Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - الجزء الاول

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... وبعد ؛؛؛؛ فقد أعانني الله تعالى على إتمام مؤلفي في تفسير الدعوة الموسوم بمسمى: "ركائز القدوة في تفسير الدعوة " بعدما كنت أتصوره صعب التحقيق لعوامل عديدة، فالله الله تعالى لي، وأعانني عليه، ووفقني لبذل الجهد الذي مكنني بقدرة الله من الانتهاء منه في مدة تزيد عن خمس سنوات، وآملي في الله تعالى أن ينفع به العامة والخاصة، وأن يتخذه علماء الدعوة زادا لهم يعينهم على قيادة الناس إلى الحق، ودعوتهم إلى صراط الله المستقيم، فهو سبحانه وتعالى المعين والمستعان، وقد اشتاقت نفسي إلى مواصلة العمل والبحث في مصادر الإسلام لأخاطب الدعاة، وأقدم لهم الركائز والدروس التي تعينهم على المعرفة الصحيحة بالإسلام ، وتوضيح خفاياه وأسراره بالبحث والدراسة والتعليم

إن الله تعالى أنزل كتابه على رسوله لتوضيح الإسلام، والدعوة إليه، وتقديم زاد واسع للدعاة، ورسم الطريق الأمثل لنجاح الدعوة من ناحية تجلية أصول الدعوة، وتوضيح دور الدعاة، ورسم المنهج الأصلح والأنفع لتبليغ دين اللّٰه تعالى .. يقول الله تعالى: ـ (و أُُوحِيَ إِلَى هَذَا الْقُرْوَانُ لِأَنْذِرَكُم بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) ـ (إنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ) .. وحتى يتم التعريف التام بما جاء في القرآن الكريم أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد بالسنة الشريفة، فهي وحي مبين للقرآن الكريم، يقول الله تعالى : - ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )
- ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) ولهذا اتجه عزمي بعد انتهائي من التفسير الدعوي إلى السنة النبوية ، لأعيش مع رسول الله في حديثه، وأعيش مع السنة الشريفة وهي تبين القرين الكريم ، وتوضح الحكم والأحكام في منهج الله تعالى للناس

01
كتاب النهي عن الكذب على رسول الله والمحافظة على الوحي

قدم الإمام مسلم لصحيحه بمقدمة وافيه عرف فيها بكتابه، ومنهجه في التحمل، ومنزلته في علوم السنة، ومدى محافظته على صحة الأحاديث، وتبليغها للناس كما نزلت، ولذلك جاء النهي عن الكذب على رسول الله ﷺ في عدد من الأحاديث التي رواها في المقدمة، وجعلها مؤلف اللؤلؤ والمرجان" مقدمة لكتابه، وأوردها في باب واحد ملتزما بلفظ البخاري في الحديث الأول، والثاني، والرابع، واختصر الحديث الثالث وفق المنهج الذي التزم به، وليس لهذه الأحاديث باب عند مسلم، فقد أوردها في المقدمة، وجعل منها مؤلف "اللؤلؤ والمرجان كتابا مستقلا، مكونا من باب واحد.

02
باب تغليظ الكذب على رسول الله

(1) حديث علي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكذبوا علي، فإنه من كذب علي فليلج النار

(2) حديث أنس الله قال: إنه ليمنعنى أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي قال: من تعمد علي كذبا ليتبوأ مقعده من النار 

(3)حديث أبي هريرة الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

(4)حديث المغيرة له قال سمعت النبي يقول: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

03
كتاب الإيمان

جرت عادة المصنفين في مؤلفاتهم إلى تقسيم منهجي لأبحاثهم، وذلك بتقسيم مصنفهم إلى أقسام كلية تتفرع إلى أقسام فرعية، ثم إلى أقسام أصغر منها، ولهذا يشمل المصنف على كتب، وفصول، ومباحث، وهكذا وقد درج أغلب مدوني السنة إلى تقسيم مصنافاتهم إلى كتب، وأبواب حيث يتناول الكتاب المصنف موضوعا كليا ، ويقسم هذا الموضوع إلى كتب ، وأبواب تشمل سائر موضوعات المصنف، وقد درج مؤلف كتاب اللؤلؤ والمرجان " على ما سار عليه الشيخان البخاري ومسلم " في تقسيم صحيحيهما إلى كتب وأبواب، فبدأ بكتاب الإيمان بعد أن أورد مقدمة مكونة من باب واحد ، وسماها باب " تغليظ الكذب على رسول الله ﷺ " ، ولذا يحتاج البحث إلى بيان معنى كتاب الإيمان" في اللغة، واصطلاح المحدثين .فالكتاب في اللغة يعني: الضم، والجمع لجزئيات تكون شيئا واحدا ، ومنه دل الكتاب على كلمات جمعت حروفا، ودلت الكتيبة على عدد من الجنود والقادة، وضم الكتاب للكلمات والحروف حقيقية ، ودلالته على معاني الكلمات مجاز، والكتاب في المصطلح العلمي عبارة عن طائفة من المسائل المتحدة في الجنس المختلفة في النوع، والمضاف إلى الكتاب يحدد جنسه الكلي، ويشير إلى أنواعه الكثيرة ، وهذا يعني أن كتاب الإيمان يتناول البحث في قضية الإيمان، وينتقل البحث من المعنى الكلي للإيمان إلى البحث في سائر أنواعه مع تعددها وتغيرها، والإيمان في اللغة التصديق القلبي، وفي لسان الشرع " تصديق الرسول فيما جاء به من عند ربه ، وهذا القدر في التعريف متفق عليه بين أصحاب الفرق الإسلامية ، إلا أنهم اختلفوا فيما زاد عن هذا القدر، حيث أتى كل فريق بما يؤيد فهمه للمراد من الإيمان الشرعي .

04
الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير

حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) مثل ما هو فيه ولا يلزم منه أن يتحقق، لأن المسلم لا يملك إلا التمني والرغبة، والأمر متعلق بقدرة الله تعالى، وعليه فبقاء الخير ، أو زيادته ، أو نقصه متصل بإرادة الله تعالى وقدرته، وليس بأماني المحبين ودعائهم ، يقول الله تعالى: ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) ويقول: ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ )

05
الحث على إكرام الجار والضيف

وقول الخير أو لزوم الصمت وكون ذلك كله من الإيمان .. حديث أبي هريرة له،قال : قال رسول الله ﷺ: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره،ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )

حديث أبي شريح العدوي ، قال:سمعت أذناي،وأبصرت عيناي حين تكلم النبي،فقال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته .. قال: وما جائزته يا رسول الله ؟.. قال: (يوم وليلة،والضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )

06
تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه

حديث عقبة بن عمرو أبي مسعود قال: أشار رسول الله ﷺ بيده نحو اليمن فقال: الإيمان يمان ههنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر )

حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : أتاكم أهل اليمن ، أضعف قلوبا، وأرق أفئدة الفقه يمان، والحكمة يمانية )

حديث أبي هريرة له أن رسول الله قال : رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل، والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم )

حديث أبي هريرة الله قال: سمعت رسول الله يقول: الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية )

07
تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية

حديث عبد الله بن مسعود الله قال: قال النبي ﷺ ليس منا من ضرب الخدود،وشق الجيوب،ودعا بدعوى الجاهلية حديث أبي موسى الله وجع أبو موسى وجعا شديدا فغشي عليه،ورأسه في حجر امرأة من أهله،فلم يستطع أن يرد عليها شيئا،فلما أفاق قال : أنا بريء ممن بری رسول الله ﷺ منه إن رسول الله ﷺ برئ من الصالقة والحالقة والشاقة

08
بيان غلظ تحريم النميمة

حديث حذيفة الله قال سمعت النبي ﷺ يقول : لا يدخل الجنة قتات .. يقول الإمام الغزالي : اعلم أن النميمة تطلق في الأكثر على نقل قول الغير إلى المقول فيه كأن يخبره بأن فلانا يقول فيك كذا، ويتكلم عنك بكذا، ويسمى فاعل ذلك بـ (القتات)، وحد النميمة كشف ما يكره كشفه،سواء كرهه المنقول عنه،أو المنقول إليه،أو غيرهما ، وتكون النميمة بالقول،وبالكتابة ، وبالرمز ، وبالإيماء ،وبالهمز واللمز وتكون في المحاسن والمعايب ما دام فيها أذى للمقول له، فلو رأى النمام شخصا يخفى ماله، ولا يحب أن يعرفه الناس فأفشى سر غناه ويسره كان نماما

09
بيان الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامه

حديث أبي هريرة الله قال : قال رسول الله ﷺ : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا ، فإن أعطاه منها رضي ، وان لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال : والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا ، فصدقه رجل ثم قرأ هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَنِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَبِكَ لَا خَلَقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولا ينظر اليهم يَوْمَ الْقِيمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أليم )

10
بيان غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، وأن من قتل نفسه

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه، فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا."

 حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، وكان من أصحاب الشجرة، أن رسول الله ﷺ قال: من حلف على مِلة غير الإسلام، فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا، عُذّب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمنًا، فهو كقتله، ومن قذف مؤمنًا بكفر، فهو كقتله."

حديث أبي هريرة قال : شهدنا مع رسول الله ﷺ خيبر ، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام : هذا من أهل النار ، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة ... فقيل : يا رسول الله الذي قلت إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا ، وقد مات ... فقال : إلى النار .

قال (الراوى) : فكاد بعض الناس أن يرتاب ؛ فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت ، ولكن به جراحا شديدا ، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه : فأخبر النبي ﷺ بذلك ... فقال : الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله،ثم أمر بلالا له، فنادى في الناس : إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.

حديث سهل بن سعد الساعدي الله أن رسول الله التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره ، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحابرسول الله رجل لا يدع لهم شادة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه

فقالوا : ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ... فقال رسول الله ﷺ : أما إنه من أهل النار ... فقال رجل من القوم : أنا صاحبه ... قال سهل صلي الله عليه وسلم فخرج معه كلما وقف وقف معه،واذا أسرع أسرع معه.

قال سهل صلي الله عليه وسلم: فجرح الرجل جرحا شديدا ، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض ، وذيابه بين ثدييه ، ثم تحامل على نفسه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال : أشهد أنك رسول الله ... قال : وما ذاك ؟ ... قال (الرجل) : الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار ، فأعظم الناس ذلك .

فقلت أى الرجل الذي خرج في طلبه : أنا لكم به فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت ، فوضع نصل سيفه في الأرض ، وذبابه بين ثدييه ، ثم تحامل عليه فقتل نفسه ... فقال رسول الله وعند ذلك : إن الرجل ليعمل عملأهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وان الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة 

حديث جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع ، فأخذ سكينا فحز بها يده ، فما رقا الدم حتى مات ... قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة

11
غلظ تحريم الغلول

حديث أبي هريرة الله قال : افتتحنا خيبر ولم نعتم ذهبا ولا فضة ، إنما غنمنا البقر ، والإبل ، والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله ﷺ إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم ، أهداه له أحد بني الضباب ؛ فبينما هو (أى العبد يحط رحل رسول الله إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس : هنيئا له الشهادة

فقال رسول الله ﷺ : بلى والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا، فجاء رجل ، حين سمع ذلك من النبي ﷺ، بشراك أو بشراكين، فقال : هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله ﷺ : شراك أو شراكان من نار

12
هل يؤاخذ الله بأعمال الجاهلية

حديث ابن مسعود قال : قال رجل يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ .. قال : من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ،ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر

13
حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده

حديث حكيم بن حزام رضى الله عنه، قال : قلت يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة ، وصلة رحم ، فهل فيها من أجر ؟ فقال النبي ﷺ : أسلمت على ما سلف من خير

14
بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان

حديث أبي هريرة الله ، قال : قال رسول الله ﷺ لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، وذلك حين ولا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَتُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَهَا خَيْرًا قُل انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ 

 حديث أبي ذر الله ، قال : دخلت المسجد ورسول الله جالس، فلما غربت الشمس قال : يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه ؟ .. قلت : الله ورسوله أعلم .. قال : فإنها تذهب تستأذن في السجود ؛ فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ثم قرأ قوله تعالى : ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )

15
بدء الوحى إلى رسول الله ﷺ

حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد ) ، الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ؛ فجاءه الملك فقال : اقرأ .

قال : ما أنا بقارىء .. قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ .. قلت : ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني .. فقال : اقرأ .. فقلت : ما أنا بقاريء .. قال صلي الله عليه وسلم فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني ؛ فقال : و أقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ : خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ أَقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .

فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع .. فقال لخديجة رضى الله عنها ، وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي .. فقالت خديجة : كلا والله ، ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .

فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ، وكان امرءا تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي .. فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى؟..فأخبره رسول الله ﷺ بخبر ما رأى

فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى صليالله عليه وسلم، يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك .. فقال رسول الله ﷺ : أو مخرجي هم؟ .. قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وان يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.

حديث جابر بن عبد الله الأنصاري له ، وهو يحدث عن فترة الوحي قال : قال رسول الله ﷺ في حديثه :بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فرعبت منه ، فرجعت فقلت : زملوني ، فأنزل الله تعالى : ( يَتَأَيُّهَا الْمُدَّثِرُ) قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبَرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) فحمي الوحي وتتابع

حديث جابر بن عبد الله الأنصاري له : عن يحيى بن كثير ، سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن ؟ .. قال : ﴿ يَتَأَيُّهَا الْمُدَّثِرُ ) .. قلت : يقولون ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )، فقال أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله عن ذلك، وقلت له : مثل الذي قلت

فقال جابر : لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله ﷺ قال : جاورت بحراء ، فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ، ونظرت أمامي فلم أر شيئا ، ونظرت خلفي فلم أر شيئا ؛ فرفعت رأسي فرأيت شيئا ، فأتيت خديجة فقلت : دثروني ، وصبوا علي ماء باردا .. قال صلي الله عليه وسلم: فدثروني وصبوا علي ماء باردا .. قال صلي الله عليه وسلم :فنزلت :﴿ يَأَيُّهَا الْمُدَّثِرُ قُمْ فَأَنذِرْ . وَرَبَّكَ فَكَبَرْ)

16
الإسراء برسول الله ﷺ

حديث أبي ذر الله أن رسول الله ﷺ قال : فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج عن صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وايمانا فأفرغه في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا ، فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل اللي لخازن السماء: افتح .قال: من هذا؟ .. قال: هذا جبريل .. قال : هل معك أحد ؟ .. قال : نعم معي محمد ﷺ .. فقال : أو أرسل إليه ؟ .. قال : نعم

فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد ، على يمينه أسودة ، وعلى يساره أسودة ، إذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل يساره بكى ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح .. قلت لجبريل : من هذا؟ .. قال : هذا آدم الليل .. فأهل وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه ، اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار ؛ فإذا نظر عن يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله بكى .. حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها : افتحفقال له خازنها مثل ما قال الأول ؛ ففتح .

قال أنس الله : فذكر أنه وجد في السموات آدم وادريس وموسى وعيسى وابراهيم صلوات الله عليهم ، ولم يثبت كيف منازلهم ؛ غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وابراهيم في السماء السادسة .. قال أنس ، فلما مر جبريل بالنبي بإدريس العلمي قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح .. فقلت : من هذا ؟ .. قال : هذا إدريس العليا، ثم مررت بموسى العلي فقال : مرحبا بالنبي الصالحوالأخ الصالح .. قلت : من هذا؟ .. قال : هذا موسى العلي، ثم مررت بعيسى اللي فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح

قلت : من هذا ؟ .. قال : هذا عيسى العليا، ثم مررت بإبراهيم العلي فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت : من هذا .. قال : هذا إبراهيم ، ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ، ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى العلي

فقال : ما فرض الله لك على أمتك ؟ قلت : فرض خمسين صلاة .. قال موسى: فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فراجعني فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فقلت :وضع شطرها .. فقال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ، فراجعت فوضع شطرها ، فرجعت إليه .

فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك ،فراجعته، فقال الله تعالى: هي خمس في الأداء) وهي خمسون في الثواب) (لا يبدل القول لدي فرجعت إلي موسى، فقال: راجع ربك، فقلت : استحييت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبايل اللؤلؤ ترابها المسك حديث مالك بن صعصعة له

 قال : قال النبي ﷺ :بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان (وذكر بين الرجلين) ، فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وايمانا ، فشق من النحر إلى مراق البطن ، ثم غسل البطن بماء زمزم ، ثم ملئ حكمة وايمانا ، وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار ، (البراق) ، فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا ، قيل : من هذا ؟ .. قال : جبريل .. قيل : من معك؟ .. قال : محمد .. قيل : وقد أرسل إليه ؟ .. قال : نعم .

17
ذكر المسيح ابن مريم عليهما السلام والمسيح الدجال

حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ، قال :ذكر النبي يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال فقال : إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية 

حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله ﷺ : أراني الليلة عند الكعبة في المنام ، فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رجل الشعر ، يقطر رأسه ماء ، واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت، فقلت: من هذا ؟ فقالوا : هذا المسيح ابن مريم .. ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا ، أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن ، واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت : من هذا؟ فقالوا : المسيح الدجال 

حديث جابر بن عبد الله الله أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه

18
موالاة المؤمنين والبراءة منهم

حديث عمرو بن العاص الله ، قال : سمعت النبي ﷺ جهارا غير سر يقول : إن آل أبي فلان ليسوا بأوليائي ، إنما وليي الله وصالح المؤمنين ، ولكن لهم رحم أبلها ببلالها يعني أصلها بصلتها.

19
الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب

حديث أبي هريرة الله قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : يدخل من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر .. قال أبو هريرة : فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه . فقال : رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم .. قال : اللهم اجعله منهم ، ثم قام رجل من الأنصار، فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم .. فقال : سبقك عكاشة.

حديث سهل بن سعد الله أن رسول الله ﷺ ، قال :ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا ، أو سبعمائة ألف لا يدري الراوي أيهما قال متماسكون آخذ بعضهم بعضا ، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر.

حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال : خرج علينا النبي ﷺ يوما فقال : عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فرجوت أن تكون أمتي ، فقيل : هذا موسى وقومه ؛ ثم قيل لي انظر ، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل لي : انظر هكذا وهكذا ، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل : هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب .

فتفرق الناس ولم يبين لهم ؛ فتذاكر أصحاب النبي . فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ، ولكنا آمنا بالله ورسوله ، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي ﷺ ، فقال : هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ؟ : أمنهم أنا .. قال : نعم، فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟ .. فقال : سبقك بها عكاشة .

حديث عبد الله بن مسعود الله قال : كنا مع النبي ﷺ في قبة ، فقال : أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا : نعم .. قال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟قلنا : نعم .. قال : أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟ .. قلنا : نعم .. قال : والذي نفس محمد بيده ، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر.

20
يقول الله لآدم: أخرج بعث النار

حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك. قال: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ .. قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد،فاشتد ذلك عليهم، فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ .. قال: أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفًا، ومنكم رجل .. ثم قال: والذي نفسي في يده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة .. قال: فحمدنا الله وكبرنا .. ثم قال: والذي نفسي في يده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة. إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو الرقمة في ذراع الحمار.

21
رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب

حديث حذيفة لله قال : حدثنا رسول الله ﷺ حديثين رأيت أحدهما ، وأنا أنتظر الآخر .. حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها .

قال : ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر الوكت ، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك  فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال : إن في بني فلان رجلا أمينا، ويقال للرجل : ما أعقله ، وما أظرفه ،وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت ؛ لئن كان مسلما رده علي الإسلام ، وان كان نصرانيا رده علي ساعيه ، فأما اليوم ، فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا .

الى الاعلى