الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد ،، فها هو المجلد الخامس من مؤلفى "ركائز القدوة في تفسير الدعوة" الذي يبدأ بتفسير سورة "المائدة "وينتهى عند الآية رقم (۱۱۰) من سورة الأنعام .... وبعون الله تعالى سأسير معه على نفس منهجي في تفسير السور السابقة . سأبين أسباب النزول كما ذكرها المفسرون لما لها من أهمية في بيان المعنى نظريا وعمليا مع ربط آيات القرآن الكريم بالواقع ، ودقة مواجهتها لقضايا الناس إن ارتباط الكلمة بسببها يوضح عدة أمور :
(۱) يفسر المعنى المراد من الكلمة ويحدد المقصود وسط عموميات اللفظ .
(۲) سهولة تطبيق مراد الآية على الصور المماثلة للحدث
(۳) بيان إعجاز القرآن الكريم من ناحية شموله لما نزل له ، ولسائر أحكام
الحياة الإنسانية ، وان تنوعت مكانا ، وزمانا ، وكيانا بشريا ..
(٤) وضع الآيات أمام الدعاة للاستفادة منها في مواعظهم ، وكلماتهم توجيهات واستنباطات نافعة للمدعوين ومن الممكن للدعاة إيراد سبب النزول والبناء عليه بما في الآية من ويمكنهم تحليل الآيات وابراز
ما فيها من كلمات جامعة للعديد من العبر والدروس ... ويمكنهم إيراد
الآية دليلا لهم في الأحداث التى يتناولونها لما بين الحدث والآيات من تشابه ولو في صورة جزئية
(٥) تأكيد ارتباط حاضر الأمة بماضيها ، وتقديم صورة كاملة لمستقبل هذه الأمة في هذا الوجود.
وسأنطلق من أسباب النزول إلى تحليل للآيات لبيان دورها في تقديم دين الله تعالى ، ومواجهتها لكافة أطياف المجتمع ، وكيفية تأثيرها في الناس ، وطرق عرضها للأديان والمذاهب الأخرى بصدق وانصاف ، وبذلك لا أقصر الآية على سببها ، وانما استفيد بعمومها لأن العبرة به ، واستمرارية الاستفادة قائمة عليه .