الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ،،فلقد أنعم الله علي وأكرمنى بالانتهاء من تفسير سورة "الأنفال" مع نهاية المجلد السادس من مؤلفى ركائز القدوة في تفسير الدعوة ... وذلك في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك عام ١٤٣٢هـ وها أنا ذا أبدأ في التفسير بعد ذلك في نفس الشهر الكريم وبين جنبات بيت الله الحرام في مكة المكرمة، إن هذا الجو الروحاني يغمر حياتي بنور الله تعالى ، ويأخذني إلى جو ملئ بالحب ، والأمل ، مفعم بالرضى ، والنشاط، إني أعتز بحبى الله ورسوله ، وآمل أن يلهمنى الله التوفيق والسداد ، وأن يوفقني للعمل ، ويعطيني القوة لأعيش مع كتاب الله حتى ألقاء ،إني أشعر بالرضى فيما أكتب مع إيماني بأنه جهد المقل ، وحسبي أني أبذل في هذا التفسير جهدى ، وأعمل راجيا إتمامه ، أو عند القدر الذي يقدره الله لي وتصورى لهذا التفسير أن يفتح الباب لظهور علم من علوم الدعوة ، يفيد حركة الدعوة ، ويمد الدعاة بزاد يحتاجون إليه ليثمر البناء ، ويعلو الصرحوترتبط حركة الدعوة إلى الله تعالى بالقرآن الكريم مصدرها الأول، إن الركائز التي استنبطها من الآيات هي لمحات تبرز من الآية هداها ، وتضع القرآن الكريم بركائزه وتوجيهاته في مكتبة الدعاة دستورا عمليا ينشط الهمم ، ويحدد الطريق ، وسأستمر في منهجى الذى اتبعته في المجلدات السابقة ، وهو منهج يجعل المعنى مرتبطا باللفظ ، ويصير الكلمات بألفاظها ومعناها محركة للقلوب ، والعقول ، وشاهدة على أثر القرآن الكريم في الدعوة ، وحياة الناس