الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ، فها هي الطبعة الثانية لكتابي " النظام السياسي في الإسلام " أقدمها بعد نفاذ الطبعة الأولى بفضل الله تعالى، وهذه الطبعة تحافظ على جوهر الطبعة الأولى، ولم أرد عليها إلا بشيء من التنقيح وبخاصة في الفضل الرابع وموضوعه " فقه الخلافة " لأني أردت إحاطة القارئ بمنهج الإسلام في إقامة الحكم الرشيد، واظهار ما في تشريع الإسلام السياسي من دقة وسبق، وبخاصة في طرق اختيار القادة، ووضع مواصفات لمن يتولى العمل العام، وتحديد المسئوليات والاختصاصات في كل مجال، ولعلي بذلك أذكر المسلمين بما في دينهم من نظام يمكنهم إذا أخذوا به أن ينهضوا مرة أخرى ويكونوا في مقدمة الأمم والشعوب .. إن أمر الحياة لن يصلح إلا بما صلح به أولها، وكما أقام السلف الصالحدولة الإسلام بخصائصها، وأهدافها تقوم أمة معاصرة وتنهض بنفس المنهج والطريق ولا يليق بمسلم أن يرى غير المسلمين يستفيدون بمنهجية الإسلام في العدل والحكم، والعمل وبينما هو محروم منها. إن المنطق يحتم التمسك بكل مفيد نافع، وترك كل ضار سيء، فهل يعي المسلم ذلك ؟؟ ويسارع إلى الخير، ويعمل الله، ويسعد مع تعاليم الإسلام في حياته وفي نشاطه وسائر عمله .. هذا ما أمله وأدعو الله والله ولي التوفيق .