أيها الإنسان
نحن في شهر رجب
نعيش مع شهر رجب قصة مشروعية الصلاة فلقد خص الله مشروعيتها بموكب علوي عظيم فقد شرعها الله ورسول الله في السموات العلا حين اتصل بالله وهو في سدرة المنتهي .
وعلم المسلمون من هذه الخاصية أن الصلاه تعني الاتصال المباشر بالله تعالي. وكل ما علي المصلي أن يتهيأ لصلاته بالطهارة الحسية والمعنوية , ويبدأها بالتكبير و الأحرام التي تحرم عليه أعمال الدنيا , وتضعه مباشرة في رحاب ربه سبحانه وتعالي , وهذا يحتم عليه أن يتجه بقلبه الي الله خاشعاً خاضعاً , ويتجه بلسانه الي الله قارئاً ذاكراً , ويتجه بجوارحه الي الله قائماً وراكعاً وساجداً وجالساً.
علي المسلم أن يتخيل موقفه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يستقبل تشريع الصلاة من ربه مباشرة ليشعر بلذة القرب والأتصال بالله.
وعلي المسلم أن يعلم أن فترة الصلاة استغراق كلي في ملكوت الله , وارتباط مطلق بالله تعالي , وتوجه تام إلي طاعة الله كما كان صلي الله عليه وسلم وهو عند الله وكما قال الله تعالي ( ما ضل صاحبكم وما غوي).
وعلي المسلم أن يدرك ما فعله موسي عليه السلام مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حين نصحه أن يطلب من الله تخفيف الصلاة , وقد استجاب الله ففرض الصلاة خمساً في اليوم والليلة , وجعل أجرها أجر خمسين صلاة .
لقد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم أن ( الصلاة عماد الدين . من أقامها فقد أقام الدين , ومن هدمها فقد هدم الدين ) وكان صلي الله عليه وسلم يستعين بها لراحة نفسه , وقضاء حوائجه. كما قال الله له ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) .
وكان صلي الله عليه وسلم إذا حزبه أمر لجأ الي الصلاة , وعرفنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن أول ما يحاسب عليه المرء في الآخرة الصلاة , فإن صلحت صلح سائر عمله , وإن فسدت فسد سائر عمله .
والصلاة المقبولة هي الصلاة التي جمعت أركانها وشروطها مع الخشوع , والاستغراق الكلي
ظاهراً وباطناً.
إن " خنزب " شيطان لئيم يأتي للمصلي وهو يصلي فيشغله بأمور الدنيا , ويذكره بأحداث الماضي والحاضر وآمال المستقبل , وعلي من يشعر بذلك أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
إن الصلاة القانتة تحقق الأمن , وتسليم الأمر لله . يقول النبي صلي الله عليه وسلم ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .
أيها الإنسان
عش ذكريات شهر رجب , وحافظ علي صلاتك , وادع ربك بما تريد و انت تتصل به , واخشع لله وانت تخاطبه , وأذكر الله يذكرك , والله خير الذاكرين