الحمد لله رب العالمين، والصلاة السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد .. فالأمر كله بتوفيق الله وعونه ، وكثيرا ما تصورت عجزي عن كتابة أسطر قليلة ، وزين لي الشيطان الخلود للراحة والسكون ، والاستغراق في النوم والهدوء ..... إلا أني أسارع إلى طرد هذا الوسواس وألجأ إلى الله تعالى، وأساله التوفيق والسداد فإذا بي تتغير همتي ، وأنظر إلى بعيد، وأتصور انتهائي من إخراج مجلد ضخم فأنشط وأعيش في كنف ربي ، وأرى يسره ومعونته في أفكار تعتريني ، ومراجع تأتيني، وأمل في العلم يحتويني، وإعانات من حولي يحققها الله تعالى لي ، فأقوم لأعمل واكتب. وأشعر حين اكتب بقوة غيبية من حولي تشد أزري، وتأخذني إلى ما أراه الصواب والحق ، فأكتب ما يوفقني الله له .... وهنا أقرر بأن ما في كتابي من صواب فهو من الله تعالى الذي بمشيئته تتم الصالحات، وتسهل الصعاب والمشاق، وما فيه من خطا فهو مني ومن الشيطان ، واستغفر الله رب العالمين . وها أنذا أبدأ في الجزء الثامن من مؤلفي "ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"
بعد الانتهاء من الأجزاء السبعة السابقة ، وبنفس المنهج الذي عرفت به في الجزء الأول، حيث بيان موضوع أحاديث كل باب ، مع شرح الدلالات اللغوية لأحاديث كل باب وإن تكررت ، وتحليلها لاستخراج ما في الأحاديث من بيان بلاغي ، وتكامل معنوي، وحكم فقهي، وتوضيح بعض القضايا التي تتصل بها الأحاديث واستخراج بعض الحكم والعبر في ركائز للدعوة والإيمان في نهاية كل باب راجيا من الله تعالى أن تكون منطلقا لكلمات الدعاة وهم يدعون إلى الإيمان بالله تعالى . وأملي تيسير فهم الحديث أمام الدعاة بلا غوص في أقوال اللغويين ، ولا استغراق في مناقشات الفقهاء . ومراجعي هي المؤلفات الشارحة لصحيحي البخاري ومسلم ، فقد أوفاهما العلماء والمحدثون شرحا ، وتوضيحا ، وفي مقدمة هذه الشروح ( فتح الباري ) لابن حجر العسقلاني ، وصدق من قال فيه على وجه المجاز : ( لا هجرة بعد الفتح ) إذ كل ما نحتاجه في الحديث نجده في الفتح .