Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

المدخل لدراسة النظم الإسلامية

أسباب كتابة هذه الموسوعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد ... فإني أحمد الله تعالى على عظيم فضله، وكثير نعمه، وأشكره سبحانه وتعالى على ما حباني به من عوامل عدة، مكنتني من تحقيق ما قدره الله لي، حتى صرت متخصصا في علوم الإسلام، وأحاطني بثلة من العلماء شملوني بحبهم، وأعانوني بنصحهم، وتوجيههم حتى أصبحت شيئا مذكورا . وقدر الله تعالى لي أبوين كريمين حرصا على أن أتعلم في الأزهر الشريف، واهتما بتعليمي رغم بساطتهما، وقلة ذات أيديهما وقد هيأ اللّٰه لي منذ الصغر عوامل التفوق في الجانب المعرفي الديني الذي رغب أبواي فيه. فمنذ صغري وأنا أحيا في بيئة إسلامية بسيطة، فقد كان والدي يطلب مني أن أقرا أمامه ما أحفظ من القرآن الكريم، ويوصيني بمواصلة القراءة بعد موته، وإهداء ثوابها له في قبره . وكانت أمي - رحمها الله - توجهني للصلاة في المسجد، وتعلمني من القرآن الكريم ما كانت تحفظه .... حرص أبواي على انتسابي للكتاب لأتعلم القراءة، والكتابة، ومبادئ الحساب، وأحفظ القرآن الكريم ، ومن كرم الله تعالى لي ولأقراني إخلاص شيخ الكتاب، فلقد كان يحرص على إجادة قراءتنا للقرآن الكريم، ويعرفنا ببعض القصص القرآني من خلال شرح مبسط لبعض الآيات المشتملة على قصة قصيرة مثل سور المسد وقريش، والفيل، والضحى، وقد جعلنا ذلك نميل إلى الحفظ والفهم ، ولم يبخل الشيخ علينا ببيان بعض أحكام الفقه كالوضوء، وكيفية الصلاة، .... وكان تملكه يكل إلينا تنظيف المسجد، والآذان، وحضور الصلوات، حيث كان عمله الرئيسي في المسجد، وكان يبين لنا عظمة الإسلام في حقيقته وشريعته، فتولد في قلوبنا حب الإسلام منذ نشأتنا الأولى . فلما أتممت حفظ القرآن الكريم في الكتاب انتقلت إلى الدراسة في المعاهد الأزهرية الابتدائية، حيث حبانا الله ل بمجموعة من الأساتذة حديثي التخرج من الكليات الأزهرية، وكانوا شبابا من أوائل الخريجين يمتلئون حماسا للإسلام، ويتقنون العلوم التي تخصصوا فيها، ويخلصون في الأداء والعمل، وأشهد لهم أمام الله تعالى أنهم لم يضيعوا دقيقة واحدة بلا دراسة، ولم يشغلوا الدرس بغير المقرر فيه ... كانوا مجموعة من الشباب المحب لدينه، المخلص في رسالته ، الصادق في أداء رسالة الأزهر الشريف واذكر أنهم عملوا على زرع الإسلام في عقولنا علما ومعرفة، وفي قلوبنا حبا وارتباطا، وفي جوارحنا سلوكا وعملا، وكانوا دعاة صادقين الله تعالى، لإيمانهم الجاد برسالة العالم الأزهري في أي عمل يعمل فيه... وكثيرا ما كانوا يقولونا لنا : أنتم على أعظم دين يقوم على العلم والعمل، فاحرصوا على تعلمه والعمل به، ونشره وتعليمه لكل من تتصلون به ، ويؤكدون لنا دائما أن الحق في قوله : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)

 

01
الفصل الأول: مفهوم النظم الإسلامية وبيان أهميتها

تحتاج التراكيب اللفظية إلى بيان المعنى المراد منها، ومن مفرداتها، وهذا يستلزم بيان المعنى اللغوي لكل مفرد على حده، لبيان حقيقته اللغوية بمعناها العام ، وهذا هو التصور ، كما يستلزم بيان معنى المركب بعد إسناد المفرد لمفرد آخر لإظهار معناهما معا، وتوضيح ما بينهما من نسبة خبرية، وهذا هو التصديق الذي يتم بعد التصور، ويؤدي إلى الحكم الذي يتضمنه التركيب، ولذلك قالوا : " الحكم على أي شيء فرع عن تصوره ".

وقد درج المناطقة ببحث تصور المفردات وحدها، وإسنادها لغيرها لاكتشاف النسبة بين المسند والمسند إليه ، وهو الحكم المقصود ولهذا سأتناول بيان المعاني اللغوية للمفرد، وللجملة لأصل بعدها إلى توضيح المعنى الاصطلاحي للنظم بصورة عامة، والنظم الإسلامية بصورة خاصة، وهو المقصد الرئيسي من الدراسة، وسأقوم بشرح التعاريف الاصطلاحية لبيان أهم ما يتضمنه كل تعريف من خصائص ومزايا ،وفي هذا الفصل سأعرف بالنظم لغة واصطلاحا، وأوضح المفهوم العام للنظم الإسلامية، وأبين أهميتها، وذلك في مبحثين :
المبحث الأول: بيان المفهوم اللغوي والاصطلاحي للنظم، والنظم الإسلامية
المبحث الثاني : بيان أهمية النظم الإسلامية

02
الفصل الثاني: تنوع النظم الإسلامية

النظم الإسلامية هي الإسلام كله، ظهرت مع المسلمين سلوكا عمليا نابعا من دينهم، وقد بدأ الإسلام بنشر نظام الاعتقاد وفق دعائمه، فدعا إلى النظر والتأمل في الآيات المبثوثة في الكون والحياة، لمعرفة الله والإيمان به، وبعد الاعتقاد أنت نظم العبادة حيث الوضوء والصلاة ... واستمر الأمر هكذا في سائر الأحكام الشرعية، كلما نزل حكم تحول إلى نظام يسلكه المسلم ، ويسير حياته به . واستمرت آيات الفترة المكية في تنظيم العقيدة، وتثبيت الإيمان والدعوة إلى مكارم الأخلاق ، وتزكية النفس، وزرع القيم في النفوس.

فلما تمت الهجرة، وتكونت الدولة الإسلامية في المدينة المنورة أخذ الوحي ينزل بالتشريعات المنظمة لحياة الأفراد والجماعات في معيشتهم الخاصة والعامة، وتعليمهم كيفية التعامل مع غير المسلمين، وشرع الجهاد لحماية الدعوة ، ... ووجد المسلمون أنفسهم أمام نظم عديدة تتضمن أحكام الإسلام في سائر الأعمال والقضايا التي تحدث بين المسلمين، وبينهم وبين غيرهم من الأمم الأخرى . ووجد المسلم نفسه أمام منهج كامل يضم نظما عدة تشمل حالات الفرد والجماعة، والأمة كلها، ووجدت أحكام شرعية عديدة تشمل الحياة والأحياء جميعا، وتحافظ على الضرورات الواجبة للناس .

وكان المسلمون يأخذون إسلامهم من القرآن والسنة بطريقة عملية بلا تخصيصه باسم " النظم" ، ويكفيهم أنه وحي الله، وعليهم الطاعة والاتباع لمنهج الله تعالى. وعاش المفسرون والعلماء ، والمحدثون ، والفقهاء مع الوحي المنزل وقدموه مشروحا مفصلا للناس. وبعد عصور الظلام، وظهور العلم والعلماء في أوربا بدأ صراع بين العالم الإسلامي وغيره، وبدأ الحديث عن النظم، وأدعى خصوم الإسلام خلو الإسلام من النظم، وعندئذ رجع العلماء إلى الدراسات الإسلامية مع المصادر الإسلامية، واستخرجوا منها ما يثبت أن النظم كلها تشريع إسلامي ثابت في المصادر الإسلامية، وفي الأحكام المستفادة منها، .... ومثال ذلك أن الشريعة الإسلامية أمرت بالنكاح، وحثت على التخير عند الزواج، وربطت النكاح بالمهر ، والخطبة ، والولي، والشهود، والإشهاد وأخذت هذه الأحكام من أدلتها الثابتة ، وجعلت لها أحكاما تفصيلية مدونة في مؤلفات الفقهاء ، ... ولم يخصوها بمسمى " نظام الأسرة "، فلما تكاثر المبطلون، وزعموا خلو الإسلام من النظم اضطر العلماء المسلمون إلى بيان نظم الأسرة في الإسلام كما هو مأخوذ من نصوص الشريعة ، ومن فقه الفقهاء .

03
الفصل الثالث: الدعائم الأساسية للنظم الإسلامية

دعائم أي أمر هي أسسه التي يقوم عليها، وبدون هذه الأسس لا يتحقق هذا الأمر ، ولا يظهر في عالم الواقع . وإذا وجدت الدعائم وجد ما يترتب عليها من نظم عملية، وتحسينات جمالية، فالبيت له دعائمه التي يقوم عليها، وكلما قويت الدعائم قوي البناء، وسهل تنظيمه، وتحسينه، وعظمت الاستفادة منه

ودعائم النظم الإسلامية ثابتة، فقد أراد الله تعالى وجود الخلق، وأراد لهم الحياة على نحو قدره لهم، وخضعت الموجودات لقضاء الله ، وكان فيها ما أراده الله على على نحو مقصوده، وغاية معلومة ... وبهذا تلاقى القدر مع الخلق في خطة عملية ، وظهرت دعائم النظم في تشريع الله تعالى للإنسان بمنهج مقصود. 
والدعائم غير الخصائص، لأن الدعامة هي الأساس الأول لإيجاد كل موجود، والخصائص هي الصفات الملازمة لهذا الموجود بعد إيجاده ومثال ذلك الكون كله ، فقد أوجده الله تعالى بعلمه وإرادته، ودعمه بقدرته، واستخلف الإنسان ليقيم شرع الله تعالى فيه، وحدد نظمه وميزها بخصائص عديدة لضبطها، والالتزام بها، وبذلك وجدت دعائم الوجود ، وخصائص النشاط فيه . والدعائم والخصائص وإن اتحدا في المصدر فبينهما اختلاف في تعلقهما بالموجود .

04
الفصل الرابع: مصادر النظم الإسلامية

تتحدد هوية كل عمل، أو توجه، أو فكر بتحديد مصدره، وقد درج الناس منذ أن خلقهم الله تعالى على تحديد مصادر مذاهبهم ، وعقائدهم، وأفكارهم، وأثبتوا هذا المصدر، وجعلوه السبب الذي يصدر عنه الفعل، أو القول والذي إليه ينتسب الفعل أو القول، فمن قلد غيره فقد اتخذه مصدرا لفعله، ومن كان متبعا لفكر ما، أو لرأي ما فهو مصدره . وقد تمايزت النظم عن بعضها تبعا لتغاير مصادرها، ولذا كان من الضروري تحديد مصادر النظم الإسلامية في هذا المدخل، ليتبعها المؤمنون بالله تعالى .

إن النظم الإسلامية أحكام شرعية تفصيلية تنظم للمكلفين عملهم، وحياتهم، وتحدد المسار المشروع، والمسار غير المشروع . 
وحيث أن المصادر الإسلامية الأساسية هي نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد اهتم بهما العلماء والفقهاء، واتخذوا منهما الدلالات المثبتة لحجية باقي المصادر، ووضعوا القواعد التي تثبت الحكم الشرعي لسائر جوانب الشريعة الإسلامية، وكافة النظم الإسلامية، ولذلك حسن معرفة الحكم الشرعي، وصلته بالمصادر الدينية قبل التعريف بالمصادر، وكيفية الاستدلال بها في توضيح النظم الإسلامية المرتبطة بمنهج الله تعالى، ... ولهذا سأبداً - بمشيئة الله تعالى - ببيان الحكم الشرعي لصلته بالعقيدة والشريعة، والأخلاق، وبعدها يكون التعريف بالمصادر الشرعية للنظم الإسلامية،

05
الفصل الخامس: مقاصد النظم الإسلامية

تهدف النظم في جملتها إلى وضع الأفراد، والجماعات، في خطط منظمة، ومناهج عملية محددة لتحقيق غايات مقصودة. فالنظام الشيوعي يتخذ من أقوال الماديين وعلى رأسهم "ماركس" مصدرا لتطبيق الشيوعية، وتحقيق المقاصد التي نادي بها واضعو النظرية المادية وهكذا سائر الأنظمة مع تنوعها، وتعددها، فلكل منها غايات ومقاصد تظهر شيئا فشيئا لتصل في النهاية إلى الغايات الكبرى التي ينتجها النظام .

والإسلام لم يخرج عن هذا الإطار ، فمع إنه إلهي المنبع فهو بشري التطبيق، وقد أنزله الله تعالى لتحقيق المصلحة التامة للإنسان في كل عمل، لتحقيق السعادة والخير في الدنيا وفي الآخرة. وتظهر هذه المقاصد في كل عمل إسلامي، وترتقى مع ارتقاء الأعمال حتى تصل إلى الغايات الكبرى، وتحقيق سعادة الدنيا والآخرة وقد جعل الله تعالى لكل عمل نية ، وربط بين ظاهر الإنسان وباطنه ورتب النتائج على النوايا ، فقال :( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )  ، ولهذا صار لكل عمل مقصد وغاية، وهذا يجعل كل عمل في جملته نظاما جزئيا يندرج مع غيره في نظام كلي . وفي هذا الفصل سنتناول مقاصد النظم الإسلامية للفرد في كل مرحلة من مراحل عمره، وللجماعة في مراحل حياتها، ومختلف أنشطتها ، كما سنتناول المقاصد العامة في الدنيا والآخرة .

06
الفصل السادس: خصائص النظم الإسلامية

تتمايز النظم عن بعضها بخصائصها، وأوصافها، ومكوناتها لأن هذا التميز ينعكس على حقيقتها ، وبالضرورة تختص النظم الإسلامية بمزايا خاصة لا توجد في غيرها ، ووصفها بالإسلامية يؤكد ذلك ويوضحه، كما أن أي نظام يوصف بمصدره، ويكون خاصا به.

إن أحكام النظم الإسلامية هي أحكام الإسلام بكافة أركانه وعناصره وهي جميعا تتصف بالكمال والتمام، كما قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ العقائدية، والتشريعية والاجتماعية، والأخلاقية، وغير ذلك، عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) . ووصف النظم بالربانية، أو الإلهية تعني أنها منزلة من عند الله تعالى وحيا إلى رسول الله ، وهذا يدل على كمالها وتمامها، وصلاحيتها لكل زمان ومكان إلى يوم القيامة، ويؤكد ضرورة العمل بها، والتمسك بتطبيقها في حياة الأفراد والجماعات في الأمة المسلمة، لأنهم اسلموا الله، واتبعوا دينه، وهذا يعني بالضرورة الالتزام بمنهجه، وإقامة حياتهم على نظمه وشريعته، ويثبت هذا الوصف لسائر النظم الإسلامية كافة خصائص الشريعة الإسلامية، ويؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان، ولسائر الناس. ومن البدهي بعد ذلك أن تندرج سائر النظم تحت راية الربانية وتتمتع بدلالاتها على الكمال والتمام وكان ثبوت الربانية للنظم الإسلامية كافيا في بيان كل خصائصها، إلا أن المنهجية البحثية تقتضي التفصيل جريا على عادة العلماء ، وتثبيتا الأصالة النظم الإسلامية أمام النظم الوضعية العديدة.

إن القائلين بالنظم الوضعية يفصلون، ويوضحون، ويدعون أن نظامهم بلغ المدى في الدقة والفائدة، ويحيطونه بالدعاية الواسعة، والبريق اللامع وأصدروا حوله الدراسات والأبحاث حتى ظن العامة أن له قيمة وشأنا، وقد استفاد مؤلفو النظم العقلية بوضعهم المادي المتقدم، وتخلف المسلمين أمامهم، وتجاهلوا أن سبب هذا هو إهمال المسلمين لنظم دينهم .

07
الفصل الختامي: النظم الإسلامية بين العلماء والدعاة

صلة النظم الإسلامية بالعلوم: اهتم العلماء المسلمون بدراسة النظم الإسلامية حتى صارت علما له أهميته بين سائر العلوم. فقد اتخذت النظم من تعاليم الإسلام القواعد والأسس التي تنظم أعمال الفرد والجماعات في أطر محددة، تصلح الحياة، وتحقق مصالح البلاد والعباد، وتحقق مقاصد جليلة . ومع صيرورة النظم الإسلامية علما فإنها بقيت متصلة بموطنها الذي انبثقت منه، وظلت محافظة على سائر العلوم الإسلامية ، وامتدت إلى سائر العلوم الإنسانية التي توصل إليها العقل البشري.

إنها تتصل بالقرآن الكريم والسنة النبوية ، فهما المصدران الرئيسيان لسائر العلوم الإسلامية ، ولابد لمن يعلم أو يتعلم أن يرجع إلى تفسير آيات الكتاب العزيز، والأحاديث النبوية المقبولة، ويقف على مدلولاتها ليأخذ منها ما يجوز وما لا يجوز، وأن يأخذ النص الذي نزل في المسألة التي يبحث فيها، ويضعها في إطار عملي مستفيدا بأعمال السلف الصالح، ومجتهدي الأمة، ولابد له أن يستفيد بالآيات والأحاديث التي نزلت في الأمر الذي يريده ومع علوم القرآن الكريم، وعلوم السنة النبوية تكون حاجة الباحث إلى علوم أصول الفقه والفقه والقواعد الفقهية ليستخرج بواسطة هذه العلوم الحكم الشرعي لكل المسائل التي يبحث فيها ، ومن المعلوم أن مصادر النظم الإسلامية هي مصادر الإسلام، وقد استوفاها العلماء المسلمون توضيحا وشرحا . 

وللنظم صلة بعلم التاريخ الذي يروي أحداث الماضي، ووقائع الزمان لتكون مصدر توجيه للعلماء، يعرفون به طبائع الناس، وطرق توجيههم ودعوتهم إلى دين الله تعالى، ولابد للباحث في النظم الإسلامية أن يرجع إلى أحداث الماضي القريب والبعيد، وينظر في النظم التي كانت فيها ليعرف حقيقتها، ومدى الاستفادة العملية منها، وكيف تعامل المصلحون معها الإصلاح الفساد، وهداية الناس إلى الصراط المستقيم . وتعد العلوم الإنسانية الحديثة مجالا للبحث في النظم الإسلامية وبخاصة في الجوانب التي لا يعارضها الإسلام .

فعلم الاجتماع يدرس العمليات الاجتماعية، والظواهر الاجتماعية وحركة السكان، ويبين كيفية الترقي والسمو بها، وهذا يفيد دارس النظم حين يبين موقف النظام الإسلامي من الواقع الاجتماعي السائد، ومحاولة الهيمنة الإسلامية على حركته وتوجهاته . وبعد،،،،،فقد انتهيت بحمد الله وحسن توفيقه من كتابة المدخل بفصوله السابقة بقدر ما فتح الله تعالى علي به ، وإني آمل أن يكون مدخلا لسائر النظم الإسلامية ، ومقدمة لكل منها ، ليكون تدوين أي نظام بعد ذلك مبنيا على هذا المدخل منعا لتكراره . وأسأل الله تعالى العون والتوفيق لكل مسلم ، ولكل محب للخير والأمن والسلام .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الى الاعلى