الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد ،، فقد أعانني الله تعالى وانتهت من تفسير المجلد الحادي عشر من مؤلفي . ركائز القدوة في تفسير الدعوة" الذي انتهى بتفسير سورة "ص" ... وقد سرت فيه على نفس المنهج الذي اتبعته في المجلدات السابقة ، وهو المنهج الذي وضحته في المجلد الأول . وقد حاولت فيه إيراد عدد من آيات السورة ذات الموضوع الواحد وتقسيمها إلى مقاطع ، أو مشاهد ، أو مواقف ، وتفسيرها متتابعة لأقدم الموضوع مترابطا ، على أن أوضح الركائز بعد الانتهاء من تفسير عدد من الموضوعات المتشابهة ، مثل قصص الأنبياء ، أو الآيات الكونية ... أو غير ذلك ... وقد اخترت إيراد تفصيلات عديدة ، وركائز كثيرة غير الركائز التي ذكرتها في السور السابقة في هذا التفسير ، وان تشابه موضوع الآيات إن السورة المكية تتشابه في الغايات التي تقصدها ، والأهداف التي ترجوها ، ومهما تنوعت أساليبها ، وتعددت قضاياها فهى كلها تتجه إلى إثبات العقيدة الصحيحة ، وتأكيد أركانها، ولذلك اقتربت صور الركائز المستفادة منها. إن موضوعات السور المكية هى موضوعات العقيدة الإسلامية ، والآيات والبراهين والأدلة في هذه السورة تقدم العديد من الأساليب الدعوية ، وتوضح المناهج المفيدة في دعوة سائر الطوائف الاجتماعية ، وتناقش كافة الانحرافات المذهبية والفكرية ، وتوضح التباين الكبير في الطبائع الإنسانية والبشرية. ومع الوحدة الموضوعية نجد التنوع في المنهج ، والأسلوب ، والتوجيه وهذا يؤكد أن القرآن الكريم هو كتاب الدعوة ، وهو والتأثير بصور عديدة رسالة البلاغ ، الذي تبشر ، وتنذر ، وتدعو إن ركائز الدعوة هي الأسس الرئيسية في منهج الدعوة ، وآمل من تحديدها ، وبيانها أن تكون وسيلة عملية متصلة بالآيات يستفيد الدعاة بها ويستنبطونها ، وهم يعملون في رحاب القرآن الكريم وآمل أن يحذو المخلصون من الدعاة والعلماء حذو هذا التفسير ، ويأخذون من القرآن الكريم الدروس والعبر لتكون ركائز لهم ، وهو يحدثون الناس ... وياحبذا أن يجمعوا ما فتح الله عليهم به في مؤلف مطبوع إثراء للركائز ، وتعاونا في الغاية التي دفعتني إلى هذا التفسير - تفسير الدعوة .. إني أسأل الله تعالى أن ينفعنى به في الآخرة ، وأن ينفع به المسلمين في الدنيا ، وأن يصير منارة هادية للدعاة إلى الله تعالى . والله من وراء القصد ... وهو حسبي ونعم الوكيل .