Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

نظم الدرر في سيرة وعصر عمر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد على آله وصحبه أجمعين وبعد .. فها هي الطبعة الثانية "نظم الدرر في سيرة وعصر عمر بعدما نفدت طبعته الأولى وقد راجعته مراجعة دقيقة ، ورأيت في توفيق الله تعالى وبركات صدق عمر  وقد أعدت طباعته على هيئته في الطبعة الأولى مع شئ يسير من الضبط والتصحيح .. واشكر الله تعالى أن أعانني لتسجيل ما كتبت عن عمره في وقت يحتاج فيه المسلمون إلى إحياء تراثهم التليد .. إن المسلمين اليوم في حاجة إلى أمثال عمر الله ، ولذلك كانت سعادتي بإعادة طبع هذا الكتاب وكل أملى أن يكون مصباحا منيرا على طريق الأمل. والله ولي التوفيق

01
الفصل الأول : أحوال العالم قبيل خلافة عمر

قضى الله تعالى بانتقال أبي بكر إليه ، والمسلمون يواصلون الفتح والانتصار في جبهات عديدة واحتاج الأمر استمرار هذه الانتصارات لأن توقفها ، أو إهمالها سيمثل . لو حدث . انتكاسة كبرى تضيع كل نصر ، وتقضي على جميع الآمال ، ورضي الله عن المسلمين فقدر لهم أن يتولى الأمر عمر بن الخطاب له بعد أبي بكر الله ليستمر النصر ، ويصل الإسلام للعالم ....كله

ولم يكن الحال حين ولى عمر بن الخطاب له الخلافة سهلا ممهدا ، فالعرب خرجوا لتوهم من ردتهم التي وقعوا فيها بعد وفاة رسول الله ﷺ ، والمجاهدون من المسلمين منتشرون في بلاد الشام والعراق ، والصحابة في المدينة يودعون أبا بكر الله إلى ربهم ، ويستقبلون بعده خليفة جديدا يتصورون شدته وقوته ، يضاف إلى ذلك أن مواطن الجهاد قد انتقلت إلى مواطن الفرس والروم ، وامتدت خطوط الاتصال إلى أماكن بعيدة ، واحتاج الأمر أن يرحل المسلمون إلى هذه المواطن مجاهدين بأموالهم وأرواحهم، وقد اجتهد أعداء الإسلام في إعداد الجند ، وتجهيز العتاد ، والتخطيط لقتال المسلمين.

02
الفصل الثاني: سيرة عمر بن الخطاب

عاش عمر بن الخطاب ردحاً طويلا من عمره في الجاهلية قبل أن يدخل في الإسلام، ويتمتع بنوره وهداه، والملاحظ أن عمر في جاهليته وإسلامه عاش متصفاً بصفات ثابتة لازمته في فكره، وحركته ، وسلوكه مع الناس .. وظلت هذه الصفات جزءاً من شخصيته ، ولم يتغير منها إلا دوافعها النفسية وضوابطها العملية ، والغاية المقصودة منها ، فلقد نظم الإسلام الدوافع ، ووسمها بالحب والمودة ، وألزمها التمسك بالعدل ، والتعاون ، والإيجابية الاجتماعية ... وحدد الإسلام كذلك الغايات أمام المسلم بصورة عامة ، وحصرها في تحقيق الصلاح والمصلحة ، ونشر السلام والأمن ، ونصح الغير لنيل السعادة والرضوان، وتميز عمر بالشجاعة والقوة يبديهما إذا اقتنع برأي ، أو تفهم الموضوع فهو الله إذا صدق رضى ، وإذا تيقن تحرك بقوة ، وانطلق بشجاعة لا يداخله خوف ، ولا يمنعه ضعف ، وذلك لأن شجاعته وعزمه من الخصائص الكامنة في شخصيته .

03
الفصل الثالث: خلافة عمر بن الخطاب

عاش عمر بن الخطاب مع رسول الله ﷺ ومع خليفته أبي بكر له وكان له دوره معهما مستشاراً ، ووزيراً ، وقاضياً ، وأصبح معروفاً بين صحابة رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار بحزمه وصرامته ، وورعه ، وتقواه ، وكانت له هيبته في قلوب الناس، ولما اقترب أبو بكر من لقاء ربه شغله أمر المسلمين من بعده وبخاصة أن القضاء على الردة تم منذ وقت قصير ، وأن المسلمين مشغولون في جبهات الجهاد في فارس والروم ، واليهود ليسوا بعيدين عن حركة الأحداث ، ومؤامراتهم لم تغب عن فكر خليفة رسول الله.

04
الفصل الرابع: مؤسسات الحكم والإدارة في خلافة عمر بن الخطاب

ولى عمر بن الخطاب أمر الخلافة، وتوسعت أركان الدولة الإسلامية في عهده توسعاً كبيراً ، وقد حتم ذلك الحال أن يضع نظماً قادرة على القيام بالواجبات في دولة الخلافة ، تكفل تسيير الأمور وصيانة المصالح وحماية شئون الدين والدنيا ، وبخاصة أن أبا بكر مكث في الخلافة مدة قصيرة قضاها في حرب الردة ، وتثبيت الإسلام في الجزيرة ، ومهاجمة أوكار التآمر والعدوان في فارس والروم ، ولذلك سار في إدارته على ما كانت عليه في عهد الرسول، فلما جاء عمر وجد أن الأمر يحتاج إلى إجراءات عديدة تساعده على إدارة شئون الخلافة في كافة جوانبها .

05
الفصل الخامس: فتح العراق

توسعت الامبراطورية الفارسية واستولت على كثير من الإمبراطورية المجاورة وحولتها إلى أقاليم خاضعة لسيطرتها وكان توسعها الأوسع جهة الغرب حيث عرب سواد العراق ، والجزيرة الفراتية ، وقامت بتدعيم هذه الجهة لتجعل منها جبهة قوية لمقاومة الرومان الذين يتربصون بالإمبراطورية الفارسية في كل مكان وصلوا إليه، وضمنوا أنهم بعرب سواد العراق يواجهون عدوهم بجنود من العرب ، ويجعلون المعارك تقع بعيداً عنهم وكان للترابط الإنساني بين شرق جزيرة العرب وجنود العراق ، أن نصارى تغلب كانوا عيوناً للفرس يعادون الإسلام وهم يعيشون بين المسلمين، ولما وقعت حروب الردة ظهرت عداوتهم بعد تعاونهم مع سجاح وغيرها من المرتدين ولذلك أجلى عمر من بقى منهم على نصرانيته إلى بلاد فارس حتى لا يبقى دينان في جزيرة العرب .. وكان تعاونهم مع الفرس سبباً لبدء أبي بكر فتوحاته ببلاد العراق التابعة للفرس.  

06
الفصل السادس: فتح فارس

بعد انكسار الجيش الفارسي ، وانسحابه من العراق انتقلت المواجهات إلى أرض فارس،وتوابعها الشرقية والشمالية .. لقد كان الفرس يدعمون قوتهم في العراق باعتبارها الخط الأول للحرب خلال صراعهم مع الروم. وبذلك بقيت المواجهات بعيدة عن ديارهم ، وتحمل عرب العراق عواقب الحرب والقتال مع الروم .. فلما ظهر الإسلام ، وتحرك المجاهدون ، والدعاة ، نحو دولة الفرس ، نشبت المعارك العديدة في أرض سواد العراق ، والجزيرة الفراتية بين المسلمين وجنود الفرس ، والتي انتهت بانتصار المسلمين ، وفتح البلاد للحق ودخل أغلب السكان في دين الله .

07
الفصل السابع: فتح بلاد الشام

انتشرت الجيوش الإسلامية في أغلب أقاليم الشام زمن أبي بكر الله ، وأخذ الروم بقيادة "هرقل" يعملون على استعادة ما فقدوه من ولاياتهم وملكهم فأعدوا العدة ، وجيشوا الجيوش،وهيّجوا سائر الأقاليم ، وتحركوا بخطط واجههم المسلمون بمثلها .. شعر المسلمون بما يقوم به الرومان من إعداد ، وحشد ، وتركيز وقصر المواجهة من مكان واحد ، فرأوا هم أيضاً أهمية التجمع في مكان واحد ليواجهوا وصلت إليها ، وعسكرت في "اليرموك" قوى الرومان مجتمعين ، ولذلك انسحبت الجيوش الإسلامية من مواقعها التي وكادت جيوش الروم أن تفتك بجيش عمرو بن العاص له قبل انسحابه لولا أن الله مكن له بمساعدة نجدة خالد بن الوليد لله ، الذي كلفه الخليفة أبو بكر أن يعين المسلمين في الشام بنصف جيش المسلمين الموجود في العراق ، وقد كان ....

08
الفصل الثامن: فتح مصر

عاش المسلمون بدينهم مخلصين صادقين ، ولذلك رغبوا في نشره وتبليغه للناس جميعاً وتأسوا برسول الله ﷺ ، وهو يدعو برسائله ، ورسله ملوك الدنيا ، ورؤساءها فعملوا للتحرك بينهم إلى العالم كله لنشر الخير، وإخضاع الناس لحكم الله .. ومن هذا المنطلق فكر عمرو بن العاص بعدما تولى قيادة الجيوش في فلسطين أن يتحرك لفتح مصر ، وبخاصة أنه وجد أسباباً عديدة وهامة تدعوه لفتحها، وكان من رأى الخليفة عمر أن يتوقف التوسع في الفتح حتى يستقر أمر البلاد المفتوحة ، وتنتهي المناوشات والحيل التي يقوم بها الرومان وأتباعهم خوفاً على المسلمين ، وضماناً لقربتهم ، واتصالهم بدار الخلافة .. تشاور الخليفة عمر مع واليه عمرو بن العاص حول فتح مصر واستقر رأيهما على القيام بالفتح مع إقبال كبير من عمرو ، وتردد واضح من الخليفة.

09
الفصل التاسع: استشهاد عمر وانتهاء عصره

توسعت الدولة الإسلامية فى عهد عمر توسعاً ضخماً حتى صارت بلاد فارس كلها جزءاً منها ، واستقام العرب كافة على هديها ، وأتم المسلمون فتح العديد من الولايات الرومانية...أدى هذا التوسع إلى انتشار الإسلام في مناطق عديدة ، حيث الأديان ، والعادات ، والثقافات سادت شريعة الإسلام في هذا الاتساع الكبير ، وانمحى من حياة الناس هذا الطاغوت المتحكم في البلاد والعباد . ولم يكن جميع من أمن مخلصاً في تدينه ، وإنما أعلن بعضهم الإسلام وهو حزين على ما ضاع منه من سلطان وجاه ، ولم يرتض أن يكون واحداً من الناس، لم ينس كثير من اليهود ما أصابهم ، ولم يغب عن بعض الفرس ما كانوا فيه من سلطان وجاه وقوة ، وبقى بعض النصارى على أمل أن يعودوا مرة أخرى إلى ما كانوا عليه من قوة وملك ...

10
الفصل العاشر: صفات عمر في منطق الوحي وشهادات الصالحين

حاولت أن أجعل هذا الفصل الأخير في تحديد الملامح العامة لعمر فوجدت صعوبة في ذلك ، لأني رأيت في كل عمل ملمحاً ، وفي كل حادثة رمزاً ... فلقد كان صورة مثالية للمسلم الصادق ، وكان تطبيقاً عملياً لمنهج الله في نفسه ، وقوله ، وعمله ، وإصلاحه ، وأمانيه، ولذلك لجأت إلى أحاديث الصدق عن صفات عمر التي جاءت في وحي الله وشهادات الصالحين...

فلقد دخل عمر في الإسلام مقتنعاً به ، وبدأ في طاعة الله ورسوله متحمساً صادقاً ، ولذلك أخذ في ملازمة رسول الله ﷺ لا يضيع وقتا ، وحين كانت تضطره الظروف على البعد عن رسول الله ﷺ كان ينيب عنه من ينقل له أقوال وأفعال رسول الله ﷺ ليعلم كل ما نزل ، ويعيش بالمنهج الرباني بصورة كاملة ... وقد أنزله الرسول ﷺ من نفسه منزلة يستحقها فهو أحب الرجال إلى قلبه بعد أبي بكر ، وهو وزيره مع أبي بكر ، وكان يرى في رأيه الحكمة والدقة والصواب فجعله من أهل مشورته .. ودل الوحي على عظم منزلة عمر عند الله له نتيجة لصدقه ، وإخلاصه ، وصفاء عبوديته لله رب العالمين. 

11
الخاتمة

الحمد لله الذي أعانني على إتمام هذه الدراسة عن عمر بن الخطاب حيث عشت فترة طويلة في سيرته وخلافته بما فيها من أمجاد ، ومآثر ، وعبر … لقد استمرت خلافة عمر عشر سنوات وعدة أشهر ، ومع ذلك فقد وسع حدود الأمة ، وعمق الإسلام بين الناس عدداً ، وتمكيناً ، وقوة ويكفي عمر بن الخطاب أنه كان مثالياً في حياته مع أهله ، ومع الناس ... وكان مثالياً في قيادته ، وإدارته لكافة الشئون ولذلك ننادي في المسلمين أن يتأسوا بعمر ، ويأخذوا منه لحياتهم ونهضتهم ليكونوا مسلمين بحق .. إن المسلمين يختلفون اليوم عنهم في عصر عمر ، يختلفون في عمق العقيدة ، وصدق التطبيق ، والالتزام بمكارم الأخلاق ، حيث نرى تناقض الأقوال ، والأعمال ، ونشاهد الضعف في كل مجال ومن هنا…أتمنى أن يستفيد الناس من أعمال المسلمين زمن عمر ، ويحققوا للتاريخ ما رجوته من الاستفادة بدروسه ، والاتعاظ بعبره ومواعظه. 

الى الاعلى