الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وللشكر له سبحانه وتعالى أن أعانني على إخراج المجلد الأول من ركائز القدوة في تفسير الدعوة واسأله سبحانه وتعالى أن يعينني على مداومة العمل فيه لأتم ما قدره الله لي قبل أن يأتيني الأجل، وأرجوه عز وجل أن يسدد أمرى إلى الصواب ، ويجنبني الشطط والزلل ، ويعيذني من الشيطان الرجيم ، وينجيني من شر كل حاسد حقود ، وأقر بعجزى ، وقصر باعي ، وضعف قوتي ، وقلة حيلتي أمام أسرار وعظمة القرآن الكريم ، وما تمسكت بمحاولتي في تفسيره إلا حبا الله تعالى ، وتعظيما لكلماته ، وإخلاصا للإسلام الذى نزل القرآن لبيانه وتوضيحه ، وأملا في استنباط ركائز مفيدة للدعوة والدعاة ، يتمكنون بها من تبليغ الإسلام على الوجه المطلوب ويصيرون بسببها قدوة لكل عاقل لبيب، ولئن سبقني الكثير في تفسير القرآن الكريم قديما وحديثا ، وهم بكل تأكيد متصفون بقوة الإيمان، وحصافة العلماء ، والتجرد التام من شواغل الدنيا ، ورغبات الذات ... رغم ذلك فإن أملى أن ألحق بركبهم ، وأعيش في رحابهم ، ولتلمس خطوة في طريق المعلم كخطاهم ، عسى أن أنال بصحبتهم خيراً ، وتوفيقا ، وأسعد بمتابعتهم فأنال حسن الذكر ، وحسن العاقبة . وان قصرت همتى عن هامة القرآن الكريم لعذري أني أجد الصدق في قلبي ، والإخلاص في عملى ، والحب في غايتي ، وبذل أقصى الجهد في سعيى ، والأمل في الله أن يكون معى فهو سبحانه لا يرد سائلا ، وهو ولى المؤمنين ، وقد بذلت طاقتي في عملي ، وهو سبحانه : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا )