الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،،،،، فقد قضى الله تعالى بإيجاد مخلوق يعمر الأرض بمنهجه سبحانه وتعالى وسط عوالم عديدة سخرها الله تعالى لخدمة هذا المخلوق، وبدأ الخلق بإنسان واحد هو آدم الذي صنعته الملائكة بأمر الله من الطين، ونفخ الله تعالى فيه من روحه، وأخرج منه زوجته حواء، وبهما تكاثرت الذرية، وامتلأت الأرض بالناس ومع وجود آدم الله وجد إبليس اللعين، وقد أنظره الله تعالى وذريته لغواية الآدميين، وإضلالهم ليظهر الخبيث من الطيب، ومع عالمي الأنس والجن كان الملائكة، وهم ( لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )، وأخذت الدنيا مسيرتها بقدر الله تعالى، واستمر الوحي ينزل للناس في سائر الأمم، ووجد في كل أمة رسول، واستمر الشيطان في وساوسه وإغوائه.
وختم الله تعالى الرسل والرسالات بالإسلام، وبمحمد ، وتحددت معالم الحق، وظهرت علامات الباطل في حركة الحياة، وصار الإسلام هو المنهج الذي اختاره الله تعالى للناس، فأمرهم بالإيمان به ، والالتزام بشريعته. والرجوع إلى مصادره الثابتة، والتمسك بالتطبيق العملي الذي كان عليه رسول الله ، وسلف الأمة، فهم القادة والقدوة، وهم رواد الاتصال بالله، وكان الأمل أن يدخل الجميع في دين الإسلام ، فقد صدق الإسلام بجميع الرسل، وأكد أصول الأديان كلها، وحافظ على حقوق الإنسان، ونظم كافة جوانب الحياة، وقدر الله تعالى له الثبات والدوام بثبوت مصادره ، وصلاحيته لكل زمان ومكان، لكن الواقع غاير هذا الأمل، فمن اللحظة الأولى لظهور الإسلام برز أعداؤه ، وأخذوا يقاومونه بكل ما أوتوا من تشكيك قولي، وصد عملي، واضطهاد عام لكل من يدخل في الإسلام ، ويهتدي بهدي الله تعالى .