الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد ،، فقد انتهيت بفضل الله وتوفيقه من تفسير المجلد الثاني عشر من مؤلفي . ركائز القدوة في تفسير الدعوة" الذي انتهى بتفسير سورة الطور" ، وما كان لي أن أصل لذلك لولا فضل الله تعالى . وأكرر شكرى الله أن جعل حياتي في مجال الدعوة إليه علما وعملا ، ووجهني لوضع هذا التفسير لأقف من خلاله على تفاصيل الآيات ، والبراهين والحجج التي وضعها الله في كتابه العزيز لتثبيت قضايا الدعوة ، واقناع المدعوين بها ، ولتصير زادا للدعاة يعرفون بها الحقيقة ، ويقفون على جوانبها العديدة ، ويقدمونها لمدعويهم بأسلوب بياني بليغ ، وطريقة مقبولة ، تمكنهم من حسن الخطاب ، وحسن التلقى . لقد قدم القرآن الكريم البرهان الواحد ، بأوجه شتى ، وبأساليب عديدة ، وبتكرار يطول أحيانا ، ويقصر في أحيان أخرى مع الإتيان بالجديد في كل مرة حتى لا يحدث ملل أو سامة يجد الدعاة أنفسهم عند قراءتهم أو سماعهم لكتاب الله تعالى أنهم أمام روعة آيات القرآن الكريم ببيانها ، وتعدد جوانب دلالاتها ، ومنهجيتها المعجزة في الوصول إلى الغايات المأمولة، والوصول للعقل، والروح، والوجدان.