الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... وبعد ؛؛؛؛ فقد أعانني الله تعالى على إتمام مؤلفي في تفسير الدعوة الموسوم بمسمى: "ركائز القدوة في تفسير الدعوة " بعدما كنت أتصوره صعب التحقيق لعوامل عديدة، فالله الله تعالى لي، وأعانني عليه، ووفقني لبذل الجهد الذي مكنني بقدرة الله من الانتهاء منه في مدة تزيد عن خمس سنوات، وآملي في الله تعالى أن ينفع به العامة والخاصة، وأن يتخذه علماء الدعوة زادا لهم يعينهم على قيادة الناس إلى الحق، ودعوتهم إلى صراط الله المستقيم، فهو سبحانه وتعالى المعين والمستعان، وقد اشتاقت نفسي إلى مواصلة العمل والبحث في مصادر الإسلام لأخاطب الدعاة، وأقدم لهم الركائز والدروس التي تعينهم على المعرفة الصحيحة بالإسلام ، وتوضيح خفاياه وأسراره بالبحث والدراسة والتعليم
إن الله تعالى أنزل كتابه على رسوله لتوضيح الإسلام، والدعوة إليه، وتقديم زاد واسع للدعاة، ورسم الطريق الأمثل لنجاح الدعوة من ناحية تجلية أصول الدعوة، وتوضيح دور الدعاة، ورسم المنهج الأصلح والأنفع لتبليغ دين اللّٰه تعالى .. يقول الله تعالى: ـ (و أُُوحِيَ إِلَى هَذَا الْقُرْوَانُ لِأَنْذِرَكُم بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) ـ (إنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ) .. وحتى يتم التعريف التام بما جاء في القرآن الكريم أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد بالسنة الشريفة، فهي وحي مبين للقرآن الكريم، يقول الله تعالى : - ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )
- ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) ولهذا اتجه عزمي بعد انتهائي من التفسير الدعوي إلى السنة النبوية ، لأعيش مع رسول الله في حديثه، وأعيش مع السنة الشريفة وهي تبين القرين الكريم ، وتوضح الحكم والأحكام في منهج الله تعالى للناس