Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان - الجزء الثالث

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن والاه من المسلمين وبعد ... فلقد أعانني الله تعالى فانتهيت من تأليف الجزء الثاني من مؤلفي "ركائز القدوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" وفيه حاولت شرح الحديث شرحاً يبين معناه ، ويوضح غريبه كما جاءت في شروح صحيحي البخاري ومسلم، وحللت أحاديث كل باب لاستنباط بعض الأحكام والحكم ، واستخرجت أهم الركائز التي هداني الله تعالى إليها، وقد أوردت أهم الأحكام المستفادة من الحديث بصورة إجمالية مكتفياً فيها بآراء جمهور الفقهاء ، وآراء أصحاب المذاهب الأربعة كما جاءت في شروح الصحيحين غالباً . (ولقد انتهى الجزء الثاني عند( باب سجود التلاوة ) وهو الباب التاسع عشر من كتاب (المساجد و مواضع الصلاة) ولذا سيبدأ الجزء الثالث بالباب العشرين وهو ( باب الذكر بعد الصلاة ) من كتاب( المساجد ومواضع الصلاة ) وسأتبع في دراسته نفس المنهج الذي سرت عليه في الجزءين الأول والثاني المشتمل على المسائل التالية :-

 أولاً : تحديد موضوع أحاديث الباب كما هو في العنوان بشيء من التفصيل

ثانياً : بيان الدلالات اللغوية لأحاديث الباب لمعرفة معاني الألفاظ، ودلالات كلمات الحديث اللغوية، والوقوف على إشارات بعض الأحكام الفقهية كما بينها الفقهاء .

ثالثاً : بيان المعنى العام لأحاديث الباب لإيجاز القضايا التي تناولتها باختصار ..

رابعاً : إبراز أهم الركائز الدعوية والإيمانية التي يمكن استنباطها من أحاديث الباب ، وتشير إليها الأحاديث بصورة ضمنية .

خامساً : ذكر الفوائد التي يمكن استنباطها من أحاديث الباب .

سادساً : اكتفيت في تخريج الحديث باسم الكتاب والباب ، ورقم وروده لأتجنب اختلاف الطبعات .

وبذلك أتمنى تحقيق ما أرجوه من الكتاب ، بشرح أحاديثه ، وبيان أهم أحكامه، وأخذ الدروس والعبر منه، والله من وراء القصد ، وهو حسبي ، ونعم النصير.

01
استحباب التعوذ من عذاب القبر

حديث عائشة ل ـ قالت: دخلت عليَّ عجوزان من عجز يهود المدينة .. فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذبتهما ولم أنعم أن أصدقهما... فخرجتا...ودخل علي النبي ﷺ فقلت له: يا رسول الله، عجوزان، وذكرت له..فقال ﷺ: صدقتا، إنهم يعذبون عذابًا تسمعه البهائم كلها.. فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.

02
ما يستعاذ منه في الصلاة

حديث عائشة ل ـ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال، حديث عائشة زوج النبي ﷺ أن رسول الله ﷺ كان يدعو في الصلاة (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المآثم والمغرم)...فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟...فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف...حديث أبي هريرة ﷺ ـ قال: كان رسول الله ﷺ يدعو:(اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال).

03
استحباب الذكر بعد الصلاة

حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ وَرَادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قل : أَمْلَى عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فِي كِتَابٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ ه ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلَّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدُ مِنْكَ الْجَدُ. ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُور مِنَ الأمْوالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلا ، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُم فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالِ يَحُجُونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ .. حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله ، قَالَ : جَاءَ الْفُقَرَاءِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالُوا :....قَالَ : أَلا أُحَدِّثْكُمْ بِمَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ ، وَلَمْ يُدْرِكُكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ ، تُسبِّحُونَ ، وَتَحْمَدُونَ ، وَتَكبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا ، فَقَالَ بَعْضُنَا : نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلاثِينَ ، وَنكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ﷺ

04
ما يقال بين تكبيرة الإحرام

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةَ هُنَيَّةً ، فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ ؟ .. قَالَ : أَقُولُ : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقْنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالتَّلْجِ وَالْبَرَدِ

05
استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة

حديث أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ ، عَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُوا...حديث أَبِي قَتَادَةَ لله ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟ .. قَالُوا : اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ : فَلا تَفْعَلُوا ، إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا ، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُوا

06
أوقات الصلوات الخمس

حديث أبي مَسْعُودٍ له ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمْنِي فَصَلَّيْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ يَحْسُبُ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتِ حديث أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ - رضي الله عنهما - ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيز الله أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْعِرَاقِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ الله ؛ فَقَالَ : مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؛ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ ، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ ... ؟ ، ثُمَّ قَالَ : بِهَذَا أُمِرْتُ فَقَالَ عُمَرُ لِعُرْوَةَ اعْلَمُ مَا تَحَدَّثُ بِهِ، أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ ال هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَقْتَ الصَّلَاةِ ... قَالَ عُرْوَةُ له: كَذلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أخرجه البخاري في: حديث عَائِشَةَ ل أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ

07
استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ. حديث أَبِي ذَرَّ له ، قَالَ : أَذَّنَ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ ﷺ الظهر. فَقَالَ : أَبْرِدْ أَبْرِدْ أَوْ قَالَ : انْتَظِرُ انْتَظِرُ. وَقَالَ : شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى رَأَيْنَا فَيْءَ التَّلُولِ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ : اشْتَكَتِ النَّارِ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا؛ فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفْسٍ فِي الشَّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ

08
استحباب التبكير بالعصر

حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكِ هُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةً حَيَّةً ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالِ، أَوْ نَحْوِهِ حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الله ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ اللهِ ، قَالَ : صَلَّيْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الظُّهْرَ، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَوَجَدْنَاهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ. فَقُلْتُ : يَا عَمِّ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّيْتَ قَالَ : الْعَصْرُ ، وَهَذِهِ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الَّتِي كُنَّا نُصَلِّي مَعَهُ حديث رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ له ، قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْعَصْرَ، فَتَنْحَرُ جَزُورًا فَتَقْسَمُ عَشْرَ قِسْمٍ، فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ

09
فضل صلاتي الصبح والعصر

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ ، مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ .. حديث جَرِيرِ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً ، يَعْنِي الْبَدْرَ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ ، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ، ثُمَّ قَرَأَ قوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا  حديث أبي مُوسَى اللهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ

10
فضل صلاة الجماعة

حديث أبِي هُرَيْرَةَ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمِيعِ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ وَحدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جَزْءًا، وتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ .. ثُمَّ يَقُولُ أَبُوهُرَيْرَةَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا .. حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ م أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْقَذْ بِسَبْعِ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذِّنَ لَهَا ، ثُمَّ امْرَ رَجُلاً فَيَؤُم النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ اللهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : لَيْسَ صَلَاةً أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً يَؤُمُ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذُ شُعَلاً مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لَا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدُ .

11
الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر

حديث عِتْبَانَ بْنِ مَالِكِ الله وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي ، وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي، فَإِذَا كَانَتِ الْأَمْطَارُ سَالَ الْوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِي مَسْجِدَهُمْ ، فَأَصَلِّي بِهِمْ، وَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي فَأَتَّخِذَهُ مُصَلَّى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .. قَالَ عِتْبَانُ : فَغَدَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَبُو بَكْرِ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ ، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ، فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسُ حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ ، ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ ؟ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَكَبَّرَ، فَقُمْنَا فَصَفَّنَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ...قال عتبان : وَحَبَسَنَاهُ عَلَى خَزِيرَةٍ صَنَعْنَاهَا لَهُ ، فَتَابَ فِي الْبَيْتِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ، فَاجْتَمَعُوا؛ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ أَوِ ابْنُ الدُّخْشُنِ ؟ .. فَقَالَ بَعْضُهُمْ : ذَلِكَ مُنَافِقٌ لَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : لا تَقُلْ ذلِكَ ، أَلَا تَرَاهُ قَدْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، يُرِيدُ بِذلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ؟! قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إله إلا اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ .. حدیث مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الله زَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجْهَا مِنْ دَلْوِ كَانَ فِي دَارِهِمْ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ عِتْبَانَ حَدِيثَهُ السَّابِقَ.

12
فضل الجماعة وانتظار الصلاة

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنه قَالَ : صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إلا الصَّلاةَ ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ ، وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ في صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ ، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ : اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثُ فِيهِ.

13
المشي إلى الصلاة

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ الله أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابٍ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ ذلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ ؟ .. قالُوا : لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا .. قَالَ : فَذَلِكَ مِثْلُ اصَّلَواتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا  .. حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنه قَالَ : مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَو رَاحَ.

14
استحباب القنوت في جميع الصلاة

حديث أبي هُرَيْرَةَ هُ قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ يَقُولُ : سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ يَدْعُو لِرِجَالِ فَيُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ؛ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدِ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأتَكَ عَلَى مُصْرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، ... وَأَهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ مِنْ مُصْرَ مُخَالِفُونَ لَه حديث أنس له ، قَالَ : قَنَتَ النَّبِيُّ ﷺ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلِ وَذَكْوَانَ  حديث أَنَسٍ الله عَنْ عَاصِمٍ له ، قَالَ : سَأَلْتُ أَنَسَا الله ، عَنِ الْقُنُوتِ ؟ قَالَ : قَبْلَ الركوع . فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانَا يَزْعُمُ أَنَّكَ قُلْتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ ؟ فقال: كذب ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ، أَنَّهُ قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرَّكُوعِ يَدْعُو على أَحْيَاءِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ .

15
صلاة المسافرين

السفر تعب بدني ، وآلام نفسية وعقلية ، لما فيه من كثرة الحركة ، والانتقال من مكان إلى مكان ، وجهد مبذول مع الاثقال المحمولة ، والأعراض المقصودة ، ولما يصاحبه من ترك للأوطان ، وبعد عن الأهل والأبناء ، وللمجهول الذي يحيط بالسفر من ناحية الناس والنتائج .. لهذا وغيره شرع الله تعالى للسفر أحكاما خاصة ، وأدابا معينة ، فجعل المسافر ضيفا على من ينزل عليه ، له حقوقه التي تحقق له الأنس ، والشعور بالأخوة مع من يسافر إليهم .. ومما شرعه الله تعالى للمسافر : أن أباح له الفطر في رمضان ، مع القضاء بعد الرجوع من السفر ، وشرع قصر الصلاة وجمعها للتخفيف ، ومراعاة لحال المسافرين إن قصر صلاة المسافرين رخصة يحب الله تعالى للمصلي ان يقوم بها ، ويفرح بأدائها إقرارا بها ، واعترافا بفضل الله ورحمته التي أحاط بها عباده المسلمين .. ولا يقال إن السفر اليوم فسحة مريحة ، واستقرار أمني..ينزل فيه المسافر في البنايات الضخمة ، ويأكل في المطاعم الفاخرة ، مما يسقط قصر الصلاة ، ولا يحتاج المسافر إلى الأفطار في رمضان ؛ لأن تخفيف الله تعالى للمسافرين صدقة ، تصدق الله بها على عباده ، ولن يرجع الله في صدقته ، فله الحمد وله الشكر

16
قصر صلاة المسافرين

حديث عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ل قَالَتْ : فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضْهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ ، فَأُقِرِ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ.حديث ابْنِ عُمَرَم عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ هُ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ م فَقَالَ : صَحِبْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَلَمْ أَرَهُ يُسَبِّحُ فِي السَّفَرِ وَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أَسْوَةٌ حَسَنَةٌ حديث أَنَسِ له ، قَالَ : صَلَّيْتُ الظُّهْرَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ. حديث أنس له قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَة.

17
الصلاة في الرحال في المطر

حديث ابْنِ عُمَرَ م أَنَّهُ أَذَّنَ بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّجَالِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ، إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ ذاتُ بَرْدٍ وَمَطَرٍ، يَقُول : أَلَا صَلُّوا فِي الرِّجَالِ .

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ م قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ : إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَلَا تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قُلْ : صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَذْكَرُوا . قال ابن عباس م : فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ.

18
جواز صلاة النافلة على الدابة

حديث ابْنِ عُمَرَ م قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ ، يُومِيُّ إِيمَاءَ، صَلَاةَ اللَّيْلِ إِلَّا الْفَرَائِضَ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ .. حديث عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الله أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ ﷺ صَلَّى السُّبْحَةَ بِاللَّيْلِ فِي السَّفَرِ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْتُ تَوَجَّهَتْ بِهِ حديث أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ: اسْتَقْبَلْنَا أَنَسَاءَ حِينَ قَدِمَ مِنَ الشَّامِ فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حِمَارِ ، وَوَجْهُهُ مِنْ ذَا الْجَانِبِ، يَعْنِي عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ فَقُلْتُ : رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَقَالَ : لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ.

19
جواز الجمع بين الصلاتين في السفر

حديث ابْنِ عُمَرَ م قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ إِذَا أَعْجِلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ . حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الله قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيعَ الشَّمْسُ أَخَرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا ، فَإِنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى الظُّهْرِ ثُمَّ رَكِبَ.

20
فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن

حديث ابْنِ عُمَر م قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْد الظَّهْرِ ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، وَسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ ؛ فَأَمَّا الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ، فَفِي بَيْتِهِ.

21
جواز النافلة قائما وقاعدا

حديث عَائِشَة قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَأُ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ جَالِسًا حَتَّى إِذَا كَبِرَ قَرَأَ جَالِسًا ، فَإِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَهُنَّ ثُمَّ رَكَعَ. حديث عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ل أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا ، فَيَقْرأُ وَهُوَ جَالِسٌ فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ نَحْو مِنْ ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَهَا ، وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ، يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذلِكَ، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ نَظَرَ، فَإِنْ كُنْتُ يَقْضَى تَحَدَّثَ مَعِي، وَإِنْ كُنْتُ نَائِمَةً اضْطَجَعَ.

22
صلاة الليل وعدد ركعات النبي ﷺ

حديث عَائِشَةَ ل عَنْ أَبِي سلمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ : كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ : مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا قَالَتْ عَائِشَةُ  :فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ ؟ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي  حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ؛ مِنْهَا الْوِتْرُ ، وَرَكْعَتَا الْفَجْرِ .. حديث عَائِشَةَ ل عَن الأَسْوَدِ ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ ل كَيْفَ كَانَ صَلَاةُ النَّبِيِّ ﷺ بِاللَّيْلِ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ ، وَيَقُومُ آخِرَهُ ، فَيُصَلِّي ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَثَبَ فَإِنْ كَانَ بِهِ حَاجَةً اغْتَسَلَ، وَإِلَّا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ . حديث عَائِشَةَ ل عَنْ مَسْرُوقِ اللهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ؟ قَالَتِ : الدَّائِمُ قُلْتُ : مَتَى كَانَ يَقُومُ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَقُومُ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : مَا أَلْفَاهُ عِندِي إِلَّا نَائِمًا تَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ .. حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : كُلَّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، وانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ.

23
الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه

حديث أبي هُرَيْرَةَ الله أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخر، يقولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ ... مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ .... مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟

24
الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ الله أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ  .. حديث عَائِشَةَ ل أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ، فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا ، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا ، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَصَلُّوا بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ حَتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ؛ فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا.

25
الدعاء في صلاة الليل وقيامه

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ م قَالَ : بِتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ ل فَقَامَ النَّبِيُّ فَأَتَى حَاجَتَهُ ، غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوعَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ، وَقَدْ أَبْلَغَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَرْقِبُهُ، فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ صَلَاتُهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ فَآذَنَهُ بِلاَلٌ بِالصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّاً ؛ وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا ، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا .. قَالَ كُرَيْبٌ (الرَّاوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ، فَلَقَيْتُ رَجُلاً مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ فَذَكَرَ عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَيَشْرِي، وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ ) 

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ م أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِندَ مَيْمُونَةً زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ وَهِيَ خَالَتَهُ، فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ،.اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَواتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنَّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي .. قَالَ ابْنُ عَبَّاسِ : فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ؛ ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ 

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ م قَالَ : كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ ﷺ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَعْنِي بِاللَّيْلِ ... حديث ابْنِ عَبَّاسٍ م قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاءَكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ،وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْلِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلهِي لَا إِلَهَ إلا أَنْتَ

26
كتاب الجمعة

يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع ، وأحسنها عند الله تعالى ، جعله الله عيدا أسبوعيا للمسلمين ، ففيه تتوحد مشاعرهم ، وتوجههم له تعالى في منسك واحد ، وقد كان يوم الجمعة قبل الإسلام محل تقدير عند العرب يلتقي فيه خطباؤهم وشعراؤهم ، للبيان والمفاخرة ، وسموه بـ ( يوم العروبة ) ، ومعناه البيان العظيم، وأول من سمى اليوم بالجمعة هم الأنصار في المدينة ، فلقد جاءوا للنبي وقالوا له : لليهود يوما يجتمعون فه كل سبعة أيام ، وكذا للنصارى ، فهلم فلنجعل يوما نجتمع فيه ، ونذكر الله ، نصلي له ، ونشكره ، فعرفهم الله تعالى بيوم الجمعة ، وهو يوم العروبة لديهم ، فلما اجتمعوا للصلاة سموه يوم الجمعة، ويوم الجمعة يكون بمعنى اسم المفعول أي المجموع فيه ، ويكون بمعنى اسم الفاعل أي الجامع للناس ، والتاء في الجمعة للمبالغة

عن سعد بن عبادة ، أن رجلا قال : ( يا رسول الله ، أخبرنا عن يوم الجمعة ، ماذا فيه من الخير ؟ قال ﷺ : " فيه خمس خلال : فيه خلق الله آدم الله ، وفيه أهبط الله آدم الله ، وفيه توفى الله آدم الله ، وفيه ساعة لا يدعو فيها مسلم إلا آتاه الله إياه ، ما لم يسأل إثما ، أو قطيعة رحم ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملك مقرب ، ولا أرض ، ولا جبال ، ولا ريح إلا وهي تشفق من يوم الجمعة )

27
الاستعداد ليوم الجمعة

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر م أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ...حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَ أَنَّ عُمرَ بْنَ الْخَطَّابِ قال : بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلَينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ، فَنَادَاهُ عُمَرُ : أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ ؟ قَالَ : إِنِّي شُغِلْتُ فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ، فَلَمْ أَزِدْ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ فَقَالَ عمر : وَالْوُضُوءُ أَيْضًا ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ والتبكير ، والذكر ، والدعاء

28
وجوب غسل الجمعة على كل بالغ

حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ للهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ .. حديث عَائِشَةَ ل زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَالْعَوَالِي فَيَأْتُونَ فِي الْغُبَارِ يُصِيبُهُمُ الْغُبَارُ وَالْعَرَقُ، فَيَخْرُجُ مِنْهُمُ الْعَرَقَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : لَوْ أَنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَوْمِكُمْ هَذَا، حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : كَانَ النَّاسُ مَهَنَةَ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانُوا إِذَا رَاحُوا إِلَى الْجُمُعَةِ رَاحُوا فِي هَيْئَتِهِمْ ، فَقِيلَ لَهُمْ لَوِ اغْتَسَلْتُمْ

29
الطيب و السواك

حديث أَبِي سَعِيدٍ له قَالَ : أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ،قَالَ : الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا، إِنْ وَجَدَ .. حديث ابْنِ عَبَّاسٍ م عَنْ طَاوُسٍ هِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاس: أَيَمَسُّ طيبًا أو دُهْنَا إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ ؟ .. فَقَالَ: لَا أَعْلَمُهُ .. حديث أبِي هُرَيْرَةَ الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ 

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ

30
الساعة التي في يوم الجمعة

حديث أبي هريرةَ لله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: فِيهِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا

31
صلاة الجمعة حين تزول الشمس

حديث سَهْلِ اللهِ قَالَ : مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ...حديث سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ اللهِ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْجُمُعَةَ ثُمَّ تَنْصَرِفُ وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٍّ نَسْتَظِلُّ فِيهِ

32
التحية و الإمام يخطب

حديث جَابِرٍ قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ فَقَالَ لَه: أَصَلَّيْتَ ؟ قال الرجل: لا قَالَ : فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﷺ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، وَهُوَ يَخْطُبُ : إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ أَوْ قَدْ خَرَجَ فَلْيُصَلَّ رَكْعَتَيْنِ.

33
صلاة العيدين

العيد اسم يطلق على محل الإجتماع مشتق من عاد يعود ، كأن الجماعة عادت إلى الاجتماع لما اعتادوه ، والعرب يملأون أعيادهم بالفرحوالسرور، وقد شرع الله تعالى للمسلمين عيدين في العام جعل كل منهما عقب عبادة مفروضة ، فجاء عيد الفطر عقب صوم رمضان ، وجاء عيد الأضحى عقب الحج ... وكان العرب قبل الإسلام يلعبون ويلهون في يومين ، فلما قدم رسول الله الله المدينة أبدل بهذين اليومين العيدين .. يقول أنس بن مالك لله : قدم رسول الله ﷺ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : " ما هذان اليومان ؟ " قالوا : يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله ﷺ : " إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ، ويوم الفطر).

وقد شرع الله تعالى للمسلمين العيدين في السنة الثانية من الهجرة الشريفة ، حتى لا يتشبه المسلمون بغيرهم، ويختلفون بأعيادهم وفق منهج إسلامي خالص فيه الفرح والسرور ، وفيه الذكر والدعاء ، وفيه الحب والمودة، ومن المؤسف أن المسلمين اليوم يحتفلون بالأعياد بعيدا عن الروح الإسلامية الخالصة ، ويملأونها باللعب والهوى ، والبعد عن منهج الله تعالى ، فعيد المسلمين اليوم سفور واختلاط ، وارتكاب المنكرات من الأقوال والأفعال ، وهذا أمر لا يصح للمسلمين أن يفعلوه .

34
الترتيب بين الصلاة والخطبة في العيد

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ م قَالَ : شَهِدْتُ الْفِطْرَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ يُصَلُّونَهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ ، ثَمَّ يُخْطَبُ بَعْدِ خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجْلِسُ بِيَدِهِ، ثُم أَقْبَلَ يَشُقُهُمْ، حَتَّى جَاءَ النِّسَاءَ، مَعَهُ بِلَالٌ فَقَالَ : يَتَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ الآيَةَ .. ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ مِنْهَا : أَنْتُنَّ عَلَى ذلِكِ ؟..فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ، لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا : نَعَمْ . قَالَ : فَتَصَدَّقْنَ ..... فَبَسَطَ بِلاَلٌ ثَوْبَهُ ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ لَكُنَّ فِدَاءً أَبِي وَأُمِّي، فَيُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ...حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَامَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ الْفِطْرِ فَصَلَّى، فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ خَطَبَ ، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَرَهُنَّ ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلاَلٍ، وَبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ، يُلْقِي فيه النِّسَاءُ الصَّدَقَةَ ، حديث ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﷺ قَالَا: لَمْ يَكُنْ يُؤَذِّنُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَلَا يَوْمَ الْأَضْحَى  .. حديث ابْنِ عَبَّاسِ مَ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ اللهِ فِي أَوَّلِ مَا يُويِعَ لَهُ ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَإِنَّمَا الْخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلاةِ.  حديث ابْنِ عُمَرَ م : قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ م يُصَلُّونَ الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ له قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ ، ثُمَّ يَنْصَرِف قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ، فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي، فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَجَبَذَنِي، فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاةِ. فَقُلْتُ لَهُ: غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ . فَقَالَ : أَبَا سَعِيدٍ قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ. فَقُلْتُ : مَا أَعْلَمُ، وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا لَا أَعْلَمُ. فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاةِ

35
الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد

حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : دَخَلَ أَبُو بَكْرِ وَعِنْدَي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ ، تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عيدنا. حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ، فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، فَقَالَ : دَعْهُمَا..فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ فِيهِ السُّودَانُ بالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ ، وَإِمَّا قَالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ ، حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ : حَسْبُكِ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ: فَاذْهَبِي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله قَالَ : بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ بِحِرَابِهِمْ ، دَخَلَ عُمَرُ الله فَأَهْوَى إِلَى الْحَصَى فَحَصَبَهُمْ بهَا ، فَقَالَ : دَعْهُمْ يَا عُمَرُ

36
كتاب الاستسقاء

الاستسقاء لغة طلب سقيا الماء للنفس أو للغير ، وهي عند الفقهاء ، طلب الماء من الله تعالى عند حصول الجدب على وجه مخصوص ، في حالات وأوقات مخصوصة، إن نعم الله تعالى عديدة ، وهي مبثوثة في كل خلق الله ، ومنها نعمة الماء والهواء يأتيان لكل إنسان حيث هو، سواء كان في الحضر أو السفر ، وهما نعمتان ضروريتان لصون الحياة لكل مخلوق ، والإنسان مطلقا لا يستغني عنهما أبدا ، ومع حاجته ينسى المنعم الذي خلقهما ، وسيرهما ، وملأ الوجود بهما ، ولا يصح منه ذلك إن الإنسان يحيا بهذه النعم ويغفل خالقها ، فيستنشق الهواء ولا يفكر في مرسله ، ويشرب الماء ولا يتدبر فيمن جعله عذبا فراتا ، وسخره لكل موجود ليعلم الإنسان قيمتها ، ويقدر صانعها ويطلب منه أن لا يحرمه منها ومنها نعمة الماء التي يستفيد به كل المخلوقات ، يسقي بها الفلاحزرعه ، ويسقي بها الراعي أنعامه ، ويحتاجها البدوي ليصون بها حياته ، ولا يستغني عنها الحضري ومن تحت الأرض أو في الجو .. وحتى تدوم هذه النعم شرع الله تعالى للناس طريق طلب الماء ، ليعلموا أن الفضل بيد الله يقول له : وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ، وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ )

37
رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء

حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا فِي الْإِسْتِسْقَاءِ ، وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ

38
الدعاء في الاستسقاء

حديث أنس بْنِ مَالِكَ له قَالَ : أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةً عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِي، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللهَ لَنَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ فَزَعَةً، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ ﷺ ، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ ، وَبَعْدَ الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى . فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ ، أَوْ قَالَ غَيْرُهُ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا ، وَلَمْ يَجِيءُ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ

39
التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر

حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا رَأَى مَخِيلَةً فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ فَإِذَا أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَّفَتْهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : مَا أَدْرِي، لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ الله عن قوم عاد الفَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَنِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضُ تُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ

40
الكسوف والخسوف

ثبت علميا أن القمر جسم مظلم مثل الأرض ، وهو يستمد ضوءه من نور الشمس ، فهو مرآة عاكسة لضوء الشمس، وتقع الأرض بين الشمس والقمر ، ولذلك يقع ضوء الشمس على نصف الأرض المقابل لها فيكون النهار، وينعكس نور القمر على نصف الأرض المقابل له فيكون الليل ... ولو أن إنسانا على ظهر القمر نظر إلى الأرض ليلا لوجدها منورة بنور القمر ، في الوقت الذي تضيء فيه الشمس النصف الآخر. ويقع الكسوف والخسوف حين تمنع الأرض ضوء الشمس عن القمر وقت توسطها بينهما ، أو يحجب القمر أحيانا بعض ضوء الشمس عن الأرض حين يتوسط بينهما ، لأن الكل يدور في فلكه المقدر فكسوف الشمس هو منع وصول ضوئها إلى الأرض كليا أو جزئيا بسبب توسط القمر بينها وبين الأرض . وخسوف القمر منع وصول نوره كليا أو جزئيا إلى الأرض بسبب توسطها بينه وبين الشمس، وقد تحدث العلماء عن معنى الكسوف والخسوف ، وأيهما مع الشمس أو مع القمر ، وأرجح الآراء أن يكون الخسف مع القمر ، والكسف مع الشمس ، ويعد مغايرة ذلك نوعا من المجاز .

41
صلاة الكسوف

حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ ﷺ بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّجُوعَ ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الْأُولَى ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ ، لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا  .. حديث عَائِشَةَ ل زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ ﷺ فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ فَكَبَّرَ ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قِرَاءَةً طَوِيلَةً ، ثُمَّ كَبَّرَ ، فَرَكَع ركوعًا طويلاً، ثُمَّ قَالَ : سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدُ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنَ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى. ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً، وَهُوَ أَدْنَى مِنَ الرُّكوعِ الْأَوَّلِ

ثُمَّ قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ سَجَدَ . ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ ثُمَّ قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ ، فَقَامَ النَّبِيُّ ، فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةٍ أُخْرَى ثُمَّ رَكَعَ حَتَّى قَضَاهَا وَسَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ فِي الثَّانِيَةِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا حَتَّى يُفْرَجَ عَنْكُمْ لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ، حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُنِي أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ، حِينَ رَأَيْتُمُونَي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ ، وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ ، وَهُوَ الَّذِي سَيِّبَ السَّوَائِبَ

42
ذكر عذاب القبر في صلاة الخسوف

حديث عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ ، أَنَّ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ لَهَا : أَعَادَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، أَيُعَذِّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ ؟. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : عَائِدًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولَ الله ﷺ ، ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا ، فَخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَرَجَعَ ضُحًى، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، بَيْنَ ظَهْرَانِي الْحُجَرِ. ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا ، ثُمَّ رَكَعَ ركوعًا طويلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكوعًا طويلاً، وَهُوَ دُونَ الرُّكوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكوعًا طويلاً، وَهُوَ دُونَ الرَّكوعِ الْأَوَّلِ ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طويلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ ركوعًا طويلاً، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ وَانْصَرَفَ، فَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّدُوا مِنْ عَذَابٍ الْقَبْرِ.

43
ما عرض على النبي ﷺ في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار

حديث أَسْمَاءَ ل قَالَتْ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ لَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلْتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ ! فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ ، فَقَالَتْ : سُبْحَانَ اللَّهِ قُلْتُ : آيَةً ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلانِي الْغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبٌ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ فَحَمِدَ اللهَ ، عَنِ النَّبِيُّ ﷺ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي، حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ قَالَ الرَّاوِي : لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُوقِنُ لا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا، هُوَ مُحَمَّدٌ (ثَلَاثًا)؛ فَيُقَالُ : نَمْ صَالِحًا، قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ المُرْتَابُ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ.

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ م قَالَ: انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً نحوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ؛ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طويلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ ركوعًا طويلاً وَهُوَ دُونَ الرُّكوعِ الأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً، وَهُوَ دُونَ الركوع الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَويلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكوعًا طَوِيلاً، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ . ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ ﷺ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ .. قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا، وَلَوْ أَصَبْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا ، وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطْ أَفْطَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ . قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ

44
ذكر النداء لصلاة الكسوف الصلاة جامعة

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ م قَالَ : لَمَا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ نُودِيَ : إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةً ، فَرَكَعَ النَّبِيُّ ﷺ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ . قَالَ : وَقَالَتْ عَائِشَةُ ل : مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا  حديث أَبِي مَسْعُودِ اللهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَقُومُوا فَصَلُّوا.

حديث أبي مُوسَى اللهِ قَالَ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَرْعًا، يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ، وَقَالَ ﷺ : هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ، لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ 

حديث ابْنِ عُمَرَ م أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا .. حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ لله ، قَالَ :كَسَفَتِ الشَّمْسِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ الله ؛ فَقَالَ النَّاسُ : كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ الله ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ

45
الجنائز

لكل مخلوق نهاية ، ولكل إنسان أجل ، يقول الله تعالى : فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةٌ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) . يعيش الإنسان وعليه أن يتذكر النهاية ، ويستعد لها ، ويهيئء نفسه للفوز بما بعدها من سعادة وفلاح . وإذا مات الإنسان انقطع عمله ولم يبق معه إلا ما قدمت يداه ، ويستحب الاسراع في دفنه ، والدعاء له ليخفف الله عنه ، ويستقبله بقبول حسن ، ويبارك له في حسناته ، ويتجاوز عن سيائته ولم ينس الإسلام الموت وما بعده فربط الدنيا به ، وتحدث عنه ليصير الموت عاملا هاما في خدمة الحياة. وأحكام الجنائز تفيد الأحكام المتصلة بالميت بدءا من نزع الروح ، وتغسيله ، وتكفينه ، والصلاة عليه ، ودفنه ، والدعاء له . كما تفيد ترقيق مشاعر الأحياء ، وتعويدها طاعة الله تعالى من إخلاص وصدق ، وتضع الإنسان أمام مصيره المحتوم ونهايته الضرورية ليتحرك بالأعمال الصالحات التي تنجيه عند الله تعالى . ومسئوليات الأحياء مع الميت يعني تواصل الأجيال والترابط الذي ينشره الإسلام بين الناس

46
البكاء على الميت

حديث أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ ﷺ إِلَيْهِ إِنَّ ابْنَا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا ، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ وَيَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا؛ فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَرِجَالٌ له ؛ فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا شَنٌ، فَقَاضَتْ عَيْنَاهُ . فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ فَقَالَ ﷺ : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءُ  حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ م قَالَ : اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شكوى لَهُ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُهُ ، مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ فَقَالَ : قَدْ قَضَى ؟ قَالُوا : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَبَكَى النَّبِيُّ ﷺ ؛ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ ﷺ بَكَوْا فَقَالَ : أَلَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهِذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَمُ، وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذِّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ

47
الصبر على المصيبة عند أول الصدمة

حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ فَقَالَ : اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ . فَقِيلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِيُّ ﷺ ؛ فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ ﷺ ، فَلَمْ تَجِدُ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ ؛ فَقَالَتْ : لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ : إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.

48
الميت يعذب ببكاء أهله عليه

حديث عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ: الْمَيِّتُ يُعَذِّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ . حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الله عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ الله ، جَعَلَ صُهَيْبٌ يَقُولُ : وَاأَخَاهُ . فَقَالَ عُمَرُ الله : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذِّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَعُمَرَ ، وَعَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: تُوُفِّيتْ ابْنَةً لِعُثْمَانَ بِمَكَّةَ، وَجِئْنَا لِنَشْهَدَهَا ، وَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَإِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا ( أَوْ قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي )، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ : أَلَا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذِّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ .

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ م : قَدْ كَانَ عُمَرُ اللهِ يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ ثُمَّ حَدَّثَ ، قَالَ : صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ اللهِ مِنْ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلَّ سَمُرَةٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هؤلاءِ الرَّكْبُ ؟ فَنَظَرْتُ فَإِذَا صُهَيْبٌ ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ عمر له : ادْعُهُ لِي ، فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيْبٍ، فَقُلْتُ: ارْتَحِلْ فَالْحَقِّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي يَقُولُ: وَاأَخَاهُ وَاصَاحِبَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ الله : يَا صُهَيْبُ أَتَبْكِي عَلَيَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذِّبُ بِبَعْضٍ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ م : فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ : رَحِمَ اللهُ عُمَرَ وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؛ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَقَالَتْ ل : حَسْبُكُمُ الْقُرْآنُ وَلَا نَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، عِنْدَ ذَلِكَ : وَاللَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ) قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : وَاللَّهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ م شَيْئًا  .. حديث عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ الله عَنْ عُرْوَةَ اللهِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ ل أَنَّ ابْنَ عُمَرَ م رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ : أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذِّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ فَقَالَتْ ل : وَهَلَ ابْنُ عُمَرَ رَحِمَهُ اللهُ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِنَّهُ لَيُعَذِّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ قَالَتْ ل : وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ: إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ إِنَّمَا قَالَ ﷺ : إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ ثُمَّ قَرَأَتْ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى .. وَ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَن فِي الْقُبُورِ ) يَقُولُ حِينَ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ  حديث عَائِشَةَ ل زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ: إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى يَهُودِيَّةٍ يَبْكِي عَلَيْهَا أَهْلُهَا ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذِّبُ فِي قَبْرِهَا...حديث الْمُغِيرَةِ اللهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ : مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ يُعَذِّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ

49
التشديد في النياحة

حديث عَائِشَةَ ل قَالَتْ : لَمَّا جَاءَ النَّبِيَّ ﷺ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ ، وَجَعْفَرٍ ، وَابْنِ رَوَاحَةَ ، جَلَسَ يُعْرَفُ فِيهِ الْحَزْنُ، وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ صَائرِ الْبَابِ، شَقِّ الْبَابِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ ، وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ ، لَمْ يُطِعْنَهُ ، فَقَالَ : أَنْهَهُنَّ فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ، وقَالَ: وَاللَّهِ غَلَبْنَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَزَعَمَتْ أَنَّهُ قَالَ: فَاحْتُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التَّرَابَ .. فَقُلْتُ : أَرْغَمَ اللهُ أَنْفَكَ، لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ، وَلَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنَ الْعَنَاءِ  حديث أَمْ عَطِيَّةَ ل قَالَتْ : أَخَذَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ عِنْدَ الْبَيْعَةِ أَنْ لَا تَنُوحَ ، فَمَا وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةً غَيْرُ خَمْسِ نِسْوَةٍ: أُمُّ سُلَيْمٍ ، وَأُمُ الْعَلَاءِ، وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةُ مُعَادٍ، وَامْرَأَتَيْنِ؛ أَوِ ابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ ، وَامْرَأَةُ مُعَادٍ، وَامْرَأَةً أُخْرَى...حديث أُمْ عَطِيَّةَ ل قَالَتْ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ) وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ يَدَهَا ، فَقَالَتْ : أَسْعَدَتْنِي فُلانَةُ أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيهَا، فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِيِّ ﷺ شَيْئًا، فَانْطَلَقَتْ وَرَجَعَتْ فَبَايَعَهَا .

50
غسل الميت

حديث أُمَّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ ل قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ﷺ حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ ل فَقَالَ : اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ، إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَاذِنَّنِي ، فَلَمَّا ادْنَاهُ، فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ فَقَالَ: أَشْعَرْنَهَا إِيَّاهُ تَعْنِي إِزَارَهُ .. حديث أُمَّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ ل قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَه ل فَقَالَ : اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَاذِنَّنِي فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ فَقَالَ أَيُّوبُ أَحَد الرواة): وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ ل بِمِثْلِ حَدِيثِ مُحَمَّدٍ ، وَكَانَ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ اغْسِلْنَهَا وِتْرًا كَانَ فِيهِ ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا وَكَانَ فِيهِ أَنَّهُ قَالَ ﷺ : ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَواضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا وَكَانَ فِيهِ، أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: وَمَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ .. حديث أَمْ عَطِيَّةَ ل قَالَتْ : لَمَّا غَسَّلْنَا بِئْتَ النَّبِيِّ ﷺ ، قَالَ لَنَا وَنَحْنُ نَغْسِلُهَا : ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ منها

51
الإسراع بالجنازة

حديث أبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ

الى الاعلى