Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان - الجزء الثامن

الحمد لله رب العالمين، والصلاة السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .. وبعد .. فالأمر كله بتوفيق الله وعونه ، وكثيرا ما تصورت عجزي عن كتابة أسطر قليلة ، وزين لي الشيطان الخلود للراحة والسكون ، والاستغراق في النوم والهدوء ..... إلا أني أسارع إلى طرد هذا الوسواس وألجأ إلى الله تعالى، وأساله التوفيق والسداد فإذا بي تتغير همتي ، وأنظر إلى بعيد، وأتصور انتهائي من إخراج مجلد ضخم فأنشط وأعيش في كنف ربي ، وأرى يسره ومعونته في أفكار تعتريني ، ومراجع تأتيني، وأمل في العلم يحتويني، وإعانات من حولي يحققها الله تعالى لي ، فأقوم لأعمل واكتب. وأشعر حين اكتب بقوة غيبية من حولي تشد أزري، وتأخذني إلى ما أراه الصواب والحق ، فأكتب ما يوفقني الله له .... وهنا أقرر بأن ما في كتابي من صواب فهو من الله تعالى الذي بمشيئته تتم الصالحات، وتسهل الصعاب والمشاق، وما فيه من خطا فهو مني ومن الشيطان ، واستغفر الله رب العالمين . وها أنذا أبدأ في الجزء الثامن من مؤلفي "ركائز الدعوة والإيمان بشرح أحاديث اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"

بعد الانتهاء من الأجزاء السبعة السابقة ، وبنفس المنهج الذي عرفت به في الجزء الأول، حيث بيان موضوع أحاديث كل باب ، مع شرح الدلالات اللغوية لأحاديث كل باب وإن تكررت ، وتحليلها لاستخراج ما في الأحاديث من بيان بلاغي ، وتكامل معنوي، وحكم فقهي، وتوضيح بعض القضايا التي تتصل بها الأحاديث واستخراج بعض الحكم والعبر في ركائز للدعوة والإيمان في نهاية كل باب راجيا من الله تعالى أن تكون منطلقا لكلمات الدعاة وهم يدعون إلى الإيمان بالله تعالى . وأملي تيسير فهم الحديث أمام الدعاة بلا غوص في أقوال اللغويين ، ولا استغراق في مناقشات الفقهاء . ومراجعي هي المؤلفات الشارحة لصحيحي البخاري ومسلم ، فقد أوفاهما العلماء والمحدثون شرحا ، وتوضيحا ، وفي مقدمة هذه الشروح ( فتح الباري ) لابن حجر العسقلاني ، وصدق من قال فيه على وجه المجاز : ( لا هجرة بعد الفتح ) إذ كل ما نحتاجه في الحديث نجده في الفتح .

01
كتاب الشعر

یتنوع كلام العرب وتكثر صوره ، ومعانیه، وغایاته، فمنـــه النثـــر، وهــو الكــلام المرســل المــستعمل فــي الحــوارات، والمناقــشات، والكتابة، والخطابة، الخالي من الوزن والقوافي، ومنــه الــشعر، وهـو الكـلام المـوزون بأحـد مـوازین الـشعر القـدیم بأحـد بحـوره التي تحدد موازین الشعر، ویتكون من عدد من الأبیات، ومنــه الحــَداء ( بـضم الحـاء وفـتح الـدال) وهـو مـا یقولـه بعـض النـاس خـلال عملهـم للاسـتفادة بـه، كـالمرأة وهـي تهدهـد ولـدها ، وقائـد الركـب وهـو ینـشط إبلـه، ورائـد العمـال وهـو یحرضـهم علـى العمـل ... وهـو كـلام قلیـل یـشبه الـشعر، ویلقـى بصوت عال، متقطع، متمدد، وكــان العــرب قبــل الإســلام یهتمـون بالـشعر، حتــى اشـتهر لكـل قبیلـة شــعراؤها ورواتهـا، حیـث المفـاخرة، والمباهـاة، والمباهلـة، والتـشبیب، والوصـف، وذكـر المـآثر والمزایا الخاصة بكـل قبیلـة حتـى عـد الـشعر الجـاهلي الـصحیفة التـي صـورت أخبـار العـرب، وسـجلت آدابهـم، وأحـوالهم، ودونـت مـا كـانوا فیـه مـن رقـي لغـوي، وسـبق في البلاغة والفصاحة، ولقد أقام العرب لشعرهم الأسـواق، والمـسابقات، وكتبـوا قـصائدهم بمـاء الـذهب، وعلقوهـا فــي جــوف الكعبـة، فلمــا جــاء الإســلام اتجــه المـسلمون إلــى حفــظ القــرآن الكریم والسنة النبویة، وانصرفوا عن الشعر بصورة واضحة، وبقي خبر الشعر الجاهلي على ما كان فیه من خیر أو من شر، وكان للإسلام موقف مـع الـشعر، حیـث مـدح بعـضه، وذم بعـضه أیـضا، وهـذا ما یتناوله كتاب الشعر

02
كتاب الرؤيا

الرؤیا ما یراه الشخص في منامه ، تقرأ بالتـاء المربوطـة (رؤیـة) وتقـرأ بـدونها (رؤیا) على وزن فعلى ... والرؤیة بالتاء هـي رؤیـة البـصر وصـاحبها یقـظ، وتطلـق علــى التخیــل مثــل : (أرى أن زیــدا مــسافر) ، وعلــى الفكــر العقلــي مثــل:  (إنــي أرى مالا ترون) ، وعلى الاعتقاد كقولك ( أرى كذا) أي اعتقده . یقول أبـو إسـحاق الاسـفراییتي: الرؤیـا المنامیـة إدراكـات یـضعها االله فـي قلـب العبـد على یدي ملك أو شیطان،تظهر بحقیقتها أو كناها ونظیرها في الیقظة الخواطر

وقد اختلف الأطباء، والفلاسفة، والعلماء في نظرتهم إلى الرؤیا : فذهب الأطباء إلى أن الرؤیا ناشئة عن الأخلاط في البطن ، فمن غلـب علیـه البلغم یرى أنه یسبح في الماء، ومن غلبت علیه الصفراء یرى النیـران والـصعود فـي الجو  وهكذا وهذا كلام لا دلیل علیه، ولا یـصح القـول بـه علـى وجـه القطـع، لأن القطع في موضع الاحتمال غلط لا یجوز ،وذهب الفلاسفة الطبیعیـون : إلـى أن مـا یجـري للنـاس مـن رؤیـا هـو نقـش لمـا هو فـي العـالم العلـوي ، فمـا یقـع فـي عـالم المثـل یحـصل للنـاس وهـم نـائمون ، وهـذا أكثـر بطلانـا مـن قـول الأطبـاء ، لأن الـربط بـین الواقـع والمثـال خیـال لا دلیـل لـه ، وتصوره بعید عن الواقع والمعقول، وقد قال به أفلاطون، وأبطله الفلاسفة .

وذهـب أهـل الـسنة إلـى أن الرؤیـا حـق ، وأن االله تعـالى یخلـق فـي قلـب النـائم اعتقادات كما یخلقها االله تعالى في قلب الیقظان، فـإذا خلقهـا االله یجعلهـا علمـا علـى أمـور یخلقهـا بعـد ذلـك، وكلمـا زاد صـلاح الرائـي، أو مـن تـرى لـه تحققـت الرؤیـا فـي الواقع بأمر االله تعالى بحقیقتها أو بما تعبر به، ولا یعنـي عـدم وقـوع الرؤیـا عـدم صـدقها ، فقـد خلـق االله تعـالى الغـیم ، وجعلـه علامة على المطر ، وقد یتخلف بإرادة االله تعالى

03
باب حقيقة الرؤيا

(1)حديث أبي قَتَادَةَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَتَّفِتْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ.
(2)حديث أبي هُرَيْرَةَ اللهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانِ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِن جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
(3) حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءً مِنْ سِتَّةِ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
(4) حديث أنس له قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ ﷺ : رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.
(5) حديث أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءً مِنْ سِتَّةِ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.

04
باب الفضائل

الفـــضائل جمــع فــضیلة وهــي الــصفة الحــسنة الموجــودة فــیمن یتــصف بهــا، وبمجموعهــا یتحــدد الـــشيء ویعــرف ،ومنهـــا مــا یقولــه النـــاس فــضائل العـــرب، وفضائل المدینة، وفضیلة الزرع، والخیل، وغیر ذلك.والفـــضائل مجموعــة مــن الــصفات والمزایــا الحــسنة، وتكــون للإنــسان ولغیــره وتشمل المادیات، والمعنویات، وسائر المخلوقات، وكتاب الفضائل فـي الحـدیث یعنـي إظهـار الخـصائص التـي تمیـز بهـا كـل مـن یتناولـه الكتـاب، وأولهـم رسـول االله صلى الله عليه وسلم ، وبعـده إخوانـه الرسـل، فقـد تـضمن الكتـاب بعـض معجـزات النبـي صلى الله عليه وسلم، وفـصلت فـي توكلـه علـى االله، وشـفقته علـى أمتـه ثـم وضـحت مـا فـضله االله تعـالى بـه مـن أخـلاق حـسنة ِْ ، وجمـال خلقـي، ومـا ظهـر بـه فـي النـاس مـن صـورة طیبـة، ووجـه مـشرق، ورائحـه طیبـة، وطـول متـوازن، وجمـال في التكوین، وتمیزه بالشجاعة، والجود، والكرم، والحیاء، وبعـد اسـتعراض أهـم فـضائل النبـي غ جـاءت الأحادیـث تـشیر إلـى فـضائل بعض الأنبیاء الذین بعثوا قبل البعثة المحمدیة

05
باب شفقة النبي ﷺ على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ لله أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا ، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ، جَعَلَ الفراش وهذه الدوَّاب التي تقع في النار يقعن فيها، فَجَعَلَ يَنَزْعِهُنَّ وَيَغْلِبُنَهُ، فَيَقْتَحِمنَ فِيهَا ، فَأَنَا  َأخُذُ بِحُجَرْكُمْ عَنِ النَّارِ، وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا.

 

06
باب كثرة حيائه

(1)حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَشَدَّ حَيَاءَ مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا. 
(2)حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرُو قَالَ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ ﷺ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلَاقًا.

07
باب صفة شعر النبي ﷺ

(1)حديث أنس له قَالَ : كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجِلًا لَيْسَ بِالسَّبِطِ وَلَا الْجَعْدِ ، بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ.

(2)حديث أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُهُ مَنْكِبَيْهِ

08
باب من فضائل عيسى عليه السلام

(1)حديث أَبِي هُرَيْرَةَ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ، وَالأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلاتِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٍّ.
(2)حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِفًا مِنْ مَسْ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ، وَابْنِهَاثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ له : ( وَإِنِّي أُعِيدُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ ).
(3)حديث أبي هُرَيْرَةَ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلاً
يسرِقُ فَقَالَ لَهُ : أَسْرَقْتَ ؟
قَالَ : كَلا، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ .
فَقَالَ عِيسى ال : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي.

09
كتاب فضائل الصحابة

الأصحاب والـصحابة جمـع صـحابي، والـصحابي هـو مـن لقـي النبـي ﷺ ولـو للحظة مؤمنا به، أو كان دون البلوغ فاسلم عند البلـوغ، ومـات علـى الإسـلام، وهـذا یشمل الرجال والنساء، والكبار والصغار ولـو كـانوا عمیانـا، ویـشمل مـن رأى النبـي ﷺ من بعید وتیقن من رؤیته، وبهـذا التعریـف یـدخل فـي الـصحابة الحـسن والحـسین، لأنهمـا لـم یبلغـا عنـد وفـاة النبـي ﷺ، كمـا یـدخل فـیهم محمـد بـن أبـي بكـر م فإنـه ولـد قبـل وفـاة النبـي ﷺ بثلاثة أشهر فقط فقد ولدته أمه أسماء بنت عمیس ل في حجة الوداع. ولا یدخل في الصحبة من لقي النبي ﷺ كافرا ولو مـات علـى الإسـلام، أو لقیـه مسلما ثم ارتد ومات على الكفر، ولا من رأه ﷺ بعد موته أو في المنام، وقد اعتمد هذا التعریف على المفهوم اللغوي للـصحبة، وهـو التعریـف المعتمـد عند المحدثین، وجزم به البخاري في الصحیح، وذهــب بعــض الفقهــاء، والمحــدثین، والعلمــاء إلــى أن المــراد بالــصحبة هــي الـصحبة العرفیـة كـأن یقـیم مـع النبـي ﷺ مـدة طویلـة، أو غـزا معـه غـزوة، أو كـان بالغـا یقـدر علـى نقـل الخبـر علـى وجهـه الـصحیح ، ولـذلك عـدوا مـن الـصحابة مـن لقــى رســول االله ﷺ مؤمنــا بــه ثــم ارتــد ثــم عــاد إلــى الإســلام ، لأن الأخبــار التــي سمعها من رسول االله غ نقلها على وجهها الصحیح، مثـل الأشـعث بـن قـیس، فقد حدث له ذلك ورویت أحادیثه التي رواها عن رسول االله ﷺ، والجـن عـالم مكلـف بالإسـلام، وقـد رأى بعـضهم النبـي غ وآمـن بـه، ومـنهم الصالحون والطالحون، ولذلك فمنهم الصحابة الذین لقوا رسول االله ﷺ مـؤمنین بـه، وماتوا على الإسلام، وتعریـف المحـدثین یعنـي حقیقـة الـصحبة فـي حـد ذاتهـا، ورأي العلمـاء ینظـرون إلى الصحبة من حیث أثارها في الدین والناس .

10
باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما

(1)حديث أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ الله قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ لا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ.
فَجَلَسَ بِفَناءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: أَثَمَّ لُكَعُ، أَثَمَّ لُكَعُ
فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تَلْبِسُهُ سِحَابًا ، أَوْ تُغَسِّلُهُ ، فَجَاءَ يَشْتَدُ حَتَّى عَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّه.
(2)حديث الْبَرَاءِ له قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَالْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ

11
باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي لله عنها

(1)حديث عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ : خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ.
(2)حديث أبي موسى له قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةٍ فِرْعَوْنَ ، وَمَرْيَمُ بِئْتُ عِمْرَانَ ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الشَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ 
حديث أبي هريرةَ الله قَالَ : أَتَى جِبْرِيلُ الله النَّبِيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله هذهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءً فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ فَإِذَا هِيَ أَتَتَكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ.

12
باب من فضائل أبي ذر

حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرُ مَبْعَثُ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ لأَخِيهِ : ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي .
فَانْطَلَقَ الْأَخُ حَتَّى قَدِمَهُ، وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ ، فَقَالَ لَهُ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَكَلَامًا مَا هُوَ بِالشَّعْرِ.
فَقَالَ: مَا شَفَيْتَنِي مِمَّا أَرَدْتُ .
فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ، فِيهَا مَاءً، حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ ﷺ وَلَا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ.
حَتَّى أَدْرَكَهُ بَعْضُ اللَّيْلِ فَرَآهُ عَلِيٍّ، فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَظَلَّ ذلِكَ الْيَوْمَ، وَلَا يَرَاهُ النَّبِيُّ ﷺ حَتَّى أمْسَى فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ.

فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ الله فَقَالَ: أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ ؟ ..
فَأَقَامَهُ، فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ، لاَ يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ 
فَعَادَ عَلِيٌّ الله مِثْلَ ذلِكَ ، فَأَقَامَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُحَدِّثْنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ ؟
قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنَّنِي، فَعَلْتُ.
فَفَعَلَ، فَأَخْبَرَهُ.
قَالَ: فَإِنَّهُ حَقٌّ، وَهُوَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتَّبِعْنِي، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتَّبِعْنِي، حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ وَدَخَلَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي ... قَالَ : والذي نفسي بيدَهِ لأَصْرْحْنَ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ وَأَتَى الْعَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ قَالَ : وَيَلْكُمُ السَلمُ تَعَلَّمُونَ أَنَّهُ مِنْ غَفَارِ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارِكُمْ إِلَى الشَّامِ فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ.
ثُمَّ عَادَ مِنَ الْغَدِ لِمِثْلِهَا ، فَضَرَبُوهُ، وثَارُوا إِلَيْهِ، فَأَكَبَّ الْعَبَّاسُ عَلَيْهِ

13
باب من فضائل الأشعريين

(1)حديث أَبِي مُوسى الله قَالَ النَّبِيُّ : إِنِّي لَأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفَقَةِ الأَشْعَرِيِّينَ بِالْقُرْآنِ حِينَ يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ ، وَأَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بِالنَّهَارِ وَمِنْهُمْ حَكِيمٌ ، إِذَا لَقِيَ الْخَيْلَ أَوْ قَالَ الْعُدَوُ، قَالَ لَهُمْ إِنَّ أَصْحَابِي يَأْمُرُونَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوهُمْ .
(2)حديث أَبِي مُوسى له قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ : إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبِ وَاحِدٍ ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءِ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ.

14
باب من فضائل نساء قريش

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءِ رَكِبْنَ الإِبِلَ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذات يده ... يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ : وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِئْتَ عِمْرَانَ بَعِيرًا.

15
باب تحريم الظلم

(1)حدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ»
(2)حدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ. وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةٍ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ». (3) حدِيثُ أَبِي مُوسى الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي للظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ: ثم قَرَأَ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخَذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )

16
باب النهي عن ضرب الوجه

( حدیث أَبي هریرة رضي االله عنه، عن النبي صلى االله علیه وسلم قال: ( إذا قاتل أَحدكم، فلیجتنب الوجه

17
باب الوصية بالجار والإحسان إليه

(1)حَدِيثُ عَائِشَةَ * عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
(2)حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّتُهُ.

الى الاعلى