الحمد لله . والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد ،، فها هو المجلد الرابع من كتابى الذى وسمته بـ ركائز القدوة في تفسير الدعوة ، ويبدأ بعون الله وتوفيقه بتفسير سورة النساء" ... وأملى أن يجد فيها الدعاة والعلماء توضيحا للأسس التي يمكن الاستفادة بها من آيات القرآن الكريم ، وأخذها من مفاهيم الوحى العظيم ، وقد حاولت استخلاص أهم الركائز على قدر استطاعتی وقد سرت به على نفس منهجى فى المجلدات السابقة غير أني فيه أكثرت من ذكر أسباب النزول لعدة أسباب :
(۱) تأكيد واقعية القرآن الكريم فبرغم أن العبرة بعموم اللفظ إلا أني رأيت أن ارتباط الآيات بأسبابها برهان ساطع على أن القرآن الكريم نزل ليعالج واقعا ، ويعمل في مجال طاقات الإنسان وقدراته .
(۲) توضيح معنى الآية بواسطة معرفة الحدث الذي نزلت له ذلك أن الحدث قصة عاشها أناس عديدون ، ومن المعلوم أن القصص بصورة عامة يشد القارئ والمستمع إليه ، ولذلك يعد إيراد سبب النزول أحد عوامل تفهيم القرآن الكريم
(۳) إعادة المسلم المعاصر إلى الجو الإيماني الخالص الذي كان التلقى فيه من الله تعالى هو المنهج الوحيد للمسلمين ، وكان هذا عاملا رئيسيا في إخراج خير أمة للناس
(٤)تفهيم الدعاة طريقة ربط دلالة الآيات بواقع المدعوين ، وبذلك يتمكنون من وضع القرآن الكريم في موضعه مع الناس ، يحييهم ، وينطلق بهم إلى العلا في إطار منهج الله تعالى ، ويبشر من أطاع واستقام ، وينذر من غفل وعصى ..
(٥) توسعة دائرة الثقافة بعلوم القرآن الكريم ، وإمداد الدعاة بزاد من طرق الدعوة إلى الله تعالى .
إن كل آية في القرآن الكريم تعد برهانا ، ودليلا ، وعلامة على صدق دعوة الإسلام ، وهو يرسم للناس منهج الحياة ، عقيدة ، وشريعة ، وخلقا .... وما سميت الآية آية إلا لذلك ، وما نزل القرآن الكريم إلا ليكون دستورا للناس يحفظونه ، ويحافظون عليه ، ويتخذونه قاعدة عملهم ، وأساس عقيدتهم وطرق خلقهم ، وسلوكهم ، ومعاملاتهم