الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..وبعد ؛؛؛؛ فلقد أنعم الله تعالى علي بإعانتي على إتمام الجزء الخامس من مؤلفي "ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" .. ووصلت بذلك إلى شرح الحديث رقم " ۱۰۲۷ " الذي انتهى به الباب السادس عشر من كتاب السقاية. وهذا فضل من الله تعالى إذ لولاه لأصابني العجز، ولضمني الضعف الذي يقعدني عن الكتابة، والنظر، والتأليف . وقد لاحظت أن صاحب اللؤلؤ والمرجان جعل كتاب السقاية مشتملا على أبواب عدة بعيدة عن السقاية ، والأولى بها أبواب المزارعة ، والبيوع، والصرف ، والربا ... ألخ، وعذره أنه اتبع الإمام مسلم في التقسيم والتبويب ، فضمن كتاب السقاية أبوابا عدة جاءت في صحيح مسلم في نفس الباب، واختار منها صاحب اللؤلؤ والمرجان الأحاديث المتفق عليها ، وأوردها في الكتاب والأبواب كما اختارها الإمام مسلم ، ورجع إليها في كتب عدة في صحيح البخاري . وقد بين العيني في مؤلفه " عمدة القارى في شرح صحيح البخاري " أن السقاية في لغة أهل المدينة تعني سائر الأعمال ، ولعل هذا ما جعل الإمام مسلم يجمع في كتاب السقاية أعمالا عديدة تتصل بالسقاية بوجه ولو من بعيد .
وكان عجبي بكتاب اللؤلؤ والمرجان أنه جمع الأحاديث المتفق عليها بين البخاري ومسلم سندا ومتنا ، ولذلك فقد وسمته بأنه الكتاب الجامع لأصح الصحيح ... وجعلت أحاديثه أصولا لأبوابه لتكون الأحاديث التي أوردها بعد ذلك في الشرح شواهد ومتابعات لأحاديث الباب تقوى بقوتها، وتعتمد عليها في صحتها ، ولم أعلق على الأحاديث والروايات الشارحة بالصحة ، أو بالحسن ، أو بغير ذلك ، فهي مقبولة بهذه الأصول المعتمدة في الصحيحين، وسأحاول بمشيئة الله تعالى اتباع المنهج الذي سلكته في الأجزاء السابقة ، وأكثر من الأحاديث الشارحة لتكون زادا للدعاة في دعوة الناس ، ولتوضيح الحكم والأحكام المتصلة بالباب في الجملة، وسأستمر - بإذن الله تعالى - في شرح ألفاظ كافة الأحاديث وإن تكررت ليتضح معنى كل حديث بألفاظه وفي الجانب الذي سيق له . وسأعمل لاستخراج الركائز من أحاديث كل باب ، وإن تشابهت الأبواب .