Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

الدعوة الإسلامية -أصولها ووسائلها من القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ... فهذه هي الطبعة الثالثة من كتابي الدعوة الإسلامية أصولها .. ووسائلها .. وأساليبها في القرآن الكريم .
أقدمه بعد نفاذ طبعاته السابقة ، وقد اكتفيت بالزيادات والإضافات التي وضعتها في الطبعة الثانية، واشكر الله تعالى أن هيأ للكتاب قراء أحاطوه باهتمامهم ، وآمل أن يحيطوني بمرئياتهم لكى أستعين بها عند إعادة طباعته بعد ذلك، وأكرر ما قلته في الطبعات السابقة ، وأشير إلى أهمية التأليف في علوم الدعوة ، وأمل تحقيق ما يلي :

أولاً : خدمة علوم الدعوة ، وبخاصة بعد أن أصبحت علوما لها موضوعها ، وغايتها ، ومناهجها

ثانيا : مصاحبة الدعاة وهم يتحركون بالإسلام فحاجتهم إلى الزاد شديد ومساندتهم بالمعرفة والعلم ضرورة دينية ، واجتماعية .

ثالثا : إظهار خصائص الإسلام التي يتميز بالعالمية ، وختمه لسائر أديان الله تعالى ، وصيانته لحقوق الناس ، ونشر العدل والسلام .

رابعا : مواجهة خصوم الدعوة ، ورد شبهاتهم التي يوجهونها ضد كافة أركان الدعوة إلى الإسلام ، ويزعمون صدقها مع أنها دعاوى باطلة لا تصمد أمام برهان الحق ، وبيان العلم والواقع .إني أعرض الإسلام ، وأحدد وسائل تبليغه ، وأوضح وسائله للوصول إلى الاقتناع والرضى ولذلك أتمني جهد العلماء والدعاة معى فالطريق طويل ، والسفر شاق، والحاجة إلى التعاون وتكاتف المخلصين أمر ضروري، وأسال اللّٰه يسدد خطإى ، ويهديني سواء السبيل ، ويجعل خالصا لوجهه اللّٰه، وهو حسبى ... ونعم الوكيل.

01
الباب الأول: الإسلام والدعوات الإلهية السابقة

يموج العالم بالمذاهب والأديان ، وتتنوع فيه الملل والنحل ، وقد أدى التقدم الحضاري ، والغنى المادي إلى اشتداد التنافس والصراع بين الأفكار والمعتقدات ، وأخذ الأقوياء يعلون بقوتهم ، ويوجهون ما يملكون لقهر الضعفاء ، وإزاحة ما يخالفهم من مذهب أو دين ، ناسين أو متناسين ما يرفعونه من شعارات المحبة والسلام ، وضمان حقوق الإنسان .

 وشاءت إرادة الله أن يكون المسلمون هم الأضعف في عالم اليوم ، الأمر الذي أدى إلى توجيه السهام إلى الإسلام للقضاء عليه، وإدخال أتباعه في متاهات اللهو والضلال ، وهذا سر الحملات الشديدة التي توجه للإسلام وللمسلمين من كل فريق إلا أن الإسلام دين الله تعالى يملك قوته في ذاته، وتحفظه عناية الله تعالى وقدرة الله غالبة رغم أنف أعداء الله الضالين، حتى أننا نرى كثيراً من علماء الغرب ومفكريه يؤمنون به ، ويتحولون إلى دعاة له بعد معرفتهم بحقيقته مع إطلاعهم على أحوال المسلمين

02
الفصل الأول: الإسلام دين اللّٰه تعالى

يشمل دين الله الأعمال الباطنة والظاهرة ، ومرادنا بالأعمال الباطنة تصديق القلب وبالأعمال الظاهرة أفعال الجوارح ، وبعبارة أخرى فإن الأعمال الباطنة هي العقيدة والأعمال الظاهرة هي الشريعة ، والأثر الذي يثمرانه هو الأخلاق. 
ومن هنا يمكننا أن نحدد عناصر الدين الإسلامي بالعقيدة والشريعة والأخلاق ، يبين ذلك ما رواه أبو هُرَيْرَة ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ : مَا الْإِيمَانُ ؟
قَالَ : الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ
فقال جبريل : مَا الْإِسْلَامُ ؟
قَالَ : الْإِسْلَامُ أَن تَعْبُدَ الله وَلَا تَشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَثَقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤدِّيَ
الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَهُ وَتَصُومَ رَمَضَانَ
فقال جبريل : مَا الْإِحْسَانُ ؟
قال : أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ
فقال جبريل : مَتَى السَّاعَةُ ؟
قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا إِذَا
وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبُّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهم فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إلَّا اللَّهُ ثم تلا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفس ماذا تكسِبُ غَدًا وَمَاتَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضِ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ) .ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ : رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَقَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعْلَمُ النَّاسَ دِينَهُمْ  .

 

03
الفصل الثاني: أصول الدعوات الإلهية السابقة

تعددت الرسالات إلى البشر ، وتنوعت الرسالات فيهم ، وأتتهم التعاليم الإلهية واحدة في أصولها ، وما اختلفت الرسالات إلا في مناهجها، وترجع وحدة الأصل إلى أن المصدر لكل الرسالات هو الله الذي أراد أن يوجه البشر إليه ، ويعرفهم طريق سعادتهم الكامنة في دين الله الموحى به إليهم .

 ويرجع الاختلاف المنهجي في الدليل، وتوجه الخطاب، وعمق الجدل إلى تنوع المدعوين ، واختلاف طبائعهم، وتغاير رذائلهم ، وتطور فكرهم مما يشير إلى ضرورة اختلاف التوجه والخطاب تبعاً لاختلاف من توجه إليهم الدعوة ، ليكون الإيمان أسرع ، والاقتناع بالدعوة أعمق .  لقد عاين آدم حقيقة هذه الأصول قبل أن يخرج إلى الأرض، حيث عاش في الجنة ، وعاشر الملائكة ، وتعامل مع إبليس ، وعلم الخير والشر ، وأتاه وحى الله تعالى .

04
الفصل الثالث: الفوائد المترتبة على ذكر الدعوات الإلهية

تعرضت الدعوة الإسلامية بعد ظهورها لسيل من التكذيب ، وتلقي المسلمون ألواناً كثيرة من التعذيب ، ولم يقف الخصوم عند حد فأنكروا النبوة وكذبوا النبي وعذبوا المسلمين ، ومنعوا أتباعهم من الإيمان ، واضطهدوا من يجرؤ ويدخل في الإسلام ، فكان من حكمة الله تعالى أن بين في القرآن المكي ما يؤيد الدعوة ، ويفيدها ، وذلك بذكر الدعوات السابقة ، وبيان موضوعها وموقف الناس يومئذ منها ، وكيف انتهى الأمر بينهم وبينها ليبين كذلك خطأ ما عليه معارضو الإسلام ، وقد أبقى الله هذا الذكر خالداً في القرآن الكريم ليستمر أثره ، وتدوم فائدته . وفي العصر الحديث نجد اليهود والنصارى في مقدمة أعداء الإسلام رغم أن الإسلام جاء مصدقاً لرسالة موسى وعيسى عليهما السلام ، ومكملاً الدين بوحي الله تعالى ، وكان الأمل أن يكون أهل الكتاب في مقدمة المؤمنين بالإسلام لأنهم بالإسلام يزدادون إيماناً برسلهم ، ويصدقون بدعواتهم ويضيفون إليها كمالاً وجمالاً آتاهم من عند الله تعالى .

05
الفصل الرابع: مرونة الإسلام وتجدده

ظهر الإسلام في القرن السابع الميلادي، وحمله العرب إلى العالم كله، وأخذت مسيرة الإسلام في التعمق كماً وكيفاً حتى وصلت إلى الناس أجمعين ومازالت المسيرة الإسلامية في حركتها وتوسعها إلى يومنا هذا، وسوف تستمر بإذن الله تعالى إلى يوم القيامة، وأصحاب الهوي وأعداء الحق يكيدون للإسلام، ويحاولون وصفه بما ليس فيه، ويعملون لإزاحته عن حركته العالمية، ويثيرون شبهاً واهية ضده. 

يقولون: إن الإسلام ظهر في القرون الوسطى ولذلك فهو غير صالح للعصور الحديثة، ويقولون : إن الإسلام ظهر بين العرب ويجب أن يختص بهم . ويقولون : إن الإسلام يرتبط بجغرافية ظهوره ولا يجوز أن يكون دينا لكافة الأمكن والأزمنة إلى يوم القيامة. لقد تعجب بعض الناس من ظهور الإسلام بين العرب أولاً لأنهم كانوا أمة فقيرة مفتنة، لا تعرف نظاماً إدارياً ، ولا تتبع حكماً واحدا، وكانت أضعف الأمم يومذاك

06
الباب الثاني: أهداف الدعوة الإسلامية وعوامل تحقيقها

ظهر الإسلام في عالم كثرت مظالمه ، وامتلأ بفساد شامل لكل مناحي الحياة في العقيدة ، وفي النظم ، وفي الأخلاق ، وفي كل نشاط يقوم به الناس، وللناس عذرهم قبل مجيء الإسلام حيث لا دين يهديهم ولا نبي يزكيهم ويعلمهم وذلك بعث الله رسوله مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً .

وعمل رسول الله بوحي الله تعالى في هذا العالم المضطرب ليغير هذا الضياع ، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وينشر بينهم العدل ، والأمان ، ويعيد للفرد توازنه وصلاحه ، وللجماعة تعاونها على البر والتقوى وللعالم كله الخير والأمان، وقام رسول الله بما بعث به ، وأدى الرسالة على وجهها الصحيح وتحمل كثيراً من العنت والعدوان من أعداء الحق الذين ساءهم أن تتحطم وضعيتهم الظالمة ، ويتحقق للناس العدل والمساواة في إطار دين كريم ، يربطهم بالله العظيم ويجعل عملهم وإخلاصهم الله رب العالمين ، بعيداً عن تسلط الإنسان، وطغيان المادة، وسفاهة الخضوع للكهان والسدنة .

07
الفصل الأول: أهداف الدعوة الإسلامية

اشتملت الشريعة الإسلامية على عديد من النظم تيسر بها أمر الحياة ، وتحقق بواسطتها للناس أهداف الإسلام التي يجعل الناس بها سعداء مؤمنين إن الإسلام يحقق الخير دائماً ، ويهدف إلى المصلحة بصورة مطلقة ، ومن تعاليم الإسلام ما عرفت حكمته ، ومنها ما خفي عن مدارك الناس والمسلم يؤمن إيماناً مطلقاً بوجود حكمه في كل مخلوق حيث لا عبث في خلق الله تعالى يقول سبحانه وتعالى : ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ )،ويقول سبحانه وتعالى : ( ما كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا )  .

وعلى الإنسان طاعة الله ، والالتزام بشريعته وإن خفيت الحكمة عليه لأن الله قدر كل شيء أوجده ، وهداه لوظيفته ، وأنزل دينه بعلم وإتقان ، وهو سبحانه غالب على أمره ، وكل أمر ونهي في دين الله موزون والأهداف الكلية تعني الأهداف العامة التي تسود المؤمنين كلهم ، وتفيد الخلق أجمعين ، ويمكن الاستفادة بها في كل مجتمع بشري عمل لها ، وهناك أهداف فرعية تظهر بصورة جزئية في إطار الأهداف الكلية.

08
الفصل الثاني:عوامل تحقيق أهداف الدعوة الإسلامية

يحافظ الإسلام على حقوق الإنسان كافة، ويصنع من النظم ما يصونها ويحفظها ، وفي نفس الوقت يحدد له الواجبات التي سيسأله عنها يوم القيامة . ولو أدى الناس ما عليهم، وأخذوا ما لهم لاستقام شأن الحياة، ولتحقق للجميع الخير والسلام .

وصدق من قال: 

لو أنصف الناس لاستراح القاضي                     وبات كل عن أخيه راضي

 واستقامة الأفراد تنعكس على الجماعة وعلى الأمة لأن البناء الاجتماعي في حقيقته يقوم على بناء الفرد

09
الباب الثالث: خصائص الإسلام

اتصفت الدعوات الإلهية السابقة بأن كل واحدة منها كانت خاصة يقوم معينين ، حيث كان الرسول يأتي لقومه فقط ... ولهذه الخصوصية أسباب ونتائج، أما أسبابها فترجع إلى بدائية الإنسان الذي كان يرتبط ببيئته المادية ، وثقافته البسيطة ، فما كان يناسب بيئة ما لا يناسب بيئة أخرى ، وقد حتم هذا الوضع أن تختص الرسالة ببيئة واحدة لا تتعداها لغيرها، وكان من نتائج هذا الوضع أن تعددت الرسالات تبعاً لتعدد البيئات ، وتطور مراحل التفكير ، وكان من نتائجه كذلك أن وجد في وقت واحد رسولان وثلاثة ، وكان كل رسول يذكر بوضوح أنه جاء لقومه فقط

10
الفصل الأول: الإسلام دين تام

أرسل الله رسله إلى عباده ، حيث بعث كل نبي لأمته بدين يناسب أوضاعهم ، ويتلاءم مع واقعهم. وكل دين جاء به أحد من رسل الله تعالى كان كاملاً بالنسبة لمن آتاهم ، إلا أن التطور العقلي، والتقدم المدني يجعل هذا التمام قاصراً عن ملاحقة ماجد من نشاط عملي، ورقى فكري، الأمر الذي كان يؤدي إلى مجيء رسول آخر بدين جديد، فلما جاء عصر البعثة المحمدية كانت الإنسانية قد ترقت عقلياً وفكرياً الأمر الذي قضى بمجيء الإسلام ديناً كاملاً ملائماً للبشرية كلها .

وتمام الإسلام باد في عدة جوانب، فهو تام في ذاته لاشتماله على العقيدة والشريعة، ومراعاته التشريعية للجوانب الثابتة والجوانب المتغيرة، وهو تام لناس عصره حيث غير حياتهم ونقلهم من ظلمات الجهل والجاهلية إلى نور الحق والإيمان، وهو تام على الزمن كله، وصالح للناس أجمعين لما فيه من مرونة تحقق التجديد المستمر، والتوافق مع أي تقدم جديد يحدث للناس أجمعين

11
الفصل الثاني: الإسلام خاتم الأديان

تتابعت أديان الله تعالى في الناس إلى أن ختمها الله تعالى بالإسلام الذي قال الله تعالى عنه : ( الْيَوْمَ يَبِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ‏الإِسْلَامَ دِينًا )، وعاش المسلمون بدينهم الذي أكمله الله وأتمه بشريعته ونظمه في كل عصر . وأصبح واجباً على المسلمين أن يسلكوا مع دينهم مسلك رسول الله ﷺ ومسلك سلفه الصالح الذين قاموا رضوان الله عليهم بتبليغه إلى كل من أمكنهم الوصول إليه. إن الإسلام خاتم الأديان ولا دين بعده، ومن هنا كان من المهم أن يصل للناس أجمعين .

12
الفصل الثالث: الإسلام دعوة عالمية

يموج العالم اليوم بعديد من التيارات والمذاهب وكل يدعى أحقيته، ويتصور أن غيره هو الباطل ... والإسلام دين الله تعالى يعيش وسط هذا الزيف متمسكاً بالحق ، داعياً إلى الهدى والصواب. والإسلام يخاطب الأمم كلها بالحسنى ، ويعمل على دعوة الآخرين بالحكمة واللين، ويأمر المسلمين بدعوة غيرهم بالحق والحسن فيقول سبحانه وتعالى : ( وَلَا تُجَدِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ، فَالَّذِينَ ءَاتَيْتَهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا وَ تَجْحَدُ بِقَايَتِنَا إِلَّا الكَافِرُونَ ).

13
الباب الرابع: تبليغ الدعوة الإسلامية

إيصال الخير للغير يحتاج إلى أناس مخلصين ، يعملون له ... وينصحون به ... ويبذلون الكثير من أجل مصلحة الآخرين ونفعهم. والحمد لله فقد قضى سبحانه وتعالى بوجود طائفة من المؤمنين تعمل للناس، وتهتم بما يفيد الآخرين، والمسلمون يملكون الخير كله، وقد جاءهم من عند الله تعالى نقياً واضحاً وعليهم أن يقوموا بإيصال هذا الخير للآخرين لتعم الهداية، وينتشر الأمان والخلق الكريم وبخاصة أن الله تعالى أوجب على المسلمين إيصال ما عندهم  من خير لغيرهم، وحملهم مسئولية إفادة الناس ونفعهم .

 إن الإسلام هو الخير كله الذي نزل الوحي به، وحفظه الله تعالى بالمحافظة على القرآن الكريم والسنة النبوية وبلغه رسول الله ﷺ لأصحابه وأمرهم أن يبلغوه لمن وراءهم، وترك في الأمة هذه السنة لتسير عليها، وتأخذ من رسول الله طريقة البلاغ، ووسائله وأسلوبه وكافة الدروس المستفادة من بلاغ رسول الله ودعوته

14
الفصل الأول : أهمية تبليغ الإسلام

يهتم العالم المعاصر بالإعلان والدعاية لكل ما يريد إيصاله للناس ، لما في ذلك من أثر بالغ في تحقيق أغراضه ومصالحه، وهذه عادة حسنة لولا ما شابها من مبالغة في التحسين، وإحاطة الطلب بالإثارة والتشويق ، لدرجة وصول الأمر إلى خداع الناس، وانقيادهم لرأي جماهيري زائف تحركه الدعاية، وتسيطر عليه الإشاعات، مع أن الأمر يحتاج إلى انضباط خلقي، والتزام بالحق ، وتمسك بالخير والصواب

 إن من حق الإنسان أن يعلم الحقيقة، ومن حقه أن يختار ما يريد، وأن يقتنع بما يشاء، وعلى من لديه نصيحة أو علم أن لا يبخل به على أخيه، وأن يمده به لتحقيق الأخوة الإنسانية، وتتوحد الاتجاهات في العالم كله إن الأفكار والمعاني تحتاج إلى من يوصلها للناس لتحقيق الفوائد المترتبة عليها ، والأخذ بيد الجماهير إلى الخير والسعادة، ونشر الرضى والسلام بينهم ولو انكفأ أصحاب المذاهب على ذواتهم وبعدوا عن الناس، ما تمذهب معهم أحد، ولاختفت مذاهبهم مع الأيام لا يدري بها إنسان

15
الفصل الثاني: وجوب تبليغ الإسلام

نزل الإسلام على رسول الله وحياً من عند الله عز وجل، فبلغه على وجهه الصحيح وأدى الأمانة التي بعث لها ، يقول الله تعالى :(يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّعْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ. وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )

 

16
الفصل الثالث: فرضية التبليغ بين العين والكفاية

الدعوة إلى الإسلام ، وإيصاله إلى الناس بيناً واضحاً قضية واجبة ، وقد بينا في الفصل السابق أدلة النقل والعقل المثبتة لوجوب الدعوة والتبليغ ، كما ناقشنا هؤلاء الذين يذهبون إلى عدم فائدة الدعوة وعدم استجابة الإنسان للتغيير .... وأثبتنا أن الإنسان قابل للتبديل، وعلماء النفس والاجتماع والأخلاق على رأس من وضع قواعد جديدة للتربية والتوجيه ، وحددوا الأسس التي يمكن بها تغيير حياة الإنسان والترقي به سلوكاً وعملاً .

إن الإسلام يوجب الدعوة إليه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، وفي ذلك بيان واضح يثبت إمكانية تغيير الإنسان ، وانتقاله من الفوضى إلى النظام وإخراجه من عبادة المادة إلى عبادة الله رب العالمين

17
الفصل الرابع: حكم من لم تبلغه دعوة الإسلام.

الإسلام دعوة الله للعالم كله ، والمسلمون مسئولون عن إيصال دينهم إلى الناس أجمعين ، وعليهم أن يستعدوا لمواجهة الناس على أي حال يكونون وفى أي موطن يقيمون ، وبأي لغة يتحدثون ، وبأسلوب واضح يحدد المطلوب، ويبين الهدف، ويقنع العقل، ويرضى الشعور، ويخاطب الوجدان .

إن واجب تبليغ الدعوة يحتاج إلى جهود عديدة، وطاقات مديدة، لأن العالم واسع الأرجاء، متنوع في كل شيء، وعلى الدعاة أن يكونوا على مستوى هذا العالم الفسيح .... في المدن والبادية ... في السهول والصحاري ... في مناطق الاعتدال والبرودة .... وهكذا

إن الناس إذا لم تبلغهم دعوة الإسلام على وجهها الصحيح فهم معذورون عند الله ، وستكون لهم الحجة عند الله وهو يسألهم عن هذا الدين ، ولأنهم حينئذ سوف يقولون ما حكاه الله عنهم في قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْتَهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَتَتَّبِعَ ءايَتكَ مِن قَبْلِ أَن نَذِلَّ وَتَحْزَى ) .

18
الفصل الخامس: ضوابط تبليغ الدعوة

إن تبليغ الإسلام تكليف ديني، وواجب على الأمة كلها وهذا التكليف يشير إلى مدى حرص الله تعالى على هداية الناس وحرص رسول الله ﷺ على مصالح العباد ... يقول الله تعالى : ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ ءايَتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ )  ويقول تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ). كما يؤكد مدى الإيثار الذي يريده الله من عبادة المؤمنين، لأن السعيد بإيمانه لابد له أن يتكلف المشاق، ويتحمل المخاطر لتحقيق الخير للآخرين وهو يدعوهم إلى الإسلام .

19
الباب الخامس: تبليغ الإسلام بين الوسائل والدعاة

علمنا فيما سبق أن وسائل الدعوة هي الأدوات الحاملة للدعوة لتوصيلها إلى المدعوين في أطر فنية بليغة. ذلك أن قضية الدعوة فكرة معنوية يراد نقلها إلى الناس ليؤمنوا بها، وهذه الفكرة المعنوية تنقل عبر كلمات مكتوبة أو مقروءة أو في إطار صورة، أو إشارة، أو حالة دالة على المعنى الموضحة للدعوة، المرغبة في الإيمان .

هذه الأساليب تحملها أدوات وآلات هي الوسائل، وهي عبارة عن قنوات ناقلة للدعوة من مصدرها لتوصيلها إلى الناس في بلاغ مقصود، أملاً في إيمان المدعوين، وإدخالهم في دين الله تعالى ووسائل الدعوة آلات لا تعقل ولا تدرك ماهية ما تحمله، ولا تعرف غاية ما تنقله، فالمذياع آلة تنقل ما يجهز لها، وترفع الصوت به بلا فهم أو معرفة لأن المذياع آلة جامدة لا عقل لها

20
الفصل الأول: وسائل الدعوة

تعددت وسائل الدعوة قديماً، وأضاف عليها العصر الحديث أنواعاً أخرى، وما زال الجديد يظهر كل حين بوسائل جديدة. والعلماء المعاصرون يهتمون بوسائل الاتصال للاستفادة بها في مجال الإعلام، والتربية، والخدمة الاجتماعية، والتوعية السياسية ، والاقتصادية وغيرها. وقد وضع علماء الاتصال نظرية متكاملة لعملية الاتصال تقوم على تصور كافة أركان العملية الاتصالية التي يتصورونها في الرسالة الفكرية التي يراد إيصالها للناس، ويجب أن تصاع هذه الرسالة في أسلوب جميل، يوضح الفكرة ويدلل عليها بما يناسب المستقبل للرسالة

21
الفصل الثاني: الداعية

وسائل الدعوة هي الآلات التي تحمل الدعوة فكرة معنوية وتنقلها إلى المدعوين في صيغ بيانية توضح المعني المراد، والربط بين الفكرة والصياغة والتحرك بها خلال قنوات الوسيلة تحتاج إلى عقل يفهم ، وشخص يتحرك، ووسائل تمكن من الحركة والوصول إلى المدعوين .

إن الداعية هو الإنسان الذي لابد منه في تبليغ الدعوة لأنه هو الذي يفهم الفكرة، ويحملها مصاغة في ألفاظ بلاغية، وتوصيلها من خلال الوسائل إلى المدعوين ولذلك عد الداعية وسيلة الوسائل، أو الركن الذي تظهر به الدعوة من خلال أقواله وعمله، وسلوكه

22
الباب السادس: أساليب الدعوة في القرآن الكريم

في الطبعة الأولى من كتابي " الدعوة الإسلامية " تعاملت مع الأساليب بمسمى الوسائل وهذا خطأ لم يظهر حين الكتابة بسبب أن الدعوة الإسلامية كانت تعني وقتها التبليغ والإرشاد بلا تفرقة بين الوسائل والأساليب، وقد تنبهت لهذا الخطأ بملاحظة إخوة كرام أشاروا إليها في مؤلفاتهم بالنص أو بالإشارة ... وإني هنا أشكرهم وأبادر إلى تصحيح خطاي ، وأسمى الباب بمسماه الصحيح وهو أساليب الدعوة في القرآن الكريم .

إن الأسلوب هو الكلمات اللفظية، والتراكيب البلاغية التي ينطق بها أو يكتبها فرد أو جماعة لتدل على معني معين، وتحقق هدفاً مقصوداً، والتراكيب البلاغية التي يتحدث بها الدعاة هي أسلوبهم إلى مدعويهم

23
الفصل الأول: الملامح الواحدة في أساليب الدعوة

سطر القرآن الكريم في ثناياه أساليب دعوته إجلالا لدورها ، وإثراء لفائدتها ، ولكي تبقى طريق الدعاة إلى الله على طول الزمن في دعوتهم وعملهم ، ذلك أن الدعوة انتشرت بها وحدها أولاً، ولابد أن يقتصر انتشارها عليها كذلك إلى الأبد، لأن ما حدث أولاً هو القاعدة لكل ما سيكون بعده، كما أن هذه الأساليب تملك الحيوية الدائمة، وعناصر التأثير المستمر، لأنها تناقش العقل، وتشبع الغرائز، وتخاطب الوجدان، وتجادل بالتي هي أحسن.

24
الفصل الثاني: القصة القرآنية أسلوب للدعوة

لازمت القصة الإنسان منذ وجوده ، وارتبطت بحياته ، يصنعها ويتحدث عنها ثم يستمع لها، استثارة بوقائعها، وتجديداً لأحداثها، وقد عاشت البيئة العربية شدة قاسية من أجل لقمة العيش فعملت ورحلت وشاهدت طغياناً واستغلالاً فجاهدت وكافحت وسجلت حياتها قصصاً باقياً للرواة ، يحفظونه ويتناقلونه على الزمن، وفي سائر البقاع، يذكر ابن إسحاق أنه لما وقعت حادثة الفيل وكانت القصة العجيبة من إهلاك أبرهة وجيشه بالأبابيل، ونجاة الكعبة والعرب، لما حدث ذلك سجله العرب في أشعارهم .

25
الفصل الثالث: القسم أسلوب للدعوة

نزل القرآن بلغة العرب على وفق أساليبهم ليعجزهم بلفظه ومعناه ويحدث تأثيره فيهم على نحو يجعلهم يؤمنون به وبدعوته ، ومن هذه الأساليب التي أوردها العرب أسلوب القسم الذي عرفه الناس قديماً واستعملوه تأكيداً لخبر، أو تعظيماً لشيء، أو جمع الانتباه حول غاية، وقد أحس العرب الجاهليون بأهدافه ومراميه فاستعملوه في كلامهم وجعلوه دليلاً على إثبات الحق،

26
الفصل الرابع: المثل أسلوب للدعوة

استعمل العرب المثل في كلامهم وأرادوا به الشيء العجيب المدهش في صفته وحقيقته ، وكثيراً ما أتوا به على صورة التشبيه بأركانه ، وفي أحيان أخرى أتوا به مشبهاً مسبوقاً بلفظ " مثل " وفى حالة ثالثة يقصدون به المثل السائر المضروب لحالة سبقت حيث يشبهون مضربه بمورده إظهارا للمضرب، والمثل في كل أحواله يقرب المعاني ويضع صورتها مثيرة لدى المستمع ويجعلها مع القرب والإثارة في وضع ثابت بالدليل وسواء أرادوا بالمثل في لغتهم الحقيقة أو المجاز فهو أحد أقسام علم البيان الاصطلاحي الهادف إلى تأدية المعنى بصورة أوضح وأتم في تراكيب مختلفة

27
الفصل الخامس: أسلوب الجدل

عرفنا فيما سبق كيف جعل الله الجزيرة العربية صورة مصغرة للعالم كله مع اختلافه في عقائده وسياسته ونظمه، ومن طبيعة الاختلاف دائماً ظهور الجدل والمناظرة حول الأمور المتنازع عليها، ولعل من أوضح المجادلات وأشهرها في البيئة العربية ما كان متعلقاً بالعقيدة والدين .

يروي المستشرق دوزي أن النصارى ناقشوا العرب ، وحاولوا إدخالهم في النصرانية وقد جعلت الدولة الحميرية الأولى والثانية منطلق الأحباش من اليمن لتنصير عرب الجزيرة، ولم تكن حملة أبرهة على مكة لهدم الكعبة إلا حملة لتنصير أهل مكة، وبعدها ينتصر العرب كلهم، ومن ذلك أن المنذر الثالث ملك الحيرة أراد الأساقفة أن ينصروه ، فكلمه أحدهم وهو صامت حتى دخل عليه أحد قواده ، وأسر له بشيء فظهرت على المنذر أمارات الحزن العميق

28
الفصل السادس: منهجية الأساليب في إطار الحركة بالدعوة

من دراستنا السابقة نلاحظ التزام الأساليب لمنهج واحد ذلك أنها قد تختلف في التركيب اللفظي والتوضيح البياني إلا أنها في الحقيقة لا تتخطى هذا المنهج ولا تتعداه، وهو منهج مرن قابل للتطبيق في كل أن ومكان، ذلك أن تجربته في العصر الأول تعتبر تجربة ناجحة تؤكد فائدته وتبين صلاحيته، لإبلاغ الدعوة دائماً. وحين نعلم أن هذه الأساليب هي كلام الله تعالى، علينا أن نتيقن تماماً أنها هي الحق ، وأن تأثيرها في القلوب والعقول دقيق ... وعلينا أن ندرك فضل الله تعالى على الناس إذا نزل إليهم دينه، وحببه إليهم بمزاياه ، وزينه في قلوبهم وعيونهم ، ومشاعرهم بأدلته المقنعة ، وأساليبه المعجزة ، وبيانه البليغ الواضح، وكما أفادت أساليب القرآن الكريم الإسلام أولاً يمكنها أن تستمر في إفادتها المحققة .

29
الباب السابع: أمة الإسلام بين الدعوة والإجابة

الإسلام دين عالمي ، أنزله الله تعالى ليؤمن به كل إنسان مكلف ظهر أو يظهر على وجه الأرض بصورة مستمرة إلى يوم القيامة، فلقد ختم الله به الأديان وجعله صالحاً لكل زمان ومكان، إن الأديان جميعاً نزلت من عند الله تعالى، وبلغها للناس رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه ، ولذلك نراها تلتقي في أصول واحدة، وتدعو لسمو خلقي ، ونبل في الطباع والمعاملة ... وما اختلافها التشريعي إلا لحيثيات اقتضتها أوضاع الناس الحضارية وتقدمهم في الثقافة والمدنية .

إن الأديان الإلهية تنبع من معين واحد، وتهدف لغاية واحدة، وتسير في خط مستقيم واحد، تتعدد حلقاته وتترابط جزئياته في تناغم، وتناسق، ووئام، ومعنى ذلك أن يسلم كل دين الأمانة لمن بعده، ليحمل الأمانة آخرهم، ونقوم بالدور الذي من أجله وجد الجميع .

30
الفصل الأول : أمة الإجابة

المسلمون هم أمة الإجابة وذلك أمر مقرر بعد إسلامهم واستجابتهم لنداء الحق والدخول في دين الله تعالى، ولقد بلغ رسول الله الإسلام ، ولم ينتقل إلى ربه إلا بعد أن أوصل الإسلام إلى العالم المعروف يومذاك، وأرسل رسله وكتبه إلى كل ملوك وسلاطين الدنيا وبعدما أوجد للإسلام قاعدة بشرية تتحمل مسئوليتها تجاه الدعوة تتمثل في أبناء الجزيرة العربية. وقد قام الصحابة والتابعون من بعدهم بواجبهم ، وشعروا بنقل الأمانة التي تحملوها ، فشمروا عن سواعدهم، وانطلقوا إلى كل مكان أمكنهم أن يصلوا إليه داعين إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن وقد رأينا حين دراسة أساليب الدعوة مدى إحاطة الأساليب بنفسيات المدعوين، وميولهم، وغرائزهم، والتعامل معهم.

31
الفصل الثاني: أمة الدعوة

المسلمون هم أمة الإجابة وذلك أمر مقرر بعد إسلامهم واستجابتهم لنداء الحق والدخول في دين الله تعالى، ولقد بلغ رسول الله الإسلام ، ولم ينتقل إلى ربه إلا بعد أن أوصل الإسلام إلى العالم المعروف يومذاك، وأرسل رسله وكتبه إلى كل ملوك وسلاطين الدنيا وبعدما أوجد للإسلام قاعدة بشرية تتحمل مسئوليتها تجاه الدعوة تتمثل في أبناء الجزيرة العربية، وقد قام الصحابة والتابعون من بعدهم بواجبهم ، وشعروا بنقل الأمانة التي تحملوها ، فشمروا عن سواعدهم، وانطلقوا إلى كل مكان أمكنهم أن يصلوا إليه داعين إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وقد رأينا حين دراسة أساليب الدعوة مدى إحاطة الأساليب بنفسيات المدعوين، وميولهم، وغرائزهم، والتعامل معهم.

32
الخاتمة

أحمد الله تعالى أن أعانني على إتمام كتابي هذا في طبعته الجديدة، والذي حاولت فيه التعريف بأركان الدعوة وعلومها المختلفة في صورة تامة، وأرجوا الله تعالى أن يحقق ما أملت فيه ويوصل إلى القارئ الأساسيات

الى الاعلى