الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .. فها هي السفينة تتهادى إلى موساها الأخير، وتقترب من تحقيق غايتها باسم الله مجراها، ومرساها، وها أنذا أكاد الانتهاء من إتمام تفسير القرآن الكريم في مؤلفى الذى حاولت فيه بيان معاني القرآن الكريم، واستخراج الركائز الدعوية من آياته، ووسمته بـ "كائز القدوة في تفسير الدعوة"، وقد رجوت منه أن أبين معنى آيات القرآن الكريم بأسلوب سهل واضح مع استنباط الركائز المستفادة من الآيات على قدر طاقتى البشرية، وتبعا لما وفقني الله إليه من ركائز تفيد أحد جوانب الدعوة لتكون منارات للدعاة يتمكنون بها من ريادة الناس، وأخذهم إلى الله رب العالمين.
لقد دفعني إلى هذا التفسير حبى للدعوة، ورغبتى في إظهار تفسير مستقل يهتم بقضايا الدعوة ليبقى مرجعا مع طلاب العلم بجوار مؤلفات تفسير الأحكام، وتفسير العقائد، وتفسير اللغة والبيان، وتفسير الشيعة والفلاسفة ... الخ، ولا أدعى تقصير المفسرين القدامى والمحدثين في قضايا الدعوة خلال تفسيرهم ، وأقرر أنهم أوردوا كثيرا من قضايا الدعوة متداخلة مع غيرها من القضايا المتصلة بسائر الفنون عند تفسير الآيات ... وكل ما قصدته هو إبراز قضايا الدعوة في ركائز محددة في مباحث خاصة مع إبراز هذه الجوانب خلال تفسير الآيات، وكانت زاوية الرصد عندى في التفسير هي قضايا الدعوة، ولم يمنعنى هذا من الاستفادة من سائر مؤلفات التفسير، والأخذ من مناهلها الواسعة. إن الدعوة إلى الله تعنى تبليغ الإسلام، وايصاله للناس على وجهه الصحيح بواسطة دعاة تأدبوا بأدب الإسلام، والتزموا به، وساروا على هدى رسول الله ﷺ وأخذوا يدعون إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدل الهادف المستقيم بوعى دقيق، ورغبة جادة في خدمة دين الله تعالى.