تدور سورة النحل" حول الموضوعات التالية :
(۱) بيان وحدانية الله تعالى وتأكيد تفرده بكل صفات الكمال التي تليق به سبحانه وتعالى ، وتورد لذلك الكثير من الحجج العقلية ، والإنسانية ، والكونية ، وتفصل هذه الحجج للناس لعلهم يعقلون ويفكرون ، ويهتدون . وترد السورة مزاعم الشرك والمشركين ، وتحذر مما حل بالأمم السابقة من هلاك وعذاب
(۲) تثبت السورة نبوة محمد ، وتبين أنه بعث بدين أبيه "إبراهيم" القيم وتحذر من الارتداد عن الإسلام بعد الدخول فيه ، وتناقش مواقف المشركين من الوحى ومن رسالة الرسول ، وترد ضلالهم يقول الله تعالى : ﴿ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَاوِي الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَتَقُونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ) ، ويقول : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانُ عَرَبِيٌّ مبين )) .
(۳) توضح السورة البعث ، وتثبته ، وتبين اقترابه ، وترد مزاعم المشركين حوله . يقول الله تعالى : ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَنِنِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) .
٤) تثبت السورة مكارم الأخلاق كالعدل ، والإحسان ، والبر ، والمواساة ، والوفاء ، والبعد عن الفحشاء والمنكر وغيرها من الآفات وسوء الأخلاق ، يقول الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَايِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَنهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
(٥) تحدد السورة طرق الدعوة إلى الله تعالى ، وتضرب عددا من أساليب الدعوة مثل القسم ، والجدل الحسن ، وضرب الأمثال ... الخ . وتبين المنهج الشامل للدعوة ، وذلك في قوله تعالى : ( أَدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبِّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) .