الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فقد وفقني الله تعالى، وأعانني على الانتهاء من الجزء الرابع من مؤلفي "ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" بنفس المنهج الذي اتبعته في الأجزاء السابقة ... والذي أشرت إليه في مقدمة الجزء الأول ، وأذكر مع بداية الجزء الخامس أني لا أتوسع في مناقشات القضايا الفقهية التي أثارها الفقهاء في كتبهم مستدلين بأحاديث تناولها شراح البخاري ومسلم بالبيان ، وبخاصة تلك الأحاديث الواردة في اللؤلؤ والمرجان ، ولن استطرد في مناقشات الفقهاء، لأن الاستطراد في الشرح ، والتعليق ، والرد مجاله كتب الفقه والفقهاء ..... أما شرح الحديث فهو يحتاج إلى بيان المعنى المراد من الحديث ، وردّ ما يثار حوله من تساؤلات ، والإشارة إلى الحوادث التي يصورها ، والأحكام المستفادة منه بإجمال ، وقد سَلَكْتَ هذا المنحى في كتابي ، وتوسعت فيه ببيان ركائز الدعوة والإيمان في كل باب لأني آمل كشف بعض ما يدل عليه الحديث النبوي من تواصل المسلمين مع رسول الله صلى اللّٰه عليه وسلم، وكيفية الاستفادة به في استظهار الحكم الشرعي ، والوقوف على الحقائق الإيمانية ، والدروس الدعوية التي تفيد الدعوة والدعاة .
وآمل على وجه الخصوص أن يتضمن مؤلفي هذا تقديم خدمة للدعاة تساعدهم في تبليغ الإسلام ، وإرشاد الناس بمنهج الله تعالى في تحقيق أهدافهم ، ولذلك أوردت عددا من الأحاديث مع شرحها لإيجاد ثروة حديثية بين يدي الدعاة ، وحاولت ربط دلالات الأحاديث بواقع المسلمين المعاصر . وقد حاولت الإشارة إلى القضايا الدينية التي يحتاجها جمهور المسلمين في عباداتهم ، وحياتهم ، وحتى يتم بيان كل حديث على حدة في بابه شرحت ألفاظه ، ووضحت معانيها ، ولم أكتف بشرحها في حديث آخر وإن جاء في نفس الباب . وقد حاولت تسهيل العبارة ، وتبسيط الألفاظ ، وبعدت عن الأساليب الفلسفية المعقدة ، والكلمات الغريبة الثقيلة ، التي تحتاج إلى شرح وبيان إن جمهور المسلمين اليوم أصيبوا بخلل في فهم الإسلام ، وقلة في العلم به ، وانشغال بالدنيا ، وانصراف عن العلم بالإسلام . إن هؤلاء الغافلين يحتاجون إلى تذكير سريع ، في كلمات قليلة ، تُعَرِّفُهم بالإسلام ، وتأخذهم إليه ، وهذا يحتاج إلى دعاة يتميزون بالفطنة ، والشجاعة ، والإخلاص ليتمكنوا من إيصال الإسلام لهذا الجمهور صافياً كما نزل من عند الله تعالى.