الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...وبعد فكان من توفيق الله تعالى لى أن أعاننى على الانتهاء من المجلد الثامن الذي انتهى بتفسير سورة "النحل" . وها هو المجلد التاسع أبدأ فيه بتفسير سورة الإسراء" ، وأسأل الله سبحانه وتعالى المعونة والتوفيق حتى أستفيد بعمري فيما يفيدني عند ربي وأحب أن أوضح المنهج الذي بينته في المجلد الأول ، حيث التزمت بالمعنى الذي ذكره المفسرون القدامى والمعاصرون ، وبخاصة من نحا منهم نحو عرض الآيات ، وابراز ما فيها من حجج وبراهين وساقها إلى الغايات التي نزلت لتحقيقها وأذكر أن مرجعي هي كتب التفسير ، وعلوم القرآن التي ذكرتها في مقدمة المجلد الأول على أن أبسط ما يحتاج لبسط منى ، وأن أوجز في الآيات التي لا تحتاج لبسط وأبين أن غايتي من هذا التفسير هى ابراز ركائز القدوة من خلال التفسير لتكون منارات ساطعة توضح المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله تعالى إن من إعجاز القرآن الكريم إيراده للآيات الكونية ، وتكرارها في آيات وسور كثيرة بأساليب وطرق متعددة ، ولغايات مختلفة بلا ملل ، أو سأمة حتى نرى الموضوع في كل مرة جديدا في أسلوب عرضه ، وطريقة تناوله ، وفي ملامسته لعناصر الإنسان المختلفة ، وفي توجهه كل مرة إلى طائفة من الناس ... ودائما يظهر في كل مرة جديدا متجددا . ولعل هذا التنوع يقدم الركائز الدعوية العديدة لأن كل حالة تقدم نموذجا معينا يمكن الاستفادة به فيما يشبهه من الحوادث ، والأشخاص ... ونلاحظ في هذا التنوع تصويره لعناصر الإنسان التي يوضحها مع الحدث ، فتارة يتضح التركيز على الجانب العقلى والفكرى ، وتارة يظهر إثارة الجانب النفسى العاطفى ، ومرة يجسد الجانب العدواني في الإنسان ، وفي حالات كثيرة نرى الجحود والجمود الذى يعيش فيها الظالمون .