Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

المجلد السابع: التعريف بسورة التوبة

الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ،،فلقد أنعم الله علي وأكرمنى بالانتهاء من تفسير سورة "الأنفال" مع نهاية المجلد السادس من مؤلفى ركائز القدوة في تفسير الدعوة ... وذلك في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك عام ١٤٣٢هـ وها أنا ذا أبدأ في التفسير بعد ذلك في نفس الشهر الكريم وبين جنبات بيت الله الحرام في مكة المكرمة، إن هذا الجو الروحاني يغمر حياتي بنور الله تعالى ، ويأخذني إلى جو ملئ بالحب ، والأمل ، مفعم بالرضى ، والنشاط، إني أعتز بحبى الله ورسوله ، وآمل أن يلهمنى الله التوفيق والسداد ، وأن يوفقني للعمل ، ويعطيني القوة لأعيش مع كتاب الله حتى ألقاء ،إني أشعر بالرضى فيما أكتب مع إيماني بأنه جهد المقل ، وحسبي أني أبذل في هذا التفسير جهدى ، وأعمل راجيا إتمامه ، أو عند القدر الذي يقدره الله لي وتصورى لهذا التفسير أن يفتح الباب لظهور علم من علوم الدعوة ، يفيد حركة الدعوة ، ويمد الدعاة بزاد يحتاجون إليه ليثمر البناء ، ويعلو الصرحوترتبط حركة الدعوة إلى الله تعالى بالقرآن الكريم مصدرها الأول، إن الركائز التي استنبطها من الآيات هي لمحات تبرز من الآية هداها ، وتضع القرآن الكريم بركائزه وتوجيهاته في مكتبة الدعاة دستورا عمليا ينشط الهمم ، ويحدد الطريق ، وسأستمر في منهجى الذى اتبعته في المجلدات السابقة ، وهو منهج يجعل المعنى مرتبطا باللفظ ، ويصير الكلمات بألفاظها ومعناها محركة للقلوب ، والعقول ، وشاهدة على أثر القرآن الكريم في الدعوة ، وحياة الناس 

01
التعريف بسورة التوبة

سورة التوبة" سورة مدنية كما روى ابن عباس وعبد الله بن الزبير ، وقتادة وخلق كثير رضى الله عنهم ، وقد حكى بعضهم الإجماع على مدنيتها، وقد رد هؤلاء المجمعون على مدنيتها قول من قال: إن آيتين منها نزلتا بالمدينة هما قوله : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ .. فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) ، يقول ابن عباس الذى يقول فيه إن آخر آية نزلت هي قوله تعالى : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) ) .

02
التفسير

نصر الله لرسوله في الهجرة  يقول الله تعالى : إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْقَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّمْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

صلة الآية بما قبلها: بعد أن بينت الآيات السابقة أن القتال واجب على المسلمين ، ولامت المسلمين عن تباطئهم ، وعدم استجابتهم للنفير جاءت هذه الآية لبيان أن النصر بيد الله تعالى موضحة أنه سبحانه نصر رسوله في الهجرة إلى المدينة المنورة وأعانه وثبته ، وأعمى أعداءه المشركين ، وخذلهم وأظهر خطأهم وأحبط عملهم .

موضوع الآية: تبين الآية أحداث الهجرة ، وتفصل ما حدث في الغار للرسول ﷺ وصاحبه أبي بكر ، وتبين أنه خرج من مكة مع أبي بكر الله وذهبا إلى الغار ، ... وحينما خاف أبو بكر من قدوم الكفار نحوهم طمأنه رسول الله وبين له أنهم في معية الله تعالى

03
صفات المنافقين وخصائصهم

تبين الآيات أهم صفات المنافقين ، وتعرف بأهم خصائهم التي اختصوا وتميزوا بها عن المؤمنين الصادقين وتتحدث عن المنافقين ، وتقدمهم للمؤمنين بحيلهم ، وألاعيبهم ، وأكاذيبهم ، وأيمانهم الزائفة وذلك في صور بيانية ، توضح الموقف ، وتبرز الحوار ، وتظهر الزيوف في حركة وعمل، ونلاحظ أن الآيات تحدثت عن المنافقين في جولات متعددة ، تفصل كل واحدة منها عما يليها بإيراد قيمة إيمانية تتجلى في أخلاق وأعمال رسول الله والمؤمنين معه ، في إجمال يتضمن رد صفات المنافقين التي ذكرتها الآيات السابقة ، ويبين تهافتها

وأتصور . والله اعلم . أن هذا الفصل ضرورى للإنسان حتى لا يتوه بين صفات المنافقين التي تعرضها لها الآيات لكثرتها، إن هذا الفصل يعمل على بطلان الصفات التي ذكرت في الجولة السابقة ويمهد لبيان ما في الجولة التالية من فساد ، وبذلك يؤدى هذا الفصل بين كل جولتين إلى حفظ الأمل ، ويهدم كيد المنافقين

04
وقفة بعد الجولة الأولى

وبعد انتهاء الجولة الأولى لحديث سورة " التوبة " عن صفات المنافقين النفسية ، وقبل الجولة الثانية يأتى توجيه الله للمؤمنين ليظهروا موقفهم تجاه صفات المنافقين ، ويردوا عليهم ، وذلك فيما يلي : موقف المؤمنين من قدر الله تعالى ورد سخانم النفاق يقول الله تعالى :(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبِّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُتَرَبِّصُونَ ).

صلة الآيتين بما قبلهما: بعد أن بينت الآيات السابقة أهم صفات المنافقين ، وخصائصهم ، وآخرها فرحهم بأى مصيبة تلحق بالمؤمنين ، جاءت هاتان الآيتان لبيان إيمان المؤمنين بقدر الله ، ورضاهم بكل ما كتب الله لهم ، ليخبروا المنافقين بأنهم ينتظرون المصائب تلحق بهم كما هم متربصون ، مع بعد المسافة بين الفريقين

05
وقفة بعد الجولة الثالثة

بعد أن بينت آيات الجولة الثالثة أهم الخصائص التي تميز شخصية المنافقين ، وصفاتهم ، وهى مخالفة دين الله ، واعراضهم عن الحق ، وحبهم للشهوات ، واستمرارهم في إيذاء رسول الله ، وادعاء سماعه لكل قول بلا تدبر ، وميلهم إلى الشهوات المنكرة ، وكذبهم في القول ، والحلف ، ورغبتهم في إرضاء المسلمين بالكذب، وكان الأولى بهم أن يرضوا الله ورسوله ، ولا يقصروا اهتمامهم بتوافه الأمور ، واعتذارهم حين ظهور خداعهم بما لا يفيد .. إنهم يقدمون النفاق في صور عملية ظاهرة ، فيأمرون بالمنكر ، وينهون عن المعروف ، ويعصون الله ، ويخالفون شريعته ، وبذلك ظهرت خصائص النفاق ، وتحددت شخصيات المنافقين

06
الجزء الحادي عشر

توطئة: يبدأ الجزء الحادي عشر من الآية (۹۳) من سورة التوبة" ، ويستمر في عرض موضوع السورة التي دارت حوله السورة...لقد أوردت سورة التوبة" صورة العلاقات النهائية بين المسلمين وبين المشركين ، وبينت براءة المسلمين من المشركين بأمر الله تعالى...وحددت السورة العلاقة بين المسلمين ، وأهل الكتاب ، وأمرت المسلمين بالجهاد ، ولامت من تثاقل عن الجهاد حين دعوته إليه ، وعاشت السورة بعد ذلك مع المنافقين ، تبين صفاتهم ، وتفضح نواياهم ، وتوضح كثيرا من مواقفهم ، وتفصل إيذاءاتهم لرسول الله وللمؤمنين ، وهي في كل ما تورده تبين الحق فيه

07
سورة يونس

توطئة: تلتقى سورة "يونس" مع سورة "الأنعام" في كونهما من السور المكية ، وقد تشابها في البدء والختام ففى البدء تناولا قضية تعجب الكافرين والمشركين من بعث رسول من البشر ، وناقشاها بمنطق الحكمة القائم على الفكر الحر ، والنظر الدقيق ففي سورة الأنعام" يقول الله تعالى : ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسِ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لِّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ) وَلَوْ جَعَلْتَهُ مَلَكًا لَّجَعَلْتَهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ )) . وفي سورة "يونس" يقول الله تعالى : ( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ منهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ )

08
صفات المؤمنين والكافرين

يقول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ وَآيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَتِبِكَ مَأْوَنَهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بَدِيهِمْ رَهُم بِإِيمَنِهِمْ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَرُ فِي جَنَّتِ النَّعِيمِ دَعْوَنَهُمْ فِيهَا سُبْحَنَكَ اللَّهُمْ وَتَحِيَّهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَوَاخِرُ دَعْوَنَهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .

صلة الآيات بما قبلها: لما بينت الآيات السابقة الأدلة الكونية والإنسانية الدالة على وحدانية الله وكمال صفاته سبحانه وتعالى جاءت هذه الآيات بصفات من يصدق بهذه الآيات ويؤمن بالله ، ومن يكذبها ، ويكفر بالله ، ومصيرهما في الآخرة .

موضوع الآيات: تبين الآيات أن الذين يغفلون عن آيات الله ، ويكفرون به سبحانه وتعالى سيجعل الله مستقرهم في جهنم جزاء كفرهم ، وأما الذين آمنوا بالله ، وصدقوا بالله ، وبالآيات ، وعملوا الصالحات فإن الله يوفقهم للجنة بنعيمها وآلائها ، وسلامها ، وكثرة الحمد فيها

09
شهادات الآيات على وحدانية الله تعالى

يقول الله تعالى : (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمِّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَرَ وَمَن تخرجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيْتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَيْرُ الْأَمر " فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَابِكُم مِّن يَبْدَوُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَوُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَابِكُم مِّن دِى إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَدِى لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمِّن لَّا هَذِى إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إلَّا ظَنَّا إِنَّ الظَّنِّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ) .

صلة الآيات بما قبلهما: لما بينت الآيات السابقة مصير عبدة الأوثان والأصنام وأظهرت الفضائحالتي تقع بينهم وبين من عبدوهم جاءت هذه الآيات في إظهار الحجج والدلائل المبينة للحق ، والموضحة لفساد الشرك والشركاء

10
دعوة نوح وقصته مع قومه

يقول الله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ، يَنقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مِّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِقَايَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُن أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ أَقْضُوا إِلَى وَلَا تُنظِرُونِ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْتَهُ وَمَن مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْتَهُمْ خَلَفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِفَايَتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُذَرِينَ ) .

صلة الآيات بما قبلها: لما بينت الآيات السابقة مقولات المشركين المنكرة ، وافتراءاتهم الكاذبة جاءت هذه الآيات بقصص بعض الرسل مبتدئة بقصة نوح البيان كيفية أخذ الله الظالمين في الأمم الماضية ليعتبر غيرهم بها ، ويستفيد بدروسها من يأتي بعدهم، وقد فصلت الآيات ضلال قوم نوح ، وقوم موسى عليهما السلام ، وأشارت إلى سائر الأمم ، ووضحت كيفية نجاة المؤمنين ، واستئصال الضالين المشركين

11
قصة يونس

يقول الله تعالى :(فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ ءَامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَتُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَهُمْ إِلَى حِينٍ )

صلة الآية بما قبلها: لما بينت الآية السابقة لعنة الله على الشاكين ، ولحوق العذاب بهم ، جاءت هذه الآية لبيان قبول توبة قوم يونس اللي بعد ظهور علامات العذاب أمامهم لتذكير الناس بعدم اليأس من رحمة الله تعالى

موضوع الآية: تبين الآية أن الله قبل توبة يونس الله بعد ظهور أمارات العذاب أمامهم ، وهذا لم يحدث لغيرهم من أهل القرى لأنهم لم يؤمنوا وظلوا على كفرهم حتى حل العذاب بهم

12
القرآن معجزة الله الخالدة

يقول الله تعالى: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَابِقٌ بِهِ، صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَثُرُ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكُ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلُ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَنهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَبَتِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) .

صلة الآيات بما قبلها: بعد أن بينت الآيات السابقة أن الإنسان يصاب بالبطر والغرور ما لم يكن مؤمنا بالله تعالى ، جاءت هذه الآيات لبيان ضيق النبي ﷺ من كفرهم ، ورد زعمهم أن محمدا اختلق القرآن الكريم من قبل نفسه ، وتثبت أن القرآن الكريم كلام الله ، وتتحدى العرب أن يأتوا بمثل عشر سوء منه .

موضوع الآيات: تبين الآيات أن رسول الله كان يتألم من تمسك الكفار بشركهم ، وطلبهم معجزات خاصة تعنتا واستهزاء ، وتتحدى المشركين أن يأتوا بمثل عشر آيات من القرآن الكريم إن أنكروا أنه كلام الله تعالى .

13
خسارة طالب الدنيا وحده

 أَوْلَتَبِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَنطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

صلة الآيتين بما قبلهما: لما بينت الآيات السابقة عجز المشركين عن الإتيان بمثل عشر آيات من القرآن الكريم جاءت هاتان الآيتان لبيان أن من تمسك بالدنيا وعمل لها فقط ينالها ، ويخسر الآخرة ، ولا يلقى فى الآخرة إلا نار جهنم .

موضوع الآية: تبين الآيتان أن من قصد بعمله الدنيا وما فيها من زينة يوفى الله له عمله فيها ، وليس لهؤلاء في الآخرة إلا العذاب وبئس المصير

14
مقاصد الوحي في إيراد القصص

يقول الله تعالى: ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ وَمَا ظَلَمْتَهُمْ وَلَكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ وَالِهَهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْسِيبٍ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنْ أَحْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ومَا تُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ) .

صلة الآيتين بما قبلهما: بعد أن بينت الآيات السابقة سبع قصص الرسل الله مع أقوامهم جاءت هذه الآيات لبيان سبب نزول القصص في القرآن الكريم

موضوع الآيات: تبين الآيات أن الله أنزل أبناء القرى السابقة للاعتبار والعظة والاستفادة بها

15
الخاتمة

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والشكر له سبحانه أن أعانني على إتمام المجلد السابع ، واسأله أن يمدنى بالطاقة ، وييسر لى الطريق ، ويرزقنى يقظة الهمة ، ومواصلة العمل ، ويذلل الصعاب ويقرب أمامى البعيد لاستمر فى العطاء حتى ألقى الله تعالى...إن أملى أن أحقق أكبر قدر من هذا التفسير ركائز القدوة في تفسير الدعوة"، وهذا الأمل معلق بإرادة الله وقدرته ، وهو على كل شئ قدير ، وقد حدث خلال عملى أن حان أجل ابنتى "إيمان" فانتقلت إلى رحاب ربها ، ومعها إيمانها ، وعملها أسأل الله لها المغفرة والرحمة ، وجنات النعيم ، وأن يلهمني الصبر حتى تلقاها ، والله راض عنا ...

 

الى الاعلى