ومراد الشاعر بيان أن صوت الذئب يحدد مكانه وهذا يطمئن الإنسان حين يعرف مكان الذئب ، أما الإنسان فإن صوته لا يدل علي نيته فربما أظهر الحسن ، وهو يبطن الغدر والسوء.
والاسلام يبني في المسلم شخصية متكامله يتحقق فيها العمل الظاهر مع النية القلبيه ، وتتحد فيه العقيده مع السلوك والخلق . وقد سئلت السيده عائشه رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت : فكان خلقهُ القرآن ، ومعني ذلك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان قرانا عملياً ، وأن القرآن الكريم هو الرسول صلي الله عليه وسلم في صورته النظرية .
وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم أن قيمة العمل في ميزان الله تعالي بالنية فقال صلي الله عليه وسلم : (إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل أمرئ ما نوي)
وقدم الله تعالي هذه المخالفة بين الظاهر والباطن فقال تعالي (لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) وعد الله هذه المخالفة مرضاً وكذباً فقال تعالي (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).
إن مخالفة الظاهر للباطن في الحق نفاق يؤدي بفاعله الي عذاب أليم ، يقول الله تعالي : (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) وحذر الله تعالي رسوله منهم فقال له : ( هم العدو فاحذرهم)
أيها الإنسان
لقد عاهدت ربك علي الاسلام ، وصرت مسئولاً عن طهارة باطنك وظاهرك ، فحاول أن تكون صادقاً مع نفسك ، ومع ربك ، ومع الناس أجمعين.
قد تفوز بظاهرك الكاذب في الدنيا ، ولكنك لن تفوز به عند الله لأن الله يعلم ظاهرك وباطنك ، ويحيط بخواطرك وهمساتك ، يقول الله تعالي ( إنه يعلم الجهر وما يخفي) ويقول سبحانه ( والله يعلم أخباركم ) ويقول عز وجل ( وان تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي ).
إن المنافق إن فاز بكذبة مره فلن يفلت كل مرة، ولن يفوز في الآخرة أبداً ولو مرة، فأتق الله وكن عبداً صادقاً في سرك وعلانيتك لتنال السلامة في الدنيا ، وتكون في الآخرة مع الصادقين وحسن أولئك رفيقاً.