Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان - الجزء الرابع

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .... وبعد فقد وفقني الله تعالى على الانتهاء من الجزء الثالث لمؤلفي"ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" وقد لاحظت فيه أن الإمام النووي لم يبوب لبعض كتبه مثل كتاب الاستسقاء ، والكسوف ، والجنائز ، ولذلك اتبعت تبويب ( اللؤلؤ والمرجان ) لأنه الأحسن في التقسيم ، والأيسر في الشرح والتفهيم ، كما لاحظت أن صاحب اللؤلؤ والمرجان يجمع أكثر من حديث في حديث واحد إذا كان السند واحدا ، وقد بينت ذلك في ترقيم أحاديث البخاري، وبعون الله تعالى سأتبع نفس المنهج الذي اتبعته في الأجزاء السابقة وآمل من الله تعالى أن يفتح القلوب والعقول لمؤلفي هذا الذي أرجو من ورائه شرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان من خلال نظرة دعوية ، تبين محاسن الإسلام ، وارتباطه بالواقع البشري ، وتقديم الأحكام الشرعية في إطار منهج يجمع القصة والحوار ، وكافة أساليب البيان ، وأوجه البلاغة المختلفة ، ويظهر الواقع الاجتماعي لحياة الصحابة مع رسول الله ﷺ .. إن الحديث النبوي يقدم الحكم الشرعي في مراحله الأولى، ويمكن معرفة تاريخ الأحكام الشرعية من خلال معرفة موضوع كل حديث ، فقد تم الأخذ به ممن نقله عن رسول الله ﷺ ، في إطار حوار ، أو سؤال ، أو قصة .

وتختلف طريقة تقديم الأحكام الشرعية في علم الحديث عنها في علم الفقه ، فعلم الحديث يقدم الخبر الذي قاله رسول الله ﷺ أو عمل به ، أو قصه ، ويأخذ العلماء من الحديث الأحكام التي دل عليها من خلال سعة الحديث ، وتناوله الصورة الحياة الإسلامية في عصر رسول الله ﷺ ، وقصص اللقاء والتواصل للصحابة مع رسول الله ﷺ ، بينما علم الفقه يعرض الأحكام الشرعية متتابعة في كتب وأبواب ، والبحث عن أدلتها في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وأعمال سلف الأمة ... ولهذا اكتفت السنة بعرض الموضوع مع غيره من موضوعات الدعوة والإيمان ، والتواصل بين العلماء ، وإخلاصهم في نقل السنة بجملتها للأجيال اللاحقة ، بينما الفقه يدور مع الحكم ، ويجمع له الأدلة ، ويناقشها، ويقارنه بالأقوال التي تعارضه في ذاته أو في أدلته، ولهذا لن أخوض في خلاف الفقهاء مكتفيا بعرض أرائهم ، وفي مؤلفات الفقهاء تفصيل لمن أراد المزيد .. أسأل الله تعالى أن يوفقني لما يحب ويرضى ، فهو ولي ذلك والقادر عليه وهو حسبي ونعم الوكيل.

01
تقديم الزكاة ومنعها

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلِ ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَعَبَّاسُ بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَأَمَّا خَالِدٌ، فَإِنَّكُمْ تَظْلَمُونَ خَالِدًا ، قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ الله  .. وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَعَمّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلَهَا مَعَهَا

02
زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير

حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرَّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ، مِنَ الْمُسْلِمِينَ  .. حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَمَرَ النَّبِيُّ ﷺ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرِ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ﷺ : فَجَعَلَ النَّاسُ عِدْلَهُ مُدَيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ  .. حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرِ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرِ ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطِ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ  .. حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ اللهِ قَالَ : كُنَّا نُعْطِيَهَا، فِي زَمَانِ النَّبِيِّ ﷺ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وَجَاءَتِ السَّمْرَاءُ قَالَ: أَرَى مِدًّا مِنْ هَذَا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ

03
إثم مانع الزكاة

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: الْخَيْلُ لِثَلَاثَةِ : لِرَجُلٍ أَجْرٌ ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَطَالَ فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنَ الْمَرْجِ أَوِ الرَّوْضَةِ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ أَرْوَاتُهَا وَآثَارُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ .. وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءَ ، وَنِوَاءً لأَهْلِ الْإِسْلَامِ فَهِيَ وِزْرٌ عَلَى ذلك وَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الْحُمْرِ ، فَقَالَ: مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا إِلَّا هذهِ الآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَادَّةُ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّ يَرَهُ

04
تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة

حديث أبي ذَرَ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ فِي ظِلَّ الْكَعْبَةِ: هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، هُمُ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ .. قُلْتُ: مَا شَأْنِي أَيْرَى فِي شَيْءٌ مَا شَأْنِي . فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْكُتَ، وَتَغَشَانِي مَا شَاءَ اللهُ ( أن يتغشاني ). فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الأَكْثَرُونَ أَمْوَالاً إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا 

حديث أَبِي ذَرِّ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، أَوْ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، أَوْ كَمَا حَلَفَ مَا مِنْ رَجُلٍ تَكُونُ لَهُ إِبل، أَوْ بَقرٌ أَوْ غَنَمَ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا إِلَّا أُتِيَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا تَكُونُ وَأَسْمَنهُ، تَطَوُّهُ بِأَخْفَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا جَازَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ

05
الترغيب في الصدقة

حديث أبي ذَرِّ له قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءَ، اسْتَقْبَلَنَا أُحَدٌ؛ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرِّ مَا أُحِبُّ أَنَّ أَحَدًا لِي ذَهَبًا ، يَأْتِي عَلَيَّ لَيْلَةً أَوْ ثَلَاثَ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا أَرْصُدُهُ لِدَيْنِ، إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَأَرَانَا بِيَدِهِ . ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرِّ . قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : الْأَكْثَرُونَ هُمُ الْأَقَلُّونَ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا. ثُمَّ قَالَ لِي: مَكَانَكَ، لَا تَبْرَحْ يَا أَبَا ذَرْ حَتَّى أَرْجِعَ فَانْطَلَقَ حَتَّى غَابَ عَنِّي، فَسَمِعْتُ صَوْتًا، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عُرِضَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَا تَبْرَحُ، فَمَكُثْتُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْتُ صَوْتًا خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عُرِضَ لَكَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَكَ، فَقُمْتُ

فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : ذَاكَ جِبْرِيلُ القَ ، أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ . قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ حديث أَبِي ذَرِّ له قَالَ : خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَمْشِي وَحْدَهُ ، وَلَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أَحَدٌ، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلَّ الْقَمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : أَبُو ذَرِّ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَالَ : يَا أَبَا ذَرْ تَعَالَهُ فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ : إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ ، وَشِمَالَهُ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ ، وَوَرَاءَهُ وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَالَ لِي: اجْلِسْ هَهُنَا فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعِ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ، فَقَالَ لِي: اجْلِسْ هَهُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لَا أَرَاهُ، فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَالَ النُّبْثَ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ، وَهُوَ يَقُولُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، مَنْ تُكَلِّمُ فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ؟ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئًا ؟ قَالَ : ذَاكَ جِبْرِيلُ الله ، عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، قَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ . قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟ قَالَ اللَ : نَعَمْ قَالَ قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ: نَعَمْ وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ

06
الكنازين للأموال والتغليظ عليهم

حديث أبي ذر الله عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ هُ قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى مَلا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثَّيَابِ وَالْهَيْئَةِ حَتَّى قَامَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ : بَشِّرِ الْكَائِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ في نار جهنم، ثم يوضع على حلمة ثدَيْ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضٍ كَتِفِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضٍ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ ، يَتَزَلْزَلُ . ثُمَّ وَلَّى فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ ، وَتَبِعْتُهُ ، وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَأَنَا لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ فَقُلْتُ لَهُ: لَا أَرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَدْ كَرِهُوا الَّذِي قُلْتَ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا، قَالَ لِي خَلِيلِي . قَالَ: قُلْتُ مَنْ خَلِيلُكَ ؟ قَالَ : النَّبِيُّ ﷺ يَا أَبَا ذَرِّ أَتُبْصِرُ أَحَدًا ؟ فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ مَا بقي من النهار ، وأَنا أَرى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَرْسِلُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ : ما أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ وان هؤُلاَءِ لَا يَعْقِلُونَ، إِنَّمَا يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا، لَا وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا، وَلَا أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ

07
الحث على النفقة

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ : أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ وَقَالَ : يَدُ اللهِ مَلأَى ، لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارِ وَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضُ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانِ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ

08
فضل النفقة والصدقة على الأقربين

حديث أنس له قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةً الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طيب .. قَالَ أَنَسٌ : فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تحِبُّونَ قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ؛ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ؛ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : بَحْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ

فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لله : أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ  حديث مَيْمُونَةً لا زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً لَهَا فَقَالَ لَهَا : وَلَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لَأَجْرِكِ حديث زَيْنَبَ هَا امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ ﷺ قَالَتْ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ : تَصَدَقَن ولو من حليكَنُ وَكَانَتْ زَيْنَبُ لها تُنْفِقُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَأَيْتَامٍ فِي حَجْرِهَا ... فَقَالَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ : سَلْ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَعَلَى أَيْتَامِي فِي حَجْرِي مِنَ الصَّدَقَةِ ؟

فَقَالَ : سَلِي أَنْتِ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَوَجَدْتُ امْرَأَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى الْبَابِ، حَاجَتُهَا مِثْلُ حَاجَتِي؛ فَمَرَّ عَلَيْنَا بِلاَلٌ ، فَقُلْنَا : سَلِ النَّبِيَّ ، أَيَجْزِي عَنِّي أَنْ أُنْفِقَ عَلَى زَوْجِي وَأَيْتَامٍ لِي فِي حَجْرِي ؟ وَقُلْنَا لَه : لَا تُخْبِرُ بِنَا فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ : مَنْ هُمَا ؟قَالَ : زَيْنَبُ قَالَ : أَيُّ الزَّيَانِبِ ؟ قَالَ : امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : نَعَمْ لَهَا أَجْرَانِ ، أَجْرُ الْقَرَابَةِ ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ  حديث أُمِّ سَلَمَةَ * قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِي مِنْ أَجْرِ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ. حديث أبي مسعودٍ الْأَنْصَارِيِّ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ، وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً . حديث أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ونَها قَالَتْ : قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِي مُشْرِكَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، قُلْتُ، وَهِيَ رَاغِبَةً: أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ : نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ

09
وصول ثواب الصدقة عن الميت إليه

حديث عَائِشَةَ ونَها أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ : إِنْ أُمِّي اقْتُلِتَتْ نَفْسَهَا ، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَقَتْ ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا ؟ قَالَ صلي الله عليه وسلم: نَعَمْ

10
الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها

حديث حَارِثَةَ بْنِ وَهْبِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: تَصَدَّقُوا فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا ، يَقُولُ الرَّجُلُ لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةً لِي بِهَا .. حديث أَبِي مُوسَى اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : لِيَأْتِينَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَطُوفُ الرَّجُلُ فِيهِ بِالصَّدَقَةِ مِنَ الذَّهَبِ ثُمَّ لَا يَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهَا مِنْهُ ، وَيُرَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ، مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ . .. حديث أَبِي هُرَيْرَةَ اللهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُم الْمَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولُ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ : لَا أَرَبَ لِي

11
الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار

حديث عَدِي بْنِ حَاتِمٍ له قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بَشِقِّ تَمْرَةٍ . حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الله ، قَالَ : قَالَ النَّبِيِّ ﷺ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ ، ثُمَّ يَنظُرُ فَلَا يَرَى شَيْئًا قدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَعَنْهُ اللهِ أَيْضًا ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : اتَّقُوا النَّارَ ، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ ثُمَّ قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ ، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، ثَلَاثًا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ثُمَّ قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طيِّبَة

12
الحمل أجرة يتصدق بها والنهي الشديد عن تنقيص المتصدق بقليل

حديث أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحَامَلُ؛ فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ الله بِنِصْفِ صَاعِ ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكْثَرَ مِنْهُ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا، وَمَا فَعَلَ هَذَا الْآخَرُ إِلَّا رِئَاءَ فَنَزَلَتْ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ في الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

13
مثل المنفق والبخيل

حديث أبي هُرَيْرَةَ لله قَالَ : ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَثَلَ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى تُدِييِّهِمَا وَتَرَاقِيهِمَا . فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كَلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ الْبَسَطَتْ عَنْهُ حَتَّى تَغْشَى أَنَامِلَهُ، وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ. وَجَعَلَ الْبَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ، وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ بِمَكَانِهَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لله : فَأَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا فِي جَيْبِهِ، فَلَوْ رَأَيْتَهُ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَوَسَّعُ .

14
ثبوت أجر المتصدق وإن وقعت الصدقة في يد غير أهلها

حديث أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لا تَصَدَّقَى بِصَدَقَةٍ ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ، تُصدِّقَ عَلَى سَارِقٍ.  فَقَالَ الرجل : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَدْ لَأَتَصَدَقَنَ بِصَدَقَةٍ . فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تصدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ. فَقَالَ الرجل : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ؛ لاتَصَقَّنَ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيّ؛ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصدِّقَ عَلَى غَنِيٌّ . فقال الرجل : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِي . فَأْتِيَ فَقِيلَ لَهُ : أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفْ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ

15
أجر الخازن الأمين والمرأة إذا تصدقت من بيت زوجها

حديث أَبِي مُوسَى اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: الْخَازِنُ الْمُسْلِمُ الْأَمِينُ الَّذِي يُنْفِذُ ، وَرُبَّمَا قَالَ : يُعْطِي مَا أُمِرَ بِهِ كَامِلاً مُوَفَّرًا ، طَيِّبًا نَفْسُهُ فَيَدْفَعُهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ حديث عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ .  حديث أبي هُرَيْرَةَ الله عَنِ النَّبِيِّ ﷺ : لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ ، وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ ، إِلَّا بِإِذْنِهِ  حديث أَبِي هُرَيْرَةَ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ كَسْبٍ زَوْجِهَا عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَلَهُ نِصْفَ أَجْرِهِ

16
فضل إخفاء الصدقة

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ الله عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلَّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابًا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ

17
المسكين الذي لا يجد غني ولا يفطن له فيتصدق عليه

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ ، تَرُدُّهُ اللقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ ، وَلكِنِ الْمِسْكِينُ لَا يَجِدُ عَلَى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ بِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ

18
كتاب الصوم

الصوم ركن من أركان الإسلام ، وفرض من فروضه ، شرعه الله تعالى على المسلمين بعد الهجرة ، وثبتت شرعيته بالكتاب ، والسنة ، وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى : ﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )  وأما السنة فقول الرسول ﷺ : ( بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان )  وقد أجمعت الأمة على صوم شهر رمضان من لدن فرضيته إلى وقتنا هذا ، وبمشيئة الله تعالى إلى يوم القيامة . وفضل شهر رمضان كبير ، ففيه نزل القرآن الكريم ، وفيه يصوم العباد نهارا ، ويقيمون ليلا ... وتصفو النفوس، وتتصل الأرواح بالله ، وتمتلئ الأرض بالنور والخير والصوم عبادة بالجوع ، وطاعة الله تبارك وتعالى وخشوع ، واستقامة على شرع الله وخضوع ، ففيه يمسك المكلف عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من الفجر إلى الغروب طوال شهر رمضان ويرحم الله تعالى عباده بليلة القدر ، وهي ليلة خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْيِ سَلَامُ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ

19
فضل شهر رمضان

حديث أبي هُرَيْرَةَ له قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَتَحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ

20
وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال

حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ : لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ  حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ : الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي ثَلَاثِينَ ثُمَّ قَالَ : وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تِسْعًا وَعِشْرِينَ ، يَقُولُ مَرَّةً ثَلَاثِينَ وَمَرَّةً تِسْعًا وَعِشْرِينَ  حدیث ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّا أُمَّةً أُمِّيَّةً ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّة ثَلَاثِينَ  حديث أبي هُرَيْرَةَ لله قَالَ : قَالَ النَّبَيُّ ﷺ أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ

21
بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر

حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ له قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) عَمَدْتُ إِلَى عِقَالِ أَسْوَدَ، وَإِلَى عِقَالٍ أَبْيَضَ، فَجَعَلْتُهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِي، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي اللَّيْلِ فَلَا يَسْتَبِينُ لِي، فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ ، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ سَوَادُ اللَّيْلِ وَبَيَاضُ النَّهَارِ. .. حديث سَهْلِ بْنِ سَعْد له قَالَ : أُنْزِلَتْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ * وَلَمْ يَنْزِلْ مِنَ الْفَجْرِ فَكَانَ رِجَالٌ إِذا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ الْخَيْطَ الْأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الْأَسْوَدَ، وَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَل اللَّهُ بَعْدُ مِنَ الْفَجْرِ فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارِ.

حديث ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : إِنَّ بِلالَا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمَّ مَكْتُومٍ .. حديث عَائِشَةَ وَ أَنَّ بِلاَلاً كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمَّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لَا يَؤَذِّنُ. .. حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ .. حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : لَا يَمَنْعَنَّ أَحَدَكُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ أَوْ يُنَادِي بِلَيْلٍ لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ ، وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَقُولَ الْفَجْرُ أَو الصُّبْحُ وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ وَرَفَعَهَا إِلَى فَوْقَ وَطَأْطَأَ إِلَى أَسْفَلُ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا.

22
فضل السحور وتأكيد استحبابه

حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكَ اللهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : تَسَخَّرُوفَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً. حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ له عَنْ أَنَسٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ تَسَخَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ ، قُلْتُ : كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : قَدْرُ خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ، يَعْنِي آيَةً . حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرِ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ

23
وقت انقضاء الصوم وخروج النهار

حديث عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ ههُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَهْنَا ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ حديث ابْنِ أَبِي أَوْفَى الله قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِرَجُلٍ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي حال : انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ الشَّمْسُ قَالَ: انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي فَنَزَلَ فَجَدَحَ له، فَشَرِبَ؛ ثُمَّ رَمَى بِيَدِهِ ههُنَا ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أَقْبَلَ مِنْ هَهُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ

24
النهي عن الوصال في الصوم

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْوِصَالِ قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَىحديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله قَالَ نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ فَقَالَ لَهُ رَجلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : وَأَيُّكُمْ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمْنِي رَبِّي وَيَسْقَينِ فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ؛ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا، ثُمَّ يَوْمًا، ثُمَّ رَأَوُا الْهِلَالَ فَقَالَ: لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا  حديث أبي هُرَيْرَةَ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ مَرَّتَيْنِ قِيلَ : إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ : إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمْنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ، فَاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ  حديث أنس له قَالَ : وَاصَلَ النَّبِيُّ ﷺ آخِرَ الشَّهْرِ ، وَوَاصَلَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: لَوْ مُدَّ بِيَ الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالاً يَدَعُ الْمُتَعَمَّقُونَ تَعَمَّقَهُمْ؛ إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظُلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ حديث عَائِشَةَ قَالَتْ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْوِصَالِ، رَحْمَةً لَهُمْ فَقَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ : إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ

25
صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب

حديث عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَرِثِ بْنِ هِشَامٍ ، وَ أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَ مَرْوَانَ وَ أَنَّ عَائِشَةَ وَأَمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُوم .فَقَالَ مَرْوَانُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَرِثِ : أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَتُقَوَّنَ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَمَرْوَانِ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرِ : فَكَرِهَ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قُدَّرَ لَنَا أَنْ نَجْتَمِعَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَتْ لِأَبِي هُرَيْرَةَ هُنَالِكَ أَرْضٌ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لأَبِي هُرَيْرَةَ إِنِّي ذَاكِرٌ لَكَ أَمْرًا، وَلَوْلَا مَرْوَانُ أَقْسَمَ عَلَيَّ فِيهِ لَمْ أَذْكُرْهُ لَكَ فَذَكَرَ قَوْلَ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ. فقا لأبو هريرة له : كَذلِكَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَهُوَ أَعْلَمُ.

26
تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ اللهِ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ : إِنَّ الْآخِرَ وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ ﷺ : أَتَجِدُ مَا تُحَرِّرُ رَقَبَةً ؟ قَالَ : لا . قَالَ ﷺ: فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ؟ قَالَ : لا قَالَ ﷺ: أَفَتَجِدُ مَا تُطْعِمُ بِهِ سِتِّينَ مِسْكِينًا ؟ قال : لا فَأْتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، وَهُوَ الزَّبِيلُ. قَالَ ﷺ : أَطْعِمْ هَذَا عَنْكَ قَالَﷺ: عَلَى أَحْوَجَ مِنَّا ، مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا . قَالَ : فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ  حديث عَائِشَةَ لا قَالَتْ : أَتَى رَجُلُ النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَﷺ: احْتَرَقْتُ قَالَ : مِمَّ ذَاكَ ؟ قَالَ: وَقَعْتُ بِامْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ .. قَالَ لَهُ : تَصَدَّقْ قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٍ ، فَجَلَسَ ، وَأَتَاهُ إِنْسَانٌ يَسُوقُ حِمَارًا، وَمَعَهُ طَعَامٌ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، أَحَدُ رُواةِ الْحَدِيثِ: مَا أَدْرِي مَا هُوَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ؛ فَقَالَ : أَيْنَ الْمُحْتَرِقِ ؟ فَقَالَ الرجل : هَا أَنَا ذَا. قَالَ ﷺ : خَذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ .. قَالَ الرجل : عَلَى أَحْوَجَ مِنِّي ، مَا لَأَهْلِي طَعَامٌ .. قَالَ ﷺ: فَكُلُوهُ

27
جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ أَفْطَرَ، فَأَفْطَرَ النَّاسُ  حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلاً قَدْ ظُلَّلَ عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : صَائِمٌ فَقَالَ : لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ  حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الله قَالَ: كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ ، وَلاَ الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ

28
استحباب الفطر للحاج بعرفات يوم عرفة

حديث أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ نَاسًا اخْتَلَفُوا عِنْدَهَا ، يَوْمَ عَرَفَةَ ، فِي صَوْمِ النَّبِيِّ ﷺ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ صَائِمٌ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ بِصَائِمٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحٍ لَبَنِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ  حديث مَيْمُونَةً لا أَنَّ النَّاسَ شَكُوا فِي صِيَامِ النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ عَرَفَةَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِحِلابٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ فِي الْمَوْقِفِ، فَشَرِبَ مِنْهُ ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ

29
صوم يوم عاشوراء

حديث عَائِشَةَ وهَا أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِصِيَامِهِ حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ . حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كَانَ عَاشُورَاءُ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ قَالَ : مَنْ شَاءَ صَامَهُ ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ . حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ له دَخَلَ عَلَيْهِ الْأَشْعَثُ وَهُوَ يَطْعَمُ فَقَالَ: الْيَوْمُ عَاشُورَاء ، فَقَالَ : كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ، فَادْنُ فَكُلْ. حديث مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، عَامَ حَجَّ، عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَة أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ ؟ ... سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، يَقُولُ : هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِر حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ المَدِينَةِ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمُ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ال قَالَ : فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. حديث أبي موسى اللهِ قَالَ : كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : فَصُومُوهُ أَنْتُمْ. حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمِ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَهَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ

30
من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه

حديث سَلَمَةَ بْنِ الأكوع له أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ : أَنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلَا يَأْكُلْ .. حديث الرَّبَيعِ بِنْتِ مُعَوِّدٍ ا قَالَتْ : أَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قَرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةً يَوْمِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيَصُمْ .. قَالَتْ: فَكَنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا ، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ

31
النهى عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى

حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ اللهِ قَالَ : هَذَانِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ عَنْ صِيَامِهِمَا : يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ ، وَالْيَوْمُ الْآخَرُ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسْكِكُمْ . حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ للهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: وَلَا صَوْمَ فِي يَوْمَيْنِ : الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى  حديث ابْنِ عُمَرَ عَنْ زِيَادِ ابْنِ جُبَيْرِ اللهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ : رَجُلٌ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا ، أَظُنُّهُ قَالَ: الاثْنَيْنِ ، فَوَافَقَ يَوْمَ عِيدٍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : أَمَرَ اللهُ بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ

32
قضاء الصيام عن الميت

حديث عَائِشَةَ ما أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ   حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى.

33
فضل الصيام

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةً، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمٍ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُتْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ قَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ 

حديث سَهْلِ الله عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخِلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ

34
صيام النبي ﷺ في غير رمضان واستحباب أن لا يخلى شهرا عن صوم

حديث عَائِشَةَ هَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ  حديث عَائِشَةَ قَالَتْ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ ﷺ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: خُذُوا مِنَ العمل ما تطيقون فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَ إِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً دَاوَمَ عَلَيْهَا  حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا صَامَ النَّبِيُّ ﷺ شَهْرًا كَامِلاً قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ، وَيَصُومُ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ ، لَا وَاللَّهِ لَا يُفْطِرُ ؛ وَيُفْطِرُ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ، لَا وَاللَّهِ لَا يَصُومُ

35
باب الاعتكاف

الاعتكاف حبس النفس عن التصرفات العادية ، ويسمى ( الجوار ) ، وعرفه الفقهاء بأنه " اللبث في المسجد على صفة مخصوصة بنية "، والاعتكاف في جملته يعني ترك الإنسان نشاطه الدنيوي مدة ما، والتفرغ التام لعبادة الله تعالى فيها والحكمة من تشريع الاعتكاف هو خلوص الإنسان من مشاغل الدنيا ، وأمور المعاش ، وإبعاد النفس عن غير العبادة طلبا للقرب من الله تعالى ، والفوز برضاه ورضوانه ومكان الاعتكاف هو المسجد عند الجمهور ، ولم يجزه خارج المسجد إلا نذر يسير وفائدة الاعتكاف أن يستغرق المعتكف أوقاته في الصلاة حقيقة أو حكما ، والمعتكف بذلك يكون في طاعة الله دائما ، فهو مصل ، أو قارئ للقرآن الكريم ، أو ذاكر الله تعالى ، أو متأمل خاشع ، وهو بذلك يشبه

الملائكة الذين يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ). والاعتكاف لا يكون إلا بالنذر ...... ، وقد واظب النبي ﷺ على الاعتكاف تقربا إلى الله تعالى ، وطلبا لثوابه، واعتكف نساؤه من بعده . ويصح اعتكاف الرجل والمرأة، والصبي المميز بشرط الإسلام والعقل والتمييز ويعد الاعتكاف مدرسة قصيرة الأجل ، لأن المعتكف يلتقي مع إخوانه في المسجد ليعيشوا أحوالهم ، وأحكام الإسلام ، ويدارسوا القرآن الكريم والسنة ليعلموا ، ويرجعوا بعد الاعتكاف لمن خلفهم مرشدين ومعلمين

36
اعتكاف العشر الأواخر من رمضان

حديث عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ  .. حديث عَائِشَةَ هَا زَوْجَ النَّبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ.

37
متى يدخل من أراد الاعتكاف في معتكفه

حديث عَائِشَةَ * قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَكُنْتُ أَضْرِبُ لَهُ خِبَاءً ، فَيُصَلِّي الصُّبْحَ، ثُمَّ يَدْخُلُهُ؛ فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَضْرِبَ خِبَاءً، فَأَذِنَتْ لَهَا فَضَرَبَتْ خِبَاءً؛ فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخر. فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ ﷺ رَأَى الأَخْبِيَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا ؟... فَأَخْبِرَ. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ : البرِ تَرُونَ بِهِنَّ ؟ .. فَتَرَكَ الاعْتِكَافَ ذَلِكَ الشَّهْرَ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ.

38
كتاب الحج

الحج أحد أركان الإسلام ، فرضه الله تعالى فرضا عينيا على كل مكلف يستطيع القيام به ، ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى : ( وَأَتِمُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )وقوله ﷺ : الْحَجُّ أَشْهُرُ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحج وأما السنة فهو قوله ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان " ) وقوله ﷺ ( إن الله كتب عليكم الحج ، فحجوا)وقد أجمعت الأمة على الحج من لدن تشريعه إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة. والحج عبادة تشمل العبادات كلها فيه التربية الروحية حيث يعيش المكلف مناسك الحج ، ويعود بعقله إلى ذكريات الإسلام الأولى، ويعيش بروحه مع ما ترمز إليه أعمال الحج ، حيث السعى ، والطواف ، والصلاة ، والوقوف بعرفة ، والمبيت بمزدلفة ومنى..وفيه التربية المادية حيث إنفاق المال ، والتقشف في الأكل واللباس ،واللذائذ

39
يباح للمحرم بحج أو عمرة

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثَّيَابِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : لا يَلْبَسُ الْقُمْصَ ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ وَلَا الْبَرَانِسَ وَلَا الْخِفَافَ إِلَّا أَحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسُ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعُهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا مِنَ الثَّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ أَوْ وَرْسٌ. حدیث ابْنِ عَبَّاسِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ مَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ لِلْمُحْرِمِ .. حديث يَعْلَى اللهُ قَالَ لِعُمَرَ : أَرِنِي النَّبِيَّ ﷺ حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ قَالَ: فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ ﷺ بِالْجِعْرَانَةِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَهُوَ مُتَضَمَّح بِطِيبٍ ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ ﷺ سَاعَةَ، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ، فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى، فَجَاءَ يَعْلَى، وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُحْمَرُ الْوَجْهِ، وَهُوَ يَغِطُ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَقَالَ : أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عَنِ الْعُمْرَةِ فَأْتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: اغْسِلِ الطَّيبَ الَّذِي بِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَانْزِعُ عَنْكَ الجُبَّةَ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ

40
مواقيت الحج والعمرة

حديث ابْنِ عَبَّاسِ قَالَ : وَقَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَاهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، ولأهل اليمن يلملم، فهنَّ لهنَّ ولمن أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ عَن دُونِهَنَّ فَمُهَلُهُ مِنْ أَهْلِهِ، وَكَذَاكَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ يُهِلُونَ مِنْهَا  حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : يُهِلُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ الله : وبَلَغَنَي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: وَيُهِلُ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ

41
الإهلال من حيث تنبعث الراحلة

حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ لهُ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا، لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا . قَالَ عبد الله : وَمَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ ؟ قال بن جريج : رَأَيْتُكَ لاَ تَمَسُّ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النَّعَالَ السَّبْتِيَّة، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُعُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الْهِلَالَ، وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتَّى كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَة قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَمَّا الْأَرْكَانُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النَّعَالُ السَّبْتِيَّةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَلْبَسُ النَّعْلَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا ، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَصْبُعُ بِهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُعَ بِهَا وَأَمَّا الإِهْلالُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ يُهِلَّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ.

42
الطيب للمحرم عند الإحرام

حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ الله ﷺ لإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ، وَلِحِلَّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ حديث عَائِشَةَ قَالَتْ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطَّيبِ فِي مفرق النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ  حديث عَائِشَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ اللهِ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ لا فَذَكَرْتُ لَهَا قَوْلَ ابْنِ عُمَرَ : مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَحُ طِيبًا فَقَالَتْ عَائِشَةُ ا : أَنَا طَيِّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ طَافَ فِي نِسَائِهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ مُحْرِمًا

43
تحريم الصيد للمحرم

حديث الصَّعْبِ بْنِ جَنَّامَةَ اللَّيْثِيِّ الله أَنَّهُ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِمَارًا وَحْشِيًّا ، وَهُوَ بِالْأَبْوَاءِ ، أَوْ بِوَدانَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ، قَالَ: إِنَّا لَمْ نَرُدَّهُ ، إِلَّا أَنَّا حُرُمٌ حديث أبي قَتَادَةَ هِ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بِالْقَاحَةِ ، وَمِنَّا الْمُحْرِمُ ، وَمِنَّا غَيْرُ الْمُحْرِمِ، فَرَأَيْتُ أَصْحَابِي يَتَرَاعَوْنَ شَيْئًا، فَنَظَرْتُ فَإِذَا حِمَارُ وَحْشِ، يَعْنِي فَوَقَعَ سَوْطُهُ، فَقَالُوا لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَتَنَاوَلْتُهُ فَأَخَذْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ الْحِمَارَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَعَقَرْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ أَصْحَابِي، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كُلُوا وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا تَأْكُلُوا ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ أَمَامَنَا فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: كُلُوهُ حَلَالٌ 

حديث أَبِي قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: انْطَلَقَ أَبِي عَامَ الحُدَيْبِيَةِ فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ يُحْرِمْ وَحُدِّثَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ عَدُوًّا يَغْزُوهُ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ ﷺ فَبَيْنَمَا أَنَا مَعَ أَصْحَابِهِ، تَضَحَكَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِحِمَارِ وَحْشِ فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَطَعَنْتُهُ فَأَتْبَتُهُ، وَاسْتَعَنْتُ بِهِمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُعِينُونِي، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ، وَخَشِينَا أَنْ نُقْتَطَعَ، فَطَلَبْتُ النَّبِيَّ ﷺ أَرْفَعُ فَرَسِي شَأْوَا وَأَسِيرُ شَأْرًا، فَلَقِيتَ رَجُلاً مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ.

قُلْتُ : أَيْنَ تَرَكْتَ النَّبِيَّ ﷺ ؟ قَالَ : تَرَكْتُهُ بِتَعْهِنَ، وَهُوَ قَابِلُ السُّقْيَا فَقُلْتُ : يا رسولَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَكَ يَقْرَءُونَ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَرَحْمَةً اللَّهِ، إِنَّهُمْ قَدْ خَشُوا أَنْ يُقْتَطَعُوا دُونَكَ فَانْتَظِرْهُمْ وقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَبْتُ حِمَارَ وَحْشِ وَعِنْدِي مِنْهُ فَاضِلَةٌ فَقَالَ لِلْقَوْمِ : كُلُوا وَهُمْ مُحْرِمُونَ حديث أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ خَرَجَ حَاجًا، فَخَرَجُوا مَعَهُ فَصَرَفَ طَائِفَةً مِنْهُمْ، فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ؛ فَقَالَ: خُذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ حَتَّى نَلْتَقِيَ فَأَخَذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا أَحْرَمُوا كُلُّهُمْ، إِلَّا أَبُو قَتَادَةَ لَمْ يُحْرِمْ؛ فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ إِذْ رَأَوْا حُمْرَ وَحْشِ، فَحَمَلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى الْحُمُرِ فَعَقَرَ مِنْهَا أَتَانًا، فَنَزَلُوا فَأَكَلُوا مِنْ لَحْمِهَا، وَقَالُوا : أَنَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدٍ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ فَحَمَلْنَا مَا بَقِيَ مِنْ لَحْمِ الْأَتَانِ، فَلَمَّا أَتَوْا رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا

44
ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم

حديث عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ كلُهُنَّ فَاسِقٌ ، يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ : الْغُرَابُ ، وَالْحِدَأَةُ ، وَالْعَقْرَبُ وَالْفَارَةُ ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ .

حديث حَفْصَةَ النَها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : خَمْسٌ مِنَ الدواب لا حرج على من قَتَلَهَنَّ : الْغُرَابُ ، وَالْحِدَأَةُ ، وَالْفَارَةُ وَالْعَقْرَبُ ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: خَمْسٌ مِنَ الدوَّابِ لِيَسْ عَلَى الْمُحْرْمِ فِي قَتَلْهِنَّ جُنَاحٌ.

45
جواز حلق الرأس للمحرم إذا كان به أذى

حديث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ ﷺ قَالَ لكعب بن عجرة : لَعَلَّكَ آذَاكَ هَوَامُكَ؟ قال كعب : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : اخْلِقْ رَأْسَكَ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، أَوِ انْسُكْ بِشَاةٍ  حديث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ قَالَ : فَعَدْتُ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ اللهِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْكُوفَةِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ ) ؟ فَقَالَ : حُمِلْتُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي، فَقَالَ: ما كُنْتُ أُرَى أَنَّ الْجَهْدَ قَدْ بَلَغَ بِكَ هَذَا، أَمَا تَجِدُ شَاةَ؟ قُلْتُ : لا قَالَ : صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينِ نِصْفُ صَاعِ مِنْ طَعَامٍ، وَاخْلِقْ رَأْسَكَ فَنَزَلَتْ فِي خَاصَّةً ، وَهِيَ لَكُمْ عَامَّةً .

46
جواز غسل المحرم بدنه ورأسه

حديث أبي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ حُنَيْنِ هِ قَالَ : إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْعَبَّاسِ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةً وَ اخْتَلَفَا بِالْأَبْوَاءِ ؛ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ : يَغْسِلُ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ؛ وَقَالَ الْمِسْوَرُ : لَا يَغْسِلُ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ. فَأَرْسَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ الله فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ بَيْنَ الْقَرْنَيْنِ، وَهُوَ يُسْتَرُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيْنٍ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ أَسْأَلُكَ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ ؟ فَوَضَعَ أَبُو أَيُّوبَ يَدَهُ عَلَى الثَّوْبِ، فَطَأْطَأَهُ حَتَّى بَدَا لِي رَأْسُهُ، ثُمَّ قَالَ لِإِنْسَانِ يَصُبُّ عَلَيْهِ : اصْبُبْ؛ فَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ ؛ وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُهُ ﷺ يَفْعَلُ

47
ما يفعل المحرم إذا مات

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ ، إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ ، أَوْ قَالَ، فَأَوْقَصَتْهُ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَكَفَّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ ، وَلَا تُحَدِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا

48
جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه

حديث عَائِشَة قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى صُبَاعَةً بِئْتِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ لَهَا : لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ ؟ قَالَتْ : وَاللَّهِ لَا أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةً . فَقَالَ لَهَا : حُجِّى وَاشْتَرِطِي، قُولِي : اللَّهُمَّ مَحِلَّى حَيْثُ حَبَسْتَنِي وَكَانَتْ تَحْتَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ

الى الاعلى