الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد .. فإن هذا المجلد يبدأ بتفسير الآية رقم (۱۱۱) من سورة "الأنعام" مبتدئا بالجزء الثامن الذي جاء نصفه الأول في سورة الأنعام" ، ونصفه الثاني في أول سورة "الأعراف"، وكل سورة قرآنية تتناول موضوعا عاما بالتفصيل والتحليل والبرهان ولهذا تناول الجزء الثامن موضوعي سورة "الأنعام" وسورة الأعراف" الأمر الذي دفعني إلى الإشارة الموجزة إلى موضوع القسم الأول من الجزء الثامن مكتفيا بما أوردته في أول سورة الأنعام" في المجلد السابق .. إن سورة الأنعام" تتناول قضية الألوهية من كافة جوانبها ، وتعيش مع العقل البشرى ، والوجدان النفسى ، والنظر الحسى ، وتجول في الأرض وما فيها من ماء ، ويابسة ، وما يظهر فوقها من زرع ، وشجر ، وما يعيش في جوانبها من إنسان وحيوان، وطير وهوام، وتجول في السماء بأفلاكها ، وكواكبها ، ونجومها ، وتضع الإنسان أمام كل جولاتها ليعلم أن الله على شئ قدير...إن الله فالق الحب والنوى ، وجاعل الليل والنهار ، ومجرى السحاب ومسير الرياح ، ومنزل الماء ، وهو الذى خلق الناس جميعا من نفس واحدة ، ومكن لهم في الأرض سكنا ومأوى ، وطعاما وشرابا ، وعملا وحركة ووضعهم أمام الواجب بعدما نالوا الحقوق من الله رب العالمين