أسباب كتابة هذه الموسوعة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد ... فإني أحمد الله تعالى على عظيم فضله، وكثير نعمه، وأشكره سبحانه وتعالى على ما حباني به من عوامل عدة، مكنتني من تحقيق ما قدره الله لي، حتى صرت متخصصا في علوم الإسلام، وأحاطني بثلة من العلماء شملوني بحبهم، وأعانوني بنصحهم، وتوجيههم حتى أصبحت شيئا مذكورا . وقدر الله تعالى لي أبوين كريمين حرصا على أن أتعلم في الأزهر الشريف، واهتما بتعليمي رغم بساطتهما، وقلة ذات أيديهما وقد هيأ اللّٰه لي منذ الصغر عوامل التفوق في الجانب المعرفي الديني الذي رغب أبواي فيه. فمنذ صغري وأنا أحيا في بيئة إسلامية بسيطة، فقد كان والدي يطلب مني أن أقرا أمامه ما أحفظ من القرآن الكريم، ويوصيني بمواصلة القراءة بعد موته، وإهداء ثوابها له في قبره . وكانت أمي - رحمها الله - توجهني للصلاة في المسجد، وتعلمني من القرآن الكريم ما كانت تحفظه .... حرص أبواي على انتسابي للكتاب لأتعلم القراءة، والكتابة، ومبادئ الحساب، وأحفظ القرآن الكريم ، ومن كرم الله تعالى لي ولأقراني إخلاص شيخ الكتاب، فلقد كان يحرص على إجادة قراءتنا للقرآن الكريم، ويعرفنا ببعض القصص القرآني من خلال شرح مبسط لبعض الآيات المشتملة على قصة قصيرة مثل سور المسد وقريش، والفيل، والضحى، وقد جعلنا ذلك نميل إلى الحفظ والفهم ، ولم يبخل الشيخ علينا ببيان بعض أحكام الفقه كالوضوء، وكيفية الصلاة، .... وكان تملكه يكل إلينا تنظيف المسجد، والآذان، وحضور الصلوات، حيث كان عمله الرئيسي في المسجد، وكان يبين لنا عظمة الإسلام في حقيقته وشريعته، فتولد في قلوبنا حب الإسلام منذ نشأتنا الأولى . فلما أتممت حفظ القرآن الكريم في الكتاب انتقلت إلى الدراسة في المعاهد الأزهرية الابتدائية، حيث حبانا الله ل بمجموعة من الأساتذة حديثي التخرج من الكليات الأزهرية، وكانوا شبابا من أوائل الخريجين يمتلئون حماسا للإسلام، ويتقنون العلوم التي تخصصوا فيها، ويخلصون في الأداء والعمل، وأشهد لهم أمام الله تعالى أنهم لم يضيعوا دقيقة واحدة بلا دراسة، ولم يشغلوا الدرس بغير المقرر فيه ... كانوا مجموعة من الشباب المحب لدينه، المخلص في رسالته ، الصادق في أداء رسالة الأزهر الشريف واذكر أنهم عملوا على زرع الإسلام في عقولنا علما ومعرفة، وفي قلوبنا حبا وارتباطا، وفي جوارحنا سلوكا وعملا، وكانوا دعاة صادقين الله تعالى، لإيمانهم الجاد برسالة العالم الأزهري في أي عمل يعمل فيه... وكثيرا ما كانوا يقولونا لنا : أنتم على أعظم دين يقوم على العلم والعمل، فاحرصوا على تعلمه والعمل به، ونشره وتعليمه لكل من تتصلون به ، ويؤكدون لنا دائما أن الحق في قوله : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)