Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

المجلد الأول: تفسير سورة الفاتحة والجزء الأول من سورة البقرة

الحمد لله رب العالمين ، الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله يعطى الخيرات وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد .. فقلد أعانني الله تعالى على إتمام هذه الدراسة في أصول الدعوة الإسلامية ، وتمكنت بقدر استطاعتى من معايشة القرآن الكريم ، والسنة النبوية أعرف منهما الأصل ، وأستنبط منهما منهج الوحى في الاستدلال بما فيه من إقناع العقل ، وإشباع العواطف ، وإرضاء الموجدان ..... ومعايشة الإنسان المخلوق حتى يتحول العلم بالأصول إلى عمل ، وتطبيق ، ويتحول المجتمع إلى كتلة من الصلاح ، تمثل خير أمة أخرجت للناس وقد حاولت بقدر استطاعتي أن استفيد بمنهج القرآن الكريم في المعرض ، والاستدلال ، مبتعداً في نفس الوقت عن طريق الفلاسفة و المتكلمين لأنها تغرق العقل بالتحليل ، وتدور مع فلسفات خالية من العواطف ..... ولذلك فخطابها عقلاني محض، لا يشد روحاً ، ولا يثير عاطفة

01
مقدمات تفسير الدعوة

أنزل الله تعالى القرآن الكريم على رسوله محمد ﷺ ، ويسر له حفظه وفهمه ، وبيانه ، وعاش الصحابة رضوان الله عليهم مع رسول الله ﷺيدارسهم القرآن ، ويبين لهم بسنته ما غاب عنهم من معاني القرآن الكريم ... وكانوا رضوان الله عليهم يسألونه عن كل ما خفى عنهم من أمور دينهم.

وقد أحاط النبي بمعاني القرآن الكريم جملة وتفصيلاً وعلم أحكامه ، وكافة دلالاته بفضل الله تعالى الذي قضى له بذلك، وأنزل عليه الوحي يعرفه جميع ما يحتاجه من القرآن الكريم من معنى وبيان ، يقول الله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمَعَهُ، وَقُرْءَانَهُ فَإِذَا قَرَأْنَهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَانَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (1) .

وعاش الصحابة حول رسول الله ﷺ ينهلون من غديره الصافي ، وهو يبين لهم معاني ما ينزل من القرآن الكريم ، وكان حين تنزل عليه آيات القرآن الكريم ، يعلمها لأصحابه ، حفظا ، وفهما ، وتطبيقا ، وبقي هو المرجع الأول لأصحابه يعودون إليه إذا غاب عنهم شيء من معاني القرآن الكريم .

02
منهجي في تفسير الدعوة

بعد هذه المقدمات التي أوردتها سأبدأ فى تفسير الدعوة للقرآن الكريم متبعا المنهج التالي :

1. سأبدأ بمشيئة الله تعالى في تفسير الاستعاذة لأهمية ذلك عند البدء في تفسير القرآن الكريم ، يقول الله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ ) .

۲. وبعدها سأتناول بإذن الله في تفسير : ( بنر تقو الحرام ) وأبين الأحكام المتصلة بها لقوله ﷺ : " كل أمر لا يبدأ فيه باسم الله فهو أجذم ، فهي أم الكتاب ، وموضوعاتها عنوان للقرآن الكريم كله .

03
تفسير الاستعاذة

الاستعاذة اسم منحوت من قول الله تعالى : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وأصبح هذا الاسم بعد النحت مسمى لهذا القول، وقد شرع الله تعالى الاستعادة طريقاً لصيانة الإنسان من ضرر الشيطان وإبعاده عن إلحاق الضرر )بالمستعيذ .. يقول الله تعالى : ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن تَحْضُرُونِ، (ويقول سبحانه وتعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ والآيات كثيرة ودلالتها بينة في أهمية الاستعاذة ، وضرورتها للتغلب على الشيطان الرجيم عدو الناس أجمعين .

04
تفسير البسملة

( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) البسملة اسم منحوت من قوله تعالى : ( بسم الله الحرام ) نحتت منها ، وصارت اسما لها وهي بالإجماع جزء آية قرآنية في سورة النمل ، وهي قوله تعالى : ( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )، وقد وجه المنبي المسلمين أن يبدأوا بها أعمالهم وأقوالمهم فقال :
"كل أمر لا يبدأ فيه باسم الله فهو أجذم" .

05
تفسير الفاتحة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَمْ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) آمين .. سورة الفاتحة هي أم القرآن الكريم ، وهى أول سور القرآن كتابة في المصحف العثماني ، وآياتها سبع.

06
التعريف بالسورة

سورة البقرة أطول سور القرآن الكريم ، وهي سورة مدنية ، نزلت بعد الهجرة مباشرة ما عدا آيات الربا ، وقوله تعالى ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ مد إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) لأنها من أواخر الآيات التي نزلت في المدينة ، وعدد آياتها مائتان وسبع وثمانون آية ، أو ست على قول .. وهي إحدى السور المبدوءة بحروف مقطعة رغم مدنيتها ، وهي تلتقى في هذا مع سورتي آل عمران ، والرعد، وبقية السور المبدوءة بحروف مقطعة ست وعشرون سورة ، وكلها سور مكية، وسميت السورة باسم بقرة بني إسرائيل التي ذبحوها بعد جدل ونقاش مع موسى  حتى نطقت بالحق ، وأظهرت الكذب والنفاق  .

07
قدرة القرآن الكريم

يقول اللّٰه تعالى:  (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) صلة الآية بما قبلها : بدأت سورة البقرة ببيان قدر القرآن الكريم بذكر الحروق المقطعة ، وهنا تبين حقيقة القرآن في ذاته .. موضوع الآية: الآية تبين حقيقة القرآن الكريم وتوضح أنه مكتوب مدون خال من الشك والريب ، جعله الله هداية لعبادة الصالحين المستقيمين

الدلالات اللغوية: ( ذَلِكَ ) اسم إشارة للبعيد وضع في الآية للقريب لبيان علو شأن القرآن الكريم ، ورفعته ، وسموه ، والمعنى هذا هو الكتاب العظيم القدر ، العالي الشأن ، والمشار إليه هو على اعتبار أن " ألم " اسم له الْكِتَابُ يراد به الممكتوب ، وهو القرآن الكريم من باب تسمية الجزء باسم الكل ، أو هو القدر الذي نزل منه ، وفي تسمية القرآن الكريم بالكتاب إشارة إلى حفظه بالكتابة كما أن تسميته بالقرآن. إشارة إلى حفظه بالقراءة ، والألف واللام في الكتاب للعهد الذهنى.

08
نعم اللّٰه تعالى على الإنسان

"النعمة الأولى: "نعمة الأحياء من العدم .. يقول الله تعالى :(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَنكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ تُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .. 

"النعمة الثانية: "الله هو خالق الكون ومسخره للناس .. يقول الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوْنَهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتِ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .

"النعمة الثالثة: "خلق الإنسان .. يقول الله تعالى :  وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .

 

09
ركائز الدعوة في قصة آدم

قصة آدم جاءت في القرآن الكريم عدة مرات في عدد من السور ، وفي كل مرة نجد جانباً من القصة لم يأت في غيرها، ومن دراسة مواضعها في القرآن الكريم كله نجد القصة كاملة . وتأتى القصة دائماً مشتملة . على كافة عناصر القصة الفنية . ففيها عناصر الزمان والمكان ، والأشخاص ، والحوار ، والأحداث، ولها مع عناصرها موضوع ، ووسيلة ، وهدف .

10
دعوة بني إسرائيل إلى الإسلام

يقول الله تعالى : (وَءامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِئايَتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّيَ فَاتَّقُونِ ) .. صلة الآية بما قبلها: بعد أن ذكر الله تعالى بني إسرائيل بالنعم ، وطلب منهم الوفاء بالوعد ، وخوفهم من المعصية حدد لهم في هذه الآية ما يجب عليهم بالنسبة للإسلام الذي جاء به محمد وضرورة أن يكونوا مسلمين إيفاء لما التزموا به من عهد وأول الإسلام التصديق بالقرآن الكريم .

11
جحود الإسرائيليين للنعم ومعاقبتهم

يقول الله تعالى : وَإِذْ قُلْتُمْ يَنمُوسَى لَن نَّصْبَرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبِّكَ يخْرِجْ لَنَا مِمَّا تنبِتُ الْأَرْضُرُ  مِنْ بَقلِهَا وَقِثائهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرُ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَب مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِقَايَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ .

12
الجزاء الطيب للمؤمنين جميعًا

يقول الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يحْزَنُونَ .

صلة الآية بما قبلها:
لما ذكر سبحانه وتعالى في الآية السابقة ما أعده الله للعصاة من بني إسرائيل ذكر فى هذه الآية ما أعدة للطائعين منهم ، ومن غيرهم من قبيل ربط الترغيب بالترهيب على ما جرى عليه كتاب الله العزيز

13
عداوة الإسرائيليين لجبريل

يقول الله تعالى : قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ مَن كَانَ عَدُوا لِلَّهِ وَمَلَا ئكَتِهِ وَرُسُلِهِ، وَجِبْرِيلَ وَمِيكَنلَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) . 

سبب نزول الآيات: أورد العلماء والمفسرون عدة أسباب النزول هذه الآيات . منها . أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس : أن اليهود بعد أن سألوا النبي ﷺ أسئلة أجابهم عنها : قالوا له صدقت فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو تفارقك .. قال : وليى جبريل ، لم يبعث الله نبياً قط إلا وهو وليه .. قالوا : فعندها نفارقك ، ولو كان وليك سواه من الملائكة ، لتابعناك وصدقناك .. قال : فما يمنعكم أن تصدقوه ؟قالوا : إنه عدونا ، فأنزل الله تعالى قوله : ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )  .

14
تسلية النبي

يقول الله تعالى : (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيْسَت وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَسِقُونَ ).. سبب نزول الآية: نزلت بسبب ابن صوريا كما روى عن ابن عباس له حين قال الرسول الله : ما جئتنا بشئ تعرفه وما أنزل عليك من آيات فنتبعك ، وجعلت عطفا على قوله تعالى : ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا ) الخ عطف القصة على القصة .

صلة الآية بما قبلها : الآية السابقة تحدثت عن كفر الإسرائيليين بالقرآن بسبب حمل جبريل له لأنه عدوهم ، وجاءت هذه الآية ترد على اليهود زعمهم أن القرآن لا يحمل فائدة لهم واضحة .

15
المؤمنون والقرآن

يقول الله تعالى : ( الَّذِينَ ءَاتَيْنَهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ، وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئكَ هُمُ الْخَسِرُونَ ) صلة الآية بما قبلها: لما بينت الآية السابقة أحوال الكفار من اليهود والنصارى جاءت هذه الآية لبيان حال المؤمنين من أهل الكتاب ومن المسلمين

موضوع الآية: توضح الآية أن المؤمنين الذى أنزل الله كتابه لهم يقرأونه قراءة دقيقة ، فيضبطون لفظه ، ويفهمون معناه ، ويعملون بما فيه

16
نصيحة الله لبني اسرائيل

يقول الله تعالى: (يَنبَنِي إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ) .. صلة الآيتين بما قبلهما: الآيات السابقة تحدثت عن خصائص وأحوال بنى إسرائيل ، وهاتان الآيتان تختمان الحديث عنهم ، ولذلك فهى تناديهم ببنى إسرائيل كما نادتهم أولا بنفسي النداء ( يَنبَنِي إِسْرَائِيلَ ) .

موضوع الآيتين: تحمل الآيتان موضوع الحديث الطويل مع الإسرائيليين في كلمات فتناديهم باسمهم المفضل ، وتذكرهم بنعم الله عليهم إجمالا ، وتدعوهم إلى تقوى الله تعالى ، وتخوفهم يوم الحساب ، وفيه سيجزى الله كل نفس بما كسبت ، ولن يغنى فيه أحد عن أحد شيئا.

17
الختام

وهكذا...انتهى تفسيرنا للجزء الأول من سورة البقرة ، وعلمنا منه أصناف الناس ، وتكريم الله للإنسان حيث خلقه ، واستخلفه في الأرض وفضله على كثير من خلقه ، وطوفنا طويلا مع بنى إسرائيل حيث ذكرهم الله تعالى بنعمه ، وعفوه ، وكرمه ، وبين خصالهم ، وعنتهم ، وجدلهم ، وأنانيتهم وانتهى المجزء بالحديث عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، وحكم للجميع حكما حازما بين فيه أن المسئولية عند الله فردية وكل امرئ بما كسب رهين الشوق انتهى الجزء الأول وسيأتي الجزء الثاني بإذن الله تعالى مبتدئا بقوله تعالى: سَيَقُول السُّفَهَاءُ  .

الى الاعلى