Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

أصول الدعوة الإسلامية

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد .. فمنذ أن نزل الوحي على رسول الله ﷺ بالإسلام ، والدعوة إليه أمر لازم وواجب ضروري ، قياماً بالمسئولية ، وأداء للأمانة ، ونشراً لدين الله بين الناس أجمعين

وقد قام رسول الله ﷺ بهذا الواجب ، وعلم أصحابه القيام به ، وتركوا لمن بعدهم رصيداً هائلاً ، يستفيدون به في مجال الدعوة إلى الله تعالى، وقد نهض السلف الصالح بهذا الواجب ، فدعوا إلى الإسلام ، وبلغوه للعالم كله ، متحملين الكثير من أجل أمانة الدعوة إلى الله تعالى ، والوصول بالإسلام إلى كل مكان في الوجود .

01
الفصل الأول: تحديد المفاهيم

ينطلق العلم دائماً من تصور ثابت ، وينمو على أسس لابد من البدء بها ... وقد درج العلماء على هذه القاعدة فى كافة العلوم حيث تجدهم يبدأون دراستهم ببيان المفهوم العام للعلم ، مع تحديد موضوعه ، وبيان هدفه ، ليقفول مع الدارس على الغاية من الدراسة ، وأهميتها ، وخصائصها

ولعل علوم الدعوة أكثر العلوم حاجة لهذا التحديد لجدتها ، وشدة صلتها بغيرها من العلوم ، وضرورة تميزها حتى لا تختلط بغيرها ، وحتى لا يتوه معنى التخصص حينما يغيب هذا التحديد

02
الفصل الثاني: الركائز الإيمانية في الإسلام

خلق الله الإنسان ، وأودع فيه عدداً من الطاقات ، والملكات ، وقدر لها أن تعمل وفق منهج خاص بها ، فالغرائز طاقات حيوية تبحث عن حاجاتها لترضى وتسعى لتشبع، والعقل قوة تخيل ، وإدراك ، وتحليل ، لا يعرف الصمت ، ولا يمكنه أن يتوقف، والجسد مادي شهواني في نشاطه ، واخلاصه ، كل هذه ملكات وطاقات خلق الله الإنسان بها، وبواسطة طاقات الإنسان وملكاته تمضى مسيرة الحياة ، وتستمر العلاقة بين الإنسان والكون تأثيراً وتأثراً .

03
الفصل الثالث: مميزات الدعوة الإسلامية "الإسلام"

كلف الله تعالى رسله ، وبعثهم إلى أقوامهم خاصة ، لتتفق كل رسالة مع من جاءتهم، وقد نشأت البشرية على البداوة ، وأخذت فى التطور والتقدم ، الأمر الذي أدى إلى تعدد الرسالات تبعاً لتنوع الفكر ، وتطوره .

لقد بدأت الإنسانية بفكر بسيط فجاءتها دعوات الله بسيطة سهلة ، فلما انتقلت المبشرية إلى مرحلة أعلى في الفهم ، والإدراك أتتها رسالات جديدة مناسبة لها ... فلما تم نضج الإنسانية ، وتكامل عقلها ، ونضج فكرها ، أتاها الإسلام ملائماً لكمال النضج ، وتمام العقل .. فكمل الرسالات السابقة ، وأتمها ، فتم بذلك الدين وأصبح الإسلام دين العالم كله إلى يوم القيامة .

يصور النبي هذه الحقائق في قوله : " مثلى ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بنياناً ، فأحسنه ، وأجمله ، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ، ويعجبون ، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ، فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين "

04
الفصل الرابع: أصول الرسالات الإلهية

تعددت الرسالات إلى البشر ، ولتتهم التعاليم الإلهية من خلالها ، ومع البعد الزمني بين ظهور الرسالات نراها في أصولها ، كأنها رسالة واحدة ، وما اختلفت الرسالات إلا في مناهجها، وترجع وحدة الأصل إلى أن المصدر لكل الرسالات هو الله الذي أراد أن يوجه البشر إليه ، ويعرفهم طريق سعادتهم الكامنة في دين الله الموحى به على ألسنة الرسل عليهم السلام، ويرجع الاختلاف المنهجي إلى تنوع المدعوين، واختلاف طبائعهم، وتغاير رذائلهم ، وتطور فكرهم مما يشير إلى ضرورة اختلاف المنهج ، ليكون الإيمان أسرع ، والاقتناع بالدعوة أعمق

05
الفصل الخامس: أصول الدعوة الإسلامية

في الفصل السابق كان الحديث عن أصول الدعوات الإلهية ، وقد وضعته قبل هذا الفصل الذي جعلته للدراسة التفصيلية في أصول الدعوة الإسلامية ، لما بينهما من صلة ، أرى ضرورة إبرازها ، وبيان ما في الربط بينهما من فائدة إن أصول المدين لسائر دعوات الله بما فيها الدعوة الإسلامية واحدة ، والإيمان بذلك يؤدى بالضرورة إلى عدة نتائج مهمة .

أولاً : الإيمان بأحد دعوات الله تعالى يؤدى بالضرورة إلى الإيمان بسائر الدعوات السابقة ، واللاحقة للدعوة التي آمن بها صاحبها .... ذلك أن الإيمان بفكرة نظرية ، وتصديق ما جاء فيها ، يتحول إلى إيمان مجرد بالفكرة ، بلا ارتباط بمن ظهرت على يديه ، كالمسألة الرياضية فإنها تتحول إلى نظرية مسلمة ، وإن لم يعرف واضعها ... فالمؤمن بوحدانية الله مؤمن بالله تعالى ، وبذلك فهو مصدق بسائر دعاة التوحيد  .... ولا يصح منه ولا يجوز أن يؤمن برسول ، ويكفر بغيره

ثانياً : يصير الإيمان بالدعوة الإسلامية أمراً. ملزماً لسائر المؤمنين السابقين ، لو كانوا صادقين ... و لاحجة لهم أن يكفروا بدعوة توحيدية ... وهم يدعون التوحيد ، لأن هذا تناقض في الفكرة المواحدة ..... أما إذا كان تصورهم للتوحيد باطلاً .. فإن هذا يؤدى بهم إلى الكفر بالتوحيد الصحيح ، لأنهم في الحقيقة لا يعرفونه وبالتالي فهم يعارضونه

ثالثاً : تؤكد الدعوات الإلهية كما صورها القرآن الكريم أنها تمهيد لدعوة الإسلام وهذا يساعد الناس على الإيمان بالدعوة الإسلامية ، وبالتالي يساعد الناس على الإيمان بالله تعالى

رابعاً : يجلى هذا الواقع الحقيقة أمام الداعية المسلم ، لأن رسل الله، وهم رواد الدعاة ، وقادتهم جوبهوا بمعارضات ساقطة ، لكنها عنيفة طاغية ، بسبب تسلط الطغاة على الناس، وصدهم عن سبيل الله تعالى .... وعلى نمطهم يجب أن يتحمل الدعاة ، ويصبروا ، ويعملوا .

خامساً : تقدم الدعوات السابقة رصيداً هائلاً للدعوة الإسلامية فلقد كشفت عادات المعارضين ، ونفسياتهم ، وطبائعهم ، وعرفت بأساليب ، وطرق دعوتهم ، ورسمت صورة الداعية في أسمى ، أوضاعها ، وأبهى حللها ... وذلك شأن يفيد الإسلام ، والدعاة

06
الخاتمة

الحمد لله رب العالمين ، الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله يعطى الخيرات وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد ... فقلد أعانني الله تعالى على إتمام هذه الدراسة في أصول الدعوة الإسلامية، وتمكنت بقدر استطاعتى من معايشة القرآن الكريم ، والسنة النبوية أعرف منهما الأصل ، وأستنبط منهما منهج الوحى في الاستدلال بما فيه من إقناع العقل ، وإشباع العواطف ، وإرضاء الموجدان.....ومعايشة الإنسان المخلوق حتى يتحول العلم بالأصول إلى عمل ، وتطبيق ، ويتحول المجتمع إلى كتلة من الصلاح ، تمثل خير أمة أخرجت للناس

وقد حاولت بقدر استطاعتي أن استفيد بمنهج القرآن الكريم في المعرض ، والاستدلال ، مبتعداً في نفس الوقت عن طريق الفلاسفة و المتكلمين لأنها تغرق العقل بالتحليل ، وتدور مع فلسفات خالية من العواطف.....ولذلك فخطابها عقلاني محض ، لا يشد روحاً ، ولا يثير عاطفة

الى الاعلى