أقرب أوقات اتصال الانسان بالله , وأظهرها هي أوقات الصلاة حيث يتصل العبد بربه بقلبه وهو يستحضر العظمة الإلهيه , وبلسانه وهو يقرأ , ويسبح , ويذاكر قائماً وراكعاً وساجداً وجالساً , وبعقله وهو يعيش مع معاني ما يقرأ ويذكر.
واستغراق الصلاة لكل عناصر الانسان أمر ضروري لكمال الصلاة وبدون هذا الاستغراق لا ينال من صلاته إلا التعب .
أيها الإنسان :
إذا فكرت في لقاء عظيم لحاجة فإنك تستعد لهذا اللقاء , وتنظم خلاله حديثك و طلبك , وعادة تبدأ بشكر هذا العظيم وبيان مزاياه , ثم تثني بمحافظتك علي حقوقه والتعاون معه . وأخيراً تعرض حاجتك , وتستمر في المدح أملاً في أن يعاونك ولا يشغلك أثناء اللقاء إلا حاجتك من هذا العظيم .
والله تعالي هو أعظم العظماء , وملك الملوك , وحاجتك الي معونته دائمة , وأنت تلجأ إليه خمس مرات كل يوم في الصلاة , وعند كل أمورك وأمانيك .
إن الصلاة تضع لك المنهج الصحيح من خلال سورة الفاتحة التي لابد منها في كل ركعة . إن المصلي في الفاتحة يبدأ ببيان أهم صفات الله بقراءة (الحمدلله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين)
ثم يبين إيمانه بعبادته حين يقرأ ( إياك نعبد و إياك نستعين ) وبعد ذلك يطلب حاجته بقراءة ( اهدنا الصراط المستقيم ) ......., ويستمر في الذكر والتسبيح الي أن تنتهي الصلاة .
إن هذه المعاني تحتاج إلي الأناة , والي تدبر المعاني , والي الحضور الكلي فى معية الله تعالي , ولا يصح من المصلي وهو في حضرة الله أن ينشغل عنه لحظه .
فأحرص أيها المسلم وأنت تصلي علي ان تعيش في معاني ما تقرأ و تذكر , وكأنك تسمعها من غيرك.
إن الصلاة بهذه الصورة تريح العقل والبدن , وترضي الروح والضمير , وتحقق العبودية الخالصة , واليقين الثابت .
أيها المسلم : حافظ علي الصلاة , و أقمها علي وجهه الصحيح لتسعد بها في الدنيا وفي الآخره .
والله يتولي الصالحين