Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

المجلد الرابع: التعريف بسورة النساء

الحمد لله . والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد ،، فها هو المجلد الرابع من كتابى الذى وسمته بـ ركائز القدوة في تفسير الدعوة ، ويبدأ بعون الله وتوفيقه بتفسير سورة النساء" ... وأملى أن يجد فيها الدعاة والعلماء توضيحا للأسس التي يمكن الاستفادة بها من آيات القرآن الكريم ، وأخذها من مفاهيم الوحى العظيم ، وقد حاولت استخلاص أهم الركائز على قدر استطاعتی وقد سرت به على نفس منهجى فى المجلدات السابقة غير أني فيه أكثرت من ذكر أسباب النزول لعدة أسباب :

(۱) تأكيد واقعية القرآن الكريم فبرغم أن العبرة بعموم اللفظ إلا أني رأيت أن ارتباط الآيات بأسبابها برهان ساطع على أن القرآن الكريم نزل ليعالج واقعا ، ويعمل في مجال طاقات الإنسان وقدراته .

(۲) توضيح معنى الآية بواسطة معرفة الحدث الذي نزلت له ذلك أن الحدث قصة عاشها أناس عديدون ، ومن المعلوم أن القصص بصورة عامة يشد القارئ والمستمع إليه ، ولذلك يعد إيراد سبب النزول أحد عوامل تفهيم القرآن الكريم

(۳) إعادة المسلم المعاصر إلى الجو الإيماني الخالص الذي كان التلقى فيه من الله تعالى هو المنهج الوحيد للمسلمين ، وكان هذا عاملا رئيسيا في إخراج خير أمة للناس

(٤)تفهيم الدعاة طريقة ربط دلالة الآيات بواقع المدعوين ، وبذلك يتمكنون من وضع القرآن الكريم في موضعه مع الناس ، يحييهم ، وينطلق بهم إلى العلا في إطار منهج الله تعالى ، ويبشر من أطاع واستقام ، وينذر من غفل وعصى ..

(٥) توسعة دائرة الثقافة بعلوم القرآن الكريم ، وإمداد الدعاة بزاد من طرق الدعوة إلى الله تعالى .

إن كل آية في القرآن الكريم تعد برهانا ، ودليلا ، وعلامة على صدق دعوة الإسلام ، وهو يرسم للناس منهج الحياة ، عقيدة ، وشريعة ، وخلقا .... وما سميت الآية آية إلا لذلك ، وما نزل القرآن الكريم إلا ليكون دستورا للناس يحفظونه ، ويحافظون عليه ، ويتخذونه قاعدة عملهم ، وأساس عقيدتهم وطرق خلقهم ، وسلوكهم ، ومعاملاتهم

01
سورة النساء

يحتاج التعريف بسورة النساء" إلى معرفة عدد من المسائل المتصلة بها على نحو الوجه الذي ذكرته مع سورة آل عمران

نزول السورة: سورة "النساء" سورة مدنية فقد روى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما نزلت سورة "النساء" إلا وأنا عند رسول الله، وقد أعرس النبي بعائشة رضى الله عنها على رأس ثمانية أشهر من الهجرة ، وأيضا فإن موضوعات السورة تدل على نزولها بعد الهجرة لأنها دارت حول التشريع ، وتحديد الواجبات ، والدعوة إلى الإصلاح الشامل ، والجهاد في سبيل الله تعالى ، والحديث عن أهل الكتاب ، وتلك كلها موضوعات نزلت بعد الهجرة، وذهب النحاس إلى أن آية منها نزلت بمكة . وهي قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأمتِ إِلَى أَهْلِهَا ) فقد نزلت بعد فتح مكة ، حيث أمر الله تعالى فيها برد مفتاح الكعبة لبنى شيبة لأنهم كانوا حملته في الجاهلية وصار معهم حتى فتح "مكة" ، فلما تم الفتح أخذه المسلمون منهم فرده الرسول إليهم ، وجعله أمانة في أيديهم إلى يوم القيامة ..

02
المحرمات من النساء

اشتملت سورة النساء" على ثلاث آيات فصلت المحرمات من النساء ، حيث بينت الآية الأولى تحريم زوجات الأب ، وبينت الآية الثانية سائر المحرمات من النسب ، والرضاعة ، والأصهار على التأبيد أو على التأقيت ، وجاءت الآية الثالثة لتحريم زواج المرأة المتزوجة حال قيام الزوجية . وسوف نفسر هذه الآيات ، ونتعرف على أهم أحكامها الشرعية إجمالا .

03
تفسير الجزء الرابع من القرآن الكريم

توطئة: يقع الجزء الرابع في سورة النساء" ابتداء من الآية (٢٤) وينتهي بنهاية الآية (١٤٧) وهو يقع داخل السورة لأنه يسبق بحزب في السورة ، ويأتى بعده حزب آخر في ختام السورة .

وموضوعات الجزء هي موضوعات السورة ، حيث بيان أحكام الأسرة وطرق حماية المجتمع من المنافقين ، وضرورة مقاومة أعداء المسلمين بالمال والكلمة والقتال ، ويعرف بمعارضي الدعوة من الكفار ، وأهل الكتاب ، والمعوقين بين المسلمين ... وبذلك يسير في نفس مسار السورة فيبدأ بذكر بعض المحرمات في النكاح متمما لما جاء في الآيات السابقة .

04
مصير الكافرين في الآخرة

يقول الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِفَايَتِنَا سَوْفَ نُصْلِهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْتَهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) .

صلة الآية بما قبلها: لما بينت الآية السابقة صفات اليهود وضلالهم جاءت هذه الآية لتبين مصير الكافرين في الآخرة .

موضوع الآية: تبين الآية مصير الكافرين وتوضح أن النار تشتعل فيهم ، وتحرق أجسادهم ، وكلما احترق جلدهم أعاده الله مرة أخرى ليذوقوا عذاب جهنم الذي يستحقونه بكفرهم . فقد استهانوا بالآيات ، وكفروا بالله فكانت عاقبتهم النار لأن الله غالب في كل أمر ، حكيم يجازي كلا بما يستحق .

05
المؤمنون يوم القيامة

وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّت تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنرُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ عِلاً خَلِيلاً ) .

صلة الآية بما قبلها: تكلمت الآية السابقة عن عقوبة الكافرين ، وجاءت هذه الآية للحديث عن جزاء المؤمنين الصادقين

موضوع الآية: يدور موضوع الآية حول بيان جزاء المؤمن الحسن عند الله تعالى

06
أحكام القتل الخطأ

يقول الله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَنًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصْدِّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُةٍ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم يَشَ قَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ، وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) .

الآية نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، وذلك أنه أتى رسول الله ، وهو بمكة قبل الهجرة فأسلم ، ثم خاف أن يظهر إسلامه لأهله فخرج هاربا إلى المدينة ، فجزعت أمه لذلك جزءا شديدا ، وقالت لابنها الحارث وأبي جهل ابني هشام وهما أخوا عياش بن أبي ربيعة لأمه : والله لا يظلني سقف ، ولا أذوق طعاما ، ولا شرابا حتى تأتيانى به ، فخرجا في طلبه ، وخرج معهما الحارث بن زيد بن أبي أنيسة حتى أتوا المدينة فأتوا عياشا وهو في الأطم . فقالوا : أنزل فإن أمك لم يؤوها سقف بعدك وقد حلفت لا تأكل ، ولا تشرب حتى ترجع إليها ولك عهد بالله علينا، أن لا نكرهك على شيء يحول بينك وبين دينك

07
حكم القتل العمد

يقول الله تعالى : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ، وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) .

سبب نزول الآية: نزلت الآية في مقيس بن صبابة الكناني ، وكان قد أسلم هو وأخوه هشام فوجد أخاه هشاما قتيلا في بني النجار ، فأتى رسول الله ﷺ ، فذكر له ذلك فأرسل رسول الله ﷺ رجلا من بني فهر إلى بني النجار ، أن رسول الله ﷺ يأمركم إن علمتم قاتل هشام بن صبابة أن تدفعوه إلى أخيه مقيس فيقتص منه وان لم تعلموه ادفعوا إليه ديته، فبلغهم الفهري ذلك فقالوا : سمعا وطاعة الله ، ولرسوله ما نعلم له قاتلا ولكن نؤدي إليه ديته ، فأعطوه مائة من الإبل ، فانصرف الفهري ومقيس راجعين نحو المدينة

فأتى الشيطان مقيسا فوسوس إليه فقال له : تقبل دية أخيك لتكون عليك سبة ، أقتل الفهري الذي معك فتكون نفس مكان نفس وفضل الدية ، فتغفل مقيس الفهري فرماه بصخرة فقتله ، ثم ركب بعيرا من الإبل وساق بقيتها راجعا إلى مكة كافرا وقال في ذلك :

قتلت به فهرًا وحملت عقله                                سراة بني النجار أرباب قارع 

وأدركت ثأري واضطجعت موسدًا                         وكنت إلى الأصنام أول راجع 

فنزلت الآية. 

08
المحافظة على اليتيمة والضعاف

يقول الله تعالى : وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الكتب في يَتَمَى النِّسَاءِ الَّتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَنمَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا ) .

سبب نزول الآية: نزلت الآية في ضرورة المحافظة على اليتامى ، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها : هذه اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها فيتزوجها ويريد أن ينقص صداقها ، فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن

تقول عائشة رضي الله عنها : فاستفتى الناس رسول الله ﷺ في ذلك فأنزل الله عز وجل : ( وَيَسْتَفْتُونَكَ في النِّسَاءِ ) إلى قوله : ( وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ) فبين لهم أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال ، ورغبوا في نكاحها ، ولم يلحقوها بسنتها في إكمال الصداق ، واذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها والتمسوا غيرها وهذا خطأ من الأولياء فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى من الصداق.

09
علاج نشوز الزوج

يقول الله تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ حَاقَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأَحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )

سبب نزول الآية: عن عائشة رضى الله عنها قالت في قوله تعالى : ( وَإِنِ امْرَأَةً خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُورًا أَوْ إِعْرَاضًا ) قالت : نزلت في المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها فيريد طلاقها ، ويتزوج غيرها ، فتقول له : امسكني لا تطلقني ، ثم تزوج غيري ، وأنت في حل من النفقة علي والقسمة لي فذلك قوله تعالى : ( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)

10
تفسير الجزء السادس من القرآن الكريم

توطئة: عشنا مع سورة "النساء" وهى تقدم للمسلمين منهج الله تعالى في بناء الفرد الصالح ، وايجاد الجماعة الرشيدة ، وإخراج الأمة الصالحة ، لقد ركزت السورة على البناء الاجتماعي بصورة رئيسية حيث عشنا مع تربية الصغير ، ورعاية اليتيم ، وتعليم الضعفاء من النساء والولدان كيف يتعاملون مع أموالهم وواجباتهم ، ورأينا توجيه الأولياء إلى رعاية حقوق من ولاهم الله تعالى أمورهم، وحددت السورة كيفية انتقال التركة إلى الورثة بطريقة عادلة بعيدة عن مؤثرات الأنانية ، والطمع في إطار حدود الله التي يجب الالتزام بها .

ورأينا السورة وهي تتحدث عن مقدمات الزواج ، وواجباته، وما يجوز فيه وما لا يجوز . ولم تغفل السورة ربط كل توجيهاتها بتقوى الله ، وطاعته ، وضرورة ربط السلوك الإنساني بعقيدة الإيمان بالله تعالى ، والالتزام بشريعة الإسلام الحنيف .. إن الالتزام بتعاليم الله تعالى ، والرجوع إليه عند الخطا ، والتمسك بالإسلام في الحياة الأسرية دين لابد منه يقول الله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). ويقول سبحانه : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ) .

11
الكفر بالرسول كفر بالله تعالى

يقول الله تعالى: (أُوْلَئكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا  ).

صلة الآية بما قبلها: لما تحدثت الآية السابقة عن من يؤمنون ببعض الرسل ويكفرون ببعض آخر جاءت هذه الآية لتبين أن هذه التفرقة كفر بالله تعالى

موضوع الآية: الآية تبين حكم الله تعالى فيمن يؤمن ببعض الرسل ، ويكفر ببعض آخر وتؤكد كفرهم الواضح

الدلالات اللغوية: أُولَئكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ( الإشارة إلى هؤلاء الذين يؤمنون ببعض الرسل ، ويكفرون ببعض آخر ، ويفرقون بين الله ورسله ... وفي الإشارة بالبعيد أُوْلَئكَ ) بيان لبعدهم عن الحق والصواب

 

12
المؤمنون هم المؤمنون بالرسل جميعًا

يقول الله تعالى : (وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِبِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) .

صلة الآية بما قبلها: لما بينت الآيات السابقة حكم من يؤمن ببعض الرسل ، ويكفر بالبعض الآخر جاءت هذه الآية لتبين حكم المؤمنين بجميع الرسل عليهم السلام .

موضوع الآية: تبين الآية أن المؤمنين بجميع الرسل لهم أجرهم عند الله فهم المؤمنون حقا .

الدلالات اللغوية: (وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) الواو للاستئناف لبيان حكم جديد خاص بالذين آمنوا بالله ورسله جميعا من غير تفرقة بين الرسل في الإيمان .(ولَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ ) أى ولم يفرقوا في الإيمان بين الرسل فيكفرون ببعض ، ويؤمنون ببعض ، فهؤلاء هم المؤمنون حقا 

13
الخاتمة

الحمد لله . والصلاة على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد ... فقد وفقني الله في تفسير سورة "النساء" على النحو الموجود في هذا الكتاب ، وأوكد أن رجائي في مؤلفاتي في تفسير القرآن الكريم هي خدمة كتاب الله تعالى ، وخدمة الدعوة إلى الله تعالى بإبراز الركائز الدعوية التي يتفهمها الدعاة ، ولأنهم قدوة لغيرهم وليس من دوافعي أي كسب شخصي دنيوى فقد هداني الله للخير وأمدني بالفضل، وآمل النصح من إخواني ، ومساعدتى في هذا الجهد، ومواصلة الطريق إن لم أتمكن من الانتهاء منه ، واعتذر عن أي خطأ أقع فيه ، واستغفر ربى فهو غفار رحيم ، واسأله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد
والحمد لله رب العالمين ....

الى الاعلى