الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .... وبعد فإن المسلم حين يكتب عن الإسلام يشعر بالفخر والعزة، لما يراه في دينه من سمو التعاليم، وعظمة الصناعة، وصدق المرجعية، ومكارم الأخلق، وحسن العمل والأداء، وكلما ازداد الكاتب علما وفهما، ازداد ثقة، ورضى ، وسعد بما يراه في دينه من حق وصواب، وأنا واحد من هؤلاء الكتاب الذين يتشرفون بالكتابة عن الإسلام في زمن تتسارع فيه الأفكار والمذاهب ، وتتصادم الرؤى والاتجاهات ، حيث يحاول أصحاب الأديان والمذاهب على اختلافهم إثبات صدق ما هم فيه ، مع تجمعهم على محاربة الإسلام بإثارة الشبه ، وتلفيق الاتهامات، ومع كثرة ما أثير وما يثار فإن إعتزازي بالإسلام يزداد، ويقيني بصدقه وعظمته يتأكد ويظهر ، لإن المقارنة تظهر الحق، وتوضح الصواب، ولم ينشأ الفخر والاعتزاز عندي وعند غيري من فراغ، وبلا سبب، ولكنه ينبني على نظرة تحليلية يعيشها الباحث مع أي جزئية إسلامية، حيث يعلم حقيقتها ، ويرى أدلتها ، ويقارنها بما أثير حولها ، ليصل في النهاية إلى نتيجة موضوعية محايدة تبعث فيه الرضى والفخر عندما يرى الحقيقة الواضحة مع دين الله تعالى ، ويرى الزور والبهتان مع هؤلاء المعارضين لدين الله تعالى ، فهم الذين (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ، وَلَوْ كَرِهَ الكَفِرُونَ) .
إني اعترف ابتداء بأني محب الله تعالى ورسوله ، معتز بديني وعقيدتي ، ملتزم بما أمرني الله تعالى به من صدق في القول ، وأمانة في العمل، واحترام للناس، وبعد عن العدوان، وإعطاء كل ذي حق حقه ، وأداء الواجب على أكمل وجه، والمحافظة على كافة الحقوق .... ولذلك سأكون بإذن الله تعالى - موضوعيا فيما أكتب ، محايدا فيما أعرض، مصاحبا للدليل والبرهان في كل ما أتناوله، إن الإسلام دين الله تعالى نزل الوحي به ، وحفظته المصادر الدينية الثابتة ، المنقولة نقلا متصلا من رسول الله إلى يومنا هذا ، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومع إطار هذا الثبوت نرى التعاليم المفصلة ، والمبادئ الكلية لكافة الجوانب الدينية من عقيدة، وشريعة ، وأخلاق، ومع تطور البشرية وتقدمها الحضاري والمدني نجد الإسلام بتعاليمه يبني ولا يهدم ، يحقق العدل، وينشر الأمن ، ويستمر انتشاره بين الناس بالحكمة، والحسن في الموعظة والحوار، ويقدم للحضارة والمدنية، الخلق والدقة، الأمر الذي يجعلها أمنا وأمانا للجسد ، والعقل، والروح .