الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد،،،،،،فقد انتهيت بعون الله تعالى من مؤلفي " نظام الإسلام في صناعة الإنسان " ، ووضحت فيه دقة الصناعة ، وحسن الرعاية التي أولاها الله تعالى للإنسان منذ أن كان حلما في عقل أبويه، وبعد أن صار جنينا في بطن أمه ، وخلال مراحل حياته في الدنيا منذ مولده إلى أن يلقى ربه عند حلول أجله . وعنيت بصناعة الإنسان الرجل والمرأة ، فقد بدأت الإنسانية بهما منذ وعنيت بصناعه الإنسان الرجل والمرأة ، فقد بدات الإنسانية بهما منذ آدم وحواء - عليهما السلام. وعشت معهما من بدء وجودهما في الدنيا إلى نهايتهما، ورأيت ما للمرأة من تكريم مع الرجل، فقد خلق الله تعالى آدم الله من الطين، ونفخ فيه من روحه، وأخرج من جنبه زوجته حواء، ومن تزاوجهما كانت الذرية التي ملأت الأرض بالرجال والنساء، وامتن الله على الآدميين بذلك، فقال : ( يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء )، وقال : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )،وقال له : ( وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) وقدر الله تعالى للرجل أن يسكن لزوجته، ويأنس بها ، وقدر للمرأة أن تسكن هي الأخرى لزوجها، وتأنس به وقد كرم الله تعالى الرجال والنساء بالصورة الجميلة، والعقل المدرك الفاهم، والروح الوثابة المشرقة، وساوى بين الرجال والنساء في الحقوق الآدمية، والجزاء، والمسئولية، وأوجد في فطرة كل منهما ميلا ذاتيا للآخر، وجعل بينهما مودة ورحمة، وأوجد فيهما الأمل والهدف .
إن البشرية كلها نتاج رجل وامرأة، جمعهما الله تعالى في مودة ورحمة، ومتعهما بالطباع العامة، والسكن النفسى، والاقتناع الفكري ، وشرع لهما حق الحياة والكرامة، وقدر الله تعالى لكل منهما طاقته، وعمله ليتكاملا في مسيرة الحياة، وفي تطبيق شرع الله تعالى، وانتهيت في الكتاب الثاني إلى أن في صناعة الإنسان - رجلا كان أو امرأة - آيات تدعو إلى الإيمان، وتحث على الإخلاص في طاعة الله، ومن تقدير الله تعالى أن جعل لكل حق خصوما يعملون على رده بالزيوف والأكاذيب التي تعشعش في أفكارهم، وتسكن مفاهيمهم، وتدفعهم إلى وضع الشبه والإرجاف لتحقيق ما يأملون . ولذلك لم أتعجب من أناس سخروا عقولهم، وأقلامهم في دعوى أن الإسلام ظلم المرأة، وحولها إلى أمة يستعبدها الرجل، وأنكروا ما في شريعة الإسلام من مساواة حقيقية تراعي الواقع ، وتتعامل مع وسع الإنسان ، وطاقاته، وأخذوا يستدلون بشبهات بعيدة عن الحقيقة ، فهي كالسراب في رابعة النهار ( يَحْسَبُهُ الظَّمْعَانُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ) . وأخذوا يتلمسون في أحكام الإسلام ما يتخيلونه سندا لهم، ويوجهونها إلى نحو ما يرغبون، وهم في ذلك واهمون، وبعيدون عن الواقع التشريعي الذي يقضي بربط الحكم الشرعي بما شرع له لإظهار نتائجه وآثاره. ومن أمثلة ذلك ما شرع الله في صوم رمضان، فالمريض الذي يفطر في رمضان لا يقل قدرا عن السليم الصائم، فلكل من المريض والسليم حكم في شرع الله على يلائم حاله وواقعه .