائع والنفوس وصارت المرحلة منارة هادية للدعاة على مر العصور.
وتعود أهمية معرفة هذه المرحلة للدعوة إلى إنها تعيش مع المسلمين فى أيام قلتهم وضعفهم، وتصور كيف عاش المسلمون بالإسلام صادقين، حتى تم انتقالهم من الضعف إلى القوة، ومن الهوان إلى العزة والانتصار، وهي أمور يحتاجها المسلمون 

05
الخاتمة:

الحمد لله الذى هدانا لهذا، وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً رسول الله ... وبعـد ... فلقد انتهيت من كتابة المرحلة المكية، ووقفت بها عند بدايات الهجرة لأننى أرى الهجرة بداية المرحلة المدنية، وحاولت أن أكتب السيرة النبوية بالتفصيل لأعيش مع رسول الله فى حياته و أوصافه، وشمائله لأحقق أملاً عشته طويلاً، وعشت مع حركة الرسول بالدعوة، وهو ينتقل بها بين القبائل، والأماكن العديدة، لأرى منهجية العمل لخدمة الإسلام، ونفع الناس أجمعين .

ثم كانت أهم الركائز التي استنبطتها من السيرة النبوية، والحركة بالدعوة خلال هذه الفترة، وآمـل ...أن يكون كتابي هذا مفيداً في السيرة والدعوة، ومرجعاً للمسلم العادي، و للدارس المثقف، والعالم المجتهد، وأعتذر عن كل تقصير وقع منى ، لأن التقصير من لوازم أى عمل بشرى ... وأسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل خالصاً لوجهه سبحانه وتعالى، وأن يجعله لى فى الدنيا ذكرى، وفى الاخرة نوراً، وذخراً، وأن ينفعني به يوم لا ينفع فيه مال، ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ... ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير ... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



الى الاعلى