Scalable business for startups

401 Broadway, 24th Floor New York, NY 10013.

© Copyright 2024 Crafto

مؤلفات
أ.د. أحمد أحمد غلوش

نظام الإسلام في تكريم المرأة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد،،،،،،فقد انتهيت بعون الله تعالى من مؤلفي " نظام الإسلام في صناعة الإنسان " ، ووضحت فيه دقة الصناعة ، وحسن الرعاية التي أولاها الله تعالى للإنسان منذ أن كان حلما في عقل أبويه، وبعد أن صار جنينا في بطن أمه ، وخلال مراحل حياته في الدنيا منذ مولده إلى أن يلقى ربه عند حلول أجله . وعنيت بصناعة الإنسان الرجل والمرأة ، فقد بدأت الإنسانية بهما منذ   وعنيت بصناعه الإنسان الرجل والمرأة ، فقد بدات الإنسانية بهما منذ آدم وحواء - عليهما السلام. وعشت معهما من بدء وجودهما في الدنيا إلى نهايتهما، ورأيت ما للمرأة من تكريم مع الرجل، فقد خلق الله تعالى آدم الله من الطين، ونفخ فيه من روحه، وأخرج من جنبه زوجته حواء، ومن تزاوجهما كانت الذرية التي ملأت الأرض بالرجال والنساء، وامتن الله على الآدميين بذلك، فقال : ( يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء )، وقال : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )،وقال له : ( وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) وقدر الله تعالى للرجل أن يسكن لزوجته، ويأنس بها ، وقدر للمرأة أن تسكن هي الأخرى لزوجها، وتأنس به وقد كرم الله تعالى الرجال والنساء بالصورة الجميلة، والعقل المدرك الفاهم، والروح الوثابة المشرقة، وساوى بين الرجال والنساء في الحقوق الآدمية، والجزاء، والمسئولية، وأوجد في فطرة كل منهما ميلا ذاتيا للآخر، وجعل بينهما مودة ورحمة، وأوجد فيهما الأمل والهدف .

إن البشرية كلها نتاج رجل وامرأة، جمعهما الله تعالى في مودة ورحمة، ومتعهما بالطباع العامة، والسكن النفسى، والاقتناع الفكري ، وشرع لهما حق الحياة والكرامة، وقدر الله تعالى لكل منهما طاقته، وعمله ليتكاملا في مسيرة الحياة، وفي تطبيق شرع الله تعالى، وانتهيت في الكتاب الثاني إلى أن في صناعة الإنسان - رجلا كان أو امرأة - آيات تدعو إلى الإيمان، وتحث على الإخلاص في طاعة الله، ومن تقدير الله تعالى أن جعل لكل حق خصوما يعملون على رده بالزيوف والأكاذيب التي تعشعش في أفكارهم، وتسكن مفاهيمهم، وتدفعهم إلى وضع الشبه والإرجاف لتحقيق ما يأملون . ولذلك لم أتعجب من أناس سخروا عقولهم، وأقلامهم في دعوى أن الإسلام ظلم المرأة، وحولها إلى أمة يستعبدها الرجل، وأنكروا ما في شريعة الإسلام من مساواة حقيقية تراعي الواقع ، وتتعامل مع وسع الإنسان ، وطاقاته، وأخذوا يستدلون بشبهات بعيدة عن الحقيقة ، فهي كالسراب في رابعة النهار ( يَحْسَبُهُ الظَّمْعَانُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا )  . وأخذوا يتلمسون في أحكام الإسلام ما يتخيلونه سندا لهم، ويوجهونها إلى نحو ما يرغبون، وهم في ذلك واهمون، وبعيدون عن الواقع التشريعي الذي يقضي بربط الحكم الشرعي بما شرع له لإظهار نتائجه وآثاره. ومن أمثلة ذلك ما شرع الله في صوم رمضان، فالمريض الذي يفطر في رمضان لا يقل قدرا عن السليم الصائم، فلكل من المريض والسليم حكم في شرع الله على يلائم حاله وواقعه .

01
الفصل الأول: الإسلام تكريم للإنسان

الكون كله مخلوق حادث، أوجده الله تعالى من عدم، فأصبح أمرا موجودا تلمسه الحواس، ويدركه العقل، ويتجلى بمكوناته المتنوعة وعناصره التي لا يعلم عندها ومداها إلا خالقها سبحانه وتعالى . وهذا الكون الحادث يشمل السماوات وما فوقها، والأرض وما في باطنها، وما بين السماء والأرض من سحب، وهواء، وكواكب، ونجوم، ومحيطات وأنهار، وجبال ووديان، وقارات، وأوطان، وحياة ، وحركة في مخلوقات عديدة سخرها الله تعالى للناس . ونظام الله تعالى للمخلوقات ليس على صورة واحدة، وإنما هو نظام يتنوع بتنوع كل مخلوق، لأن ما يصلح لنوع قد لا يصلح لغيره ، ولذلك تتنوع صور النظم، وتتحد في تحقيق الغاية منها. إن تحسين المرأة يكون بالحلي، والقلائد، والذهب ولو تحلى بها الرجل لكان شاذا ممقوتا ، والحمل بالولد يكون في بطن المرأة ، ولا يتصوره عاقل في بطن رجل ، وهكذا يسير الكون كله في نظم قدرها الله لكل جزئية لتقوم بوظيفتها متناسقة مع الكائنات التي خلقها الله تعالى

إن تكريم الله تعالى ثابت لبني آدم جميعا مع اختلافهم في النوع والجنس، والطاقة، والقوة، والفهم، والإدراك، والإيمان، لأن الإسلام يراعي كل هذا، ويشرع لكل عنصر ما يكفيه ويرضيه. وفي هذا الفصل سأبين تكريم الإسلام للإنسان - رجلا كان أو امرأة فقد خصه الله بجمال الصورة، وميزه عن سائر المخلوقات بالعقل، والخلق الطيب، وعدد في نوعه الجنس، والشكل، واللسان ، والقدر، والفهم، والإدراك، والطاقة، والمزاج .... في إطار بشري يحقق التكامل والتوازن، ويؤدي إلى استمرارية الحياة، يقول الله تعالى :( يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْتَكُو شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَنْقَدَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )، ويقول: ( وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتِ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ) ويقول:( وَمِنْ ءَايَتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ الْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَنَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتِ لِلْعَالِمِينَ) ، ويقول : ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى)

02
الفصل الثاني: إهانة النظم الوضعية للمرأه قديمًا وحديثًا

كانت المرأة قبل الإسلام تعيش وضعا سيئا في كل الأمم، ومع كل البشر، فقد عدها الرجال كما مهملا، وحرموها من كافة حقوقها، ورأوها مجرد منجبة لأولادهم، وموطنا لإشباع شهواتهم، ولم يجعلوا لها أهلية ولا كرامة، واستمر هذا الحال السيئ إلى أن جاء الإسلام ، ونزل الوحي الكريم ، فنجي المرأة من آلامها ، وساواها بالرجل، وأكرمهما معا، وأكد لهما أن(         ) ، فآمنت المرأة بدين الله تعالى ، وصارت عضوا فاعلا في المجتمع ، ورأت ما في الإسلام من عناية بها ، وبخاصة حين راعى في بعض تشريعاته طبيعتها، وقدرتها، ويأتي خصوم الإسلام اليوم ويزعمون إساءة الإسلام للمرأة مستدلين ببعض الأحكام الشرعية التي خص الله بها الرجل أو المرأة متجاهلين أن هذا التخصيص تكريم للمرأة ، ورعاية لمصلحتها وأنوثتها .

إن خصوم الإسلام يتخذون من المرأة قضية يسيئون بها للإسلام بزعمهم أن الإسلام أهان المرأة، وضيع حقوقها، ولم يسوها بالرجل، ونادوا ببعض المفاهيم، ورأوها تكريما للمرأة، وتسوية لها بالرجل، كالحرية المطلقة في الاختلاط، والعمل، والتملك، وعملوا على ضرورة مساواة المرأة للرجل في كل شيء، وهم في ذلك كاذبون في حكمهم الذي بنوه على أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في شيء .

03
الفصل الثالث: الواقع الفطري للإنسان والفرق بين الراجل والمرأة

لم يخلق الله تعالى الكائنات على صورة واحدة، وإنما غاير بين الأنواع، وبين أفراد كل نوع، وأوجد فروقا بين أفراد النوع الواحد ليسهل التكامل والتعاون، إن تنوع الكائنات يؤدي إلى نمائها بسبب تكونها من ذكر وأنثى، حيث يحقق التنوع التكاثر، والتطور ومن حقائق الواقع أن العامة للعمل والطاعة، وأن الخاصة للقيادة، والرئاسة، وبذلك يعيش الكون في استقامة وعمل، ونشاط، ويتحقق للإنسان سيادة الكون بأمر الله تعالى، وقد راعي الإسلام ما تتميز به كل المخلوقات من فروق ذاتية فخصها بأحكام تلائمها ، وتمكنها من القيام بما وجب عليها .

إن مراعاة الفروق أيا كان وجودها أمر يحتمه العقل، وتؤكده الحياة سواء كان الموجود من صناعة الإنسان أو من صناعة الله تعالى ، فالجرار الزراعي يختلف عن سيارة الركوب في العمل، والسعر ، والغاية ، وكلاهما مطلوب في مجاله ، وكل مصنوع له وظيفته ، والإنسان يحتاج إليه، والإنسان صناعة الله تعالى يختلف نوعا ، فمنه الرجل، ومنه المرأة ، ولكل منهما خصائصه، واستعداده ، وأحكام الشريعة التي تناسب هذه الخصائص وما فيها من اختلاف حق وعدل وتسوية في الحقيقة. وفي هذا الفصل سأوضح أن الله تعالى خلق الكائنات الحية ، وقدر لها. التكاثر والنمو بتزاوج الذكر والأنثى، وأبين أهم الفروق بين الرجل والمرأة بصورة مجملة

04
الفصل الرابع: المرأة المسلمة قدييمًا وحديثًا

غالى خصوم الإسلام في مزاعمهم عن ضياع حقوق المرأة في الإسلام وافتروا كذبا فيما قالوا، وهذا شأن أعداء الحق في كل زمان ومكان، يقول الله تعالى : (              )، والآية واضحة الدلالة في منهج أعداء الحق، فهم يغترون بأكاذيبهم ، ويزخرفون إدعاءاتهم، ويلبسونها ثوب الحق، وتتلاقى أمال شياطين الإنس والجن، والآية تنصح رسول الله له والمؤمنين بتركهم مع أكاذيبهم، لأن الصدق أبلج، والنور يزيل الظلام، والحق يزيل الباطل (                     ) 

إن أعداء الله في الأرض لن يغلبوا الحق، وسيحملون أباطيلهم على ظهورهم إلى جهنم، وسيبقى دين الله تعالى بكماله وتمامه، وعدله، وصدقه بين عباد الله محفوظا إلى يوم القيامة، يقول الله تعالى : (                         )، ويقول : (                       )

05
الفصل الخامس: مظاهر التكريم الإسلامي للمرآة

بعد التطواف في الفصول السابقة مع قضايا ضرورية قبل مناقشة ما أثاره خصوم الإسلام في قضية مساواة المرأة بالرجل، حيث بينت أوجه تكريم الإسلام للإنسان - رجلا كان أو امرأة - في الفصل الأول، وثنيت بتوضيح الهوان الذي عاشت فيه المرأة قبل الإسلام، والمصير الذي تعيشه المرأة غير المسلمة في العصر الحديث نتيجة تحكم الفكر الوضعي في شئونها، وثلثت ببيان أهم خصائص المرأة الفطرية ، والفروق بينها وبين الرجل.

لقد جعل الله تعالى الحياة قائمة على الذكر والأنثى، وقضى بوجود فروق بين الأنواع، وبين أفراد النوع الواحد وكان لابد من أحكام شرعية تناسب هذا الاختلاف، وتكون منهجا لتحقيق المساواة الإيجابية بين أفراد المجتمع كله ولقد لجأ خصوم الإسلام إلى الأحكام الشرعية التي اختلفت فيها أحكام المرأة عن أحكام الرجل وزعموا أنها إساءة للمرأة، وضياع الأهليتها، وإنسانيتها، ولذلك كانت ضرورة بيان هذه الأحكام ، ومناقشتها مناقشة صريحة وعقلية، لتوضيح الحق فيها، وفي هذا الفصل سأبين - بعون الله تعالى - قضايا الخصوم، وردها. بالبرهان العقلي، وأدلة الواقع ، وآيات الوحي الصادق الأمين.

06
الخاتمة

الحمد لله تعالى في كل حال، والشكر له سبحانه على أن أعانني على الانتهاء من هذا الكتاب الذي كتبته لبيان تكريم الإسلام للمرأة، وارد به على الزيزف، والأكاذيب التي يثيرها خصوم الإسلام ضده، والأمل : أن يعي المسلم، وتعي المسلمة مسئوليتهما عن دين الله تعالى، ويتفحصا الحكم الشرعي من كافة وجوهه، ولا يتبعا أكاذيب المبطلين، كما آمل أن يؤخذ الحكم الشرعي من مصادره الثابتة بعد العلم بها، لأن الإسلام متين، ومصادرة عديدة، والعلم بها ضرورة لازمة . فيها. ولا يصح أن يتكلم في أحكام الله تعالى من لا يعلمها، ولا يتقن ما جاء

إن كثيرا من غير المتخصصين يتكلمون في الإسلام كأنهم الأعلم به ولا يدركون ضرورة التخصص، ... فالطب شغل الأطباء، والمعمار عمل المهندسين .... فلما لا يرون ذلك مع تعاليم الإسلام .... وأخيرا..أسأل الله تعالى أن يسدد خطاي، ويتقبل عملي، ويفتح له العقول والقلوب  وأقر في النهاية أن صوابي من توفيق الله تعالى، وخطاي مني ، وأسأل الله تعالى العفو، وأتمنى النصح من أولي الألباب، والله يهدي إلى سواء الصراط .

الى الاعلى